الفن وسيلة لإنعاش مقرات الحملات الدعائية بموريتانيا

(الفن وسيلة لإنعاش مقرات الحملات الدعائية بموريتانيا المادة كاملة)
يتحلق الجميع للاستماع للموسيقى والأغاني الممجدة للمرشح والمسترسلة في شرح مقتطفات من برنامجه الانتخابي ووعوده للناخبين (الجزيرة)

أحمد ولد سيدي-نواكشوط

يأخذ الشاب أحمد ولد سيد أحمد مكانه بين المئات من أقرانه وتعلو محياه البسمة والسرور في إحدى ليالي السمر الفنية في مقر إحدى الحملات الدعائية للمرشح سيدي محمد ولد بوبكر، حيث يتحلق الجميع للاستماع للموسيقى والأغاني الممجدة للمرشح، والمسترسلة في شرح مقتطفات من برنامجه الانتخابي ووعوده للناخبين.

يؤكد الشاب ولد سيد أحمد أن إنعاش الفنانين للسهرات الليلية في مقرات الحملات الدعائية هو جزء من عمل طواقم المرشحين، حيث يشكل الفن إحدى أهم الوسائل لجلب المواطنين إلى مقرات الحملة، وشرح أهداف برنامج المرشح للناخبين عن قرب.

ويضيف ولد سيد أحمد للجزيرة نت، أن المقرات الدعائية تحولت إلى أماكن لجذب الناخبين عن طريق الفن الذي يجمع الناس، وتطرب له مسامعهم، ويفضلونه على الخطب الرنانة والمحاضرات الطويلة المملة التي سرعان ما ينفض جمهورها بحثا عن سهرة فنية لأحد الفنانين وأغاني طرب في إحدى ليالي الحملات الدعائية.

حضور مكثف لمقرات الدعاية
في زاوية أخرى بحي "تفرغ زينة" بالعاصمة نواكشوط، يتدافع العشرات لأخذ أماكنهم في سهرة فنية ليلية تحت إحدى الخيام التي نصبت بكثرة لتكون مقرات مفتوحة للحملات الدعائية للمرشحين للانتخابات الرئاسية طيلة الحملة الدعائية التي تنتهي الخميس المقبل.

وتشدو الفرق الفنية المختلفة الألحان والأغاني المعبرة عن دعم أحد المرشحين، والمطالبة بالتصويت له يوم الثاني والعشرين من الشهر الجاري، ويتمايل الجميع طربا في جو من الحماس والفخر يتداعى له الموريتانيون طيلة الفترة القانونية للحملات الدعائية قبل الصمت الانتخابي منتصف ليل الجمعة القادم.

وتصم مكبرات الصوت الآذان وتتناثر الخيام التي شيدت لتكون مقرات للدعاية في الساحات العمومية وأمام المنازل وعند ملتقيات الطرق الموجودة بمختلف أحياء ومناطق العاصمة، وهي تصدح بأغاني الفنانين المطالبة بالتصويت لأحد المرشحين الستة المتنافسين في السابق الانتخابي بموريتانيا.

تحذيرات ومطالب
يعبر ولد سيد أحمد عن أسفه للجوء بعض المرشحين لاستعمال الرشوة من أجل تشييد مقرات دعاية وتنظيم سهرات فنية لجلب الناخبين، مشددا على أن أنصار مرشحه يشجبون هذه المظاهر ويعتبرونها نوعا من التأثير على إرادة الناخبين في البلد.

يؤكد الشيخ محمد العربي ولد مالك أن الفن وسيلة لجذب الناخبين، لكنه يتمنى على الشباب من أنصار مرشحه اغتنام ما تبقى من الوقت قبيل يوم الاقتراع لصالح الحملات التوعوية، والذهاب للناخبين في منازلهم وحثهم على التصويت بكثرة، إلى جانب الدعاية الفنية التي يشارك فيها الجميع وتعتبر إحدى ميزات المجتمع الموريتاني خلال المواسم الانتخابية.

وأوضح ولد مالك للجزيرة نت أنه مقتنع بمرشحه بشكل كبير، وقد ترك مكان عمله وفضل التردد بشكل مستمر على المقر المركزي للحملة الدعائية وسط نواكشوط، ليشارك الشباب في شرح مضامين برنامج المرشح وأهدافه للقادمين إلى السهرات الفنية التي يحتضنها مقر الحملة وتجذب مئات الناخبين المتعطشين لسماع الفن والموسيقى.

بدورها تقول فاطمة بنت عالي إنها وصلت إلى مقر حملة المرشح محمد ولد الغزواني بهدف حضور إحدى السهرات الفنية لفرقتها المفضلة، مؤكدة أن زميلاتها حرصن على الحضور والاستمتاع بالفن الذي يعتبر وقودا للمواسم الانتخابية لا غنى عنه.

وتعبر بنت عالي في حديث للجزيرة نت وهي تردد كلمة "لا تصورني"، عن فرحتها لحضور العديد من السهرات الفنية، ومشاركة صديقاتها المتعة من خلال التنقل الجماعي بين مقرات الدعاية لانتقاء أفضل السهرات الفنية والجلوس للاستماع لشروح المنعشين لفقرات من برنامج المرشح وسعيه لإحداث تغيير حقيقي في حالة تم انتخابه بأغلبية أصوات الموريتانيين يوم الاقتراع المقرر إجراؤه السبت القادم على عموم البلاد.

الفن وقود حملات الدعاية
لا تهدأ أصوات مكبرات الصوت داخل الخيام أو مقرات الدعاية الانتخابية بموريتانيا نهارا، بل تحتفظ بالجو الفني نفسه ليلا، ويطلق أصحابها العنان لأصوات الفنانين بمختلف مشاربهم وهم يصدحون بالأغاني وفقرات البرامج الانتخابية للتف انتباه المواطنين، ودعوتهم للتصويت للمرشح الذي تنادي مكبرات الصوت باسمه وبرنامجه المقترح لحكم البلاد، ووعوده بالتوظيف، وتخفيض الأسعار، ونشر العدالة بين كافة أطياف المجتمع.

وتشهد موريتانيا انتخابات رئاسية حاسمة يوم الثاني والعشرين من الشهر الجاري، يشارك فيها ستة مرشحين، أبرزهم حظا بالفوز محمد ولد الغزواني المدعوم من الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد عبد العزيز، ورئيس الحكومة الأسبق سيدي محمد ولد بوبكر المدعوم من الإسلاميين وأحزاب قومية وحركات شبابية مختلفة.

المصدر : الجزيرة