مساجد بأشكال معمارية متفردة

مسجد الحسن الثاني - كازبلانكا
مسجد الحسن الثاني تبلغ مساحته 90 ألف متر مربع ويستوعب 105 آلاف مصل (مواقع التواصل)
سارة عابدين
 
تعتبر المساجد أماكن مقدسة لكنها لا تخلو من الجمال. ولأن الإسلام هو الدين الأسرع نموا، فإن المساجد موجودة في كل ركن بالعالم، وتختلف أشكالها وعماراتها تبعا لتاريخ وعمارة المدينة التي توجد بها.
 
هناك بالطبع الشكل التاريخي المتعارف عليه للمسجد، لكن على الجانب الآخر هناك مساجد بأشكال معمارية جديدة ومتفردة، لا تشبه الشكل التقليدي للمساجد. وهذه نبذة عن بعضها:
 
مسجد غل شريف (روسيا)
تم بناء المسجد لأول مرة خلال القرن السادس عشر الميلادي في كازان حيث تهيمن الأغلبية المسلمة. وكان المسلمون حينها يتحدثون لغة التتار، فبُني المسجد -الذي اشتهر بأنه أكبر مسجد في أوروبا- كرمز لقوة التتار في تلك الحقبة.

وفي العام 1552، سيطر إيفان الرهيب على جميع أنحاء روسيا، واقتحم كازان ودمر المسجد.

سمي المسجد باسم المعلم "غل شريف" الذي توفي إلى جانب طلابه وهم يحاولون إنقاذ المسجد من قوات إيفان الرهيب، وظل موقعه فارغا لعدة قرون.

في العام 1996 بدأ مشروع لإعادة بناء المسجد بمساعدة العديد من البلدان، مثل السعودية والإمارات.

وتم افتتاح المسجد مجددا عام 2005، وأصبح أحد رموز مدينة كازان، ويعتبر أحد أشهر المعالم السياحية فيها.

ويضم المسجد مكتبة، ودار نشر، ومكتب الإمام، وينظر إليه على أنه متحف إسلامي كبير، لا مسجد فقط.

والمسجد يشبه القلاع الأسطورية بمآذنه المرتفعة المدببة ولونه الأزرق الفيروزي، ويستوعب ستة آلاف مصل، وتعتبر عمارته دمجا بين عمارة كازان القديمة والعمارة الإسلامية الحديثة. 

مسجد الحسن الثاني (الدار البيضاء)
تم وضع حجر الأساس للمسجد عام 1987، واستمر العمل به لمدة ست سنوات حتى العام 1993، وتبلغ مساحته 90 ألف متر مربع، ويستوعب تقريبا 105 آلاف مصل.

يصل ارتفاع مئذنته إلى مئتي متر، وهي مئذنة أندلسية الطراز وتعتبر أعلى مئذنة في العالم.

صمم المسجد داخل الماء مطلا على المحيط الأطلسي، بحيث إذا ركع المصلي يرى تحته البحر، وإذا رفع رأسه لأعلى يرى السماء، لأن سقف المسجد متحرك، يفتح ويغلق آليا.

المسجد له تسعة أبواب كبيرة، تعلوها نوافذ مزججة. أما المدخل الكبير فيقع في الواجهة الجنوبية للمسجد التي تبدأ من البوابة الرئيسية، وتمتد طوليا حتى تصل إلى المئذنة المتميزة بارتفاعها وشكلها الأندلسي المربع.

‪مسجد
‪مسجد "لارابانغا" في غانا‬ (مواقع التواصل)

مسجد ماري (أستراليا)
تتميز المساجد التاريخية دائما بشيء يثريها ويجعلها أكثر فخامة في الطراز أو الهندسة المعمارية الخاصة بها. لكن مسجد ماري على العكس من ذلك، فتصميمه بسيط ومتقشف، وهو أقرب إلى الأكواخ الصحراوية الفقيرة.

تم بناء المسجد جنوبي أستراليا عام 1882 عن طريق مسلمين أفغان كانوا يقيمون هناك، وقد قدموا من أفغانستان والشرق الأوسط وحتى من الهند البريطانية آنذاك، وكانوا يعملون في تربية وتجارة الجمال.

يعتبر مسجد ماري أول مسجد يبنى في أستراليا، ويحتفظ بأهميته ليس فقط لأنه يمثل علامة تاريخية مهمة، لكنه يمثل أيضا رمزا لتطور المهاجرين المسلمين، وكيف ساعد الجهد الجماعي للمجتمع المسلم في بناء مدينة ماري نفسها.

مسجد لارابانغا (غانا)
يعد مسجد لارابانغا الأقدم في منطقة غربي أفريقيا، وقد نجا لعدة قرون رغم سوء الأحوال الجوية ومشاريع إعادة الإعمار السيئة.

تقول الأسطورة إن "أيوبا" -وهو تاجر مغاربي- كان يسافر عبر الصحراء عام 1421م، وقضى ليلة في قرية لارابانغا، وفيها تلقى رسالة في المنام بوجوب بناء مسجد في القرية، وعندما استيقظ قرر بالفعل وضع أساسات المسجد.

بني المسجد على الطراز الساحلي السوداني التقليدي، من الطين وأعواد الخشب، بأربعة جوانب، لكل جانب مدخل منفصل: واحد للرجال، والآخر للسيدات، والثالث لرئيس لارابانغا، والأخير للمؤذن.

وبحلول سبعينيات القرن العشرين، كان المسجد قد تدهور بشكل كبير، ويحتاج إلى إعادة بناء، فاستخدم فريق الترميم مادة الإسمنت على أمل تقوية الجدران، لكن الخليط سمح للرطوبة باختراق الحزم الخشبية القديمة، ثم أطاحت العواصف بمئذنته الهشة.

ثم أعيد ترميم المسجد بعد ذلك بدعم من الصندوق العالمي للآثار، ومجلس متاحف غانا، بمساعدة خبراء محترفين أزالوا خليط الإسمنت، واستعملوا المعجون الطيني لترميم المسجد وإعادته إلى شكله الأصلي.

المصدر : الجزيرة