كابتن مارفل.. هل تنقذ النساء عوالم الأبطال الخارقين

captin marvil
أصبح فيلم "كابتن مارفل" سريعا أعلى أفلام 2019 إيرادًا حتى الآن (مواقع التواصل)

لمياء رأفت

يعرض حاليًا فيلم "كابتن مارفل"، وهو العمل 21 في سلسلة أفلام عالم مارفل السينمائي، ليصبح سريعًا أعلى أفلام 2019 إيرادًا حتى الآن، ويحظى بإعجاب الكثير من النقاد، ويشعل جدلا كبيرا بين محبي كل من عالمي مارفل و"دي سي" للأبطال الخارقين (Super Heroes)، ويشعل مقارنة بين البطلتين في كل منهما: "واندر وومان" (المرأة العجيبة) من دي سي، وكابتن مارفل من مارفل.

هل العالم بحاجة لنساء خارقات؟
بداية، لا يمكن أن نتناسى كون بطلة الفيلم امرأة، وأنه أول أفلام مارفل التي تقدم ممثلة في دور البطولة المطلقة، وهي الخطوة التي أخذتها من قبل دي سي عام 2017 بفيلم واندر وومان، وصناع كابتن مارفل والشركة المنتجة أكدوا أهمية جنس البطلة بكل الطرق الممكنة، بداية من أنها المرة الأولى التي تقوم مخرجة بإخراج واحد من أفلام مارفل، أو تشارك بصورة أساسية في كتابة السيناريو، وحتى اختيار يوم عرضه الأول كان في اليوم العالمي للمرأة الثامن من مارس/آذار الماضي.

ليبدو الأمر كما لو أنه رد مباشر من مارفل على اتهامها بأنها قدمت نحو عشرين فيلما على مدار عشر سنوات بأبطال من الرجال البيض، لتقوم خلال عامين متتاليين بتقديم بطل ذي بشرة سمراء، ثم بطلة امرأة.

لكن هل كان العالم بالفعل بعيدًا عن الصوابية السياسية وبحاجة إلى بطلات من النساء؟ في الحقيقة الإجابة هي نعم من الناحية التجارية خاصة، ويعد تقديم كابتن مارفل في 2019 تأخرا كبيرا من مارفل بعدما فطنت أغلب شركات الإنتاج إلى أن الأفلام ذات البطولة النسائية تحقق إيرادات عالية بالفعل، لتظهر العديد من الأعمال مثل "أرامل" و"أوشن 8″، و"صائدو الأشباح 3″، وغيرها من الأعمال في الكثير من الأنواع السينمائية؛ بهدف استقطاب شريحة من المشاهدين الذين يرغبون في مشاهدة ترضي كلا من ذائقتهم السينمائية وميولهم ومبادئهم الاجتماعية.

أما من الناحية النقدية، فيمكن اعتبار واندر وومان على الأخص حبل الإنقاذ الذي مُد لعالم دي سي قبل انهياره بالكامل، بعد فشل أهم أفلامه الفرقة الانتحارية و"باتمان ضد سوبرمان: فجر العدالة"، فقد كان من الناحية الفنية أفضل كثيرًا من باقي أعمال السلسلة، بنص متماسك، وتطور جيد للأحداث، مما جعله يختلف للغاية ويبدو حتى غير متسق مع باقي أفلام السلسلة.

تأثير كابتن مارفل وواندر وومان على عالميهما
ظهرت واندرو وومان لأول مرة في فيلم "باتمان ضد سوبرمان: فجر العدالة" لتضع حدًا لصراع البطلين الكبيرين وتساعدهما على هزيمة لكس لوثر الشرير الذي بدأ الوقيعة، وكاد أن يدمر البطلين، لتفرد بعدها دي سي فيلمًا لها نتعرف خلاله على ماضيها وتطور شخصيتها منذ البداية وحتى الزمن الحالي، ونقابلها بعد ذلك في فيلم فريق العدالة كعضو فعال أسهم في إنقاذ العالم من الخطر الجديد المحدق به.

وجود ديانا أو واندر وومان ضروري في فرقة العدالة عامة، لأنها التوازن المطلوب بين أفراد الفريق الذي يتكون من مجموعة من الرجال ذوي القدرات الخارقة والحماسة، وكذلك الرغبة الدائمة في الشجار، واستطاعت أن تجمعهم على هدفهم، رغم أنها ليست باتمان القائد المعلن للفريق، وينتظر ظهور واندر وومان في فيلم آخر خاص بها وحدها العام القادم.

أما كابتن مارفل فقد ظهر اسمها أول مرة في نهاية فيلم "إنفينتي وور" عندما طلبها نيك فيوري قبل أن يختفي مباشرة بسبب قوى ثانوس، لتظهر بعد ذلك في الفيلم الخاص بها، الذي يسرد قصة تلقيها قواها وحربها الخاصة حتى تصبح كابتن مارفل الجديدة، وذلك تمهيدًا لدورها الأهم في فيلم "إنفينتي وور: إند جيم" الذي سيعرض الشهر القادم، فمن المتوقع أن تسهم مارفل في إنقاذ العالم من خطر ثانوس، وتستطيع جمع الأفنجرز الباقين حولها بمساعدة كابتن أميركا وأنت مان.

وندر وومان وكابتن مارفل في الميزان
من ضمن المقارنات المتعددة التي قام بها محبو الفريقين مقارنة بين شخصيات وقدرات وتاريخ كل منهما، اشتركت كل من ديانا وكارول في البدايات المليئة بالتدريبات القاسية في مكان منعزل وبعيد؛ الأولى في جزيرة الأمازون، والثانية على كوكب كري، لكن واندر وومان حصلت على قواها بالولادة، بينما كابتن مارفل حصلت على قواها نتيجة انفجار مفاجئ، وكل منهما لم تعلم إمكاناتها الخاصة وأهميتها سوى بالاختبار الأصعب والحرب ضد الأعداء.

كل من السيدتين تحمل أيضًا حسا نسويا حادا وقويا، تحاربان حربا جانبية ضد رجال يقللون من قدراتهما، مما يتناسب مع المطلوب في الوقت الحالي من الجمهور المتعصب للصوابية السياسية والمساواة بين الجنسين ربما أكثر من تعصبه تجاه أفلام أي من العالمين السينمائيين.

واندر وومان وكابتن مارفل ليسا أول أفلام الأبطال الخارقين من بطولة نسائية، ولكن النجاح الكبير الذي حققاه في ظل سطوع أفلام "سوبرهيروز" في الوقت الحالي علامة على أن الكثير من هذه الأفلام قادمة قريبًا، ففشل أفلام مثل كات وومان وألكترا جعل الأستوديوهات تتراجع عن إعطاء دور البطولة لامرأة، ولكن انقلب الأمر الآن، وقيد الإنتاج حاليا أفلام مثل "الأرملة السوداء" (Black Widow) و"الطيور الجارحة" (Birds of Prey) وغيرهما من الشخصيات النسائية الأخرى التي يتم الآن تطويرها، في انتظار دمجها في هذه العوالم السينمائية.

المصدر : الجزيرة