منصة "آبل تي.في بلس" تهديد لنتفليكس أم إضافة للمشاهد؟

شعار شركة آبل - apple logo - الموسوعة - المصدر : موقع شركة آبل

آدم منير

أعلنت شركة آبل في أحدث مؤتمراتها الصحفية عن عدد من الخدمات الجديدة التي ستنضم تحت مظلتها الضخمة بالفعل، ومن بينها خدمة ستريمنغ الخاصة بالشركة العملاقة، التي ستطلق عليها "آبل تي.في بلس".

ونظرا لتداخل بعض إعلانات آبل في هذا المؤتمر، فسنحاول في البداية فض الاشتباك بين الخدمات المختلفة قبل التركيز على خدمة الستريمنغ الجديدة.

بداية "آبل تي.في" و"آبل تي.في بلس"، هل بينهما فرق؟ الفرق كبير رغم تقارب المسمى، فالأولى تطبيق مجاني من الشركة ظهر عام 2016، ويتيح البحث وتقديم ترشيحات المشاهدة للأفلام والبرامج لعدة منصات ومكتبات، منها بالطبع "آي تيونز" التابعة لآبل، لكنه لا يتيح عرض هذه الترشيحات مباشرة عبر التطبيق.

طبقا للمؤتمر، فالتحديث القادم في مايو/أيار المقبل سيتيح مشاهدة عدة أعمال من مكتبات المنصات المختلفة مباشرة عبر تطبيق "آبل تي.في". وأعلنت آبل عن التعاون مع عدة شبكات مهمة منها "إتش.بي.أو" (HBO) المنتجة لعدة مسلسلات مهمة، أبرزها "لعبة العروش" (Game of Thrones). بمعنى آخر، سيكون لدينا تطبيق واحد يضم عدة شبكات مشاهدة داخله، بدلا من استخدام تطبيق منفرد لكل شبكة.

ماذا عن "آبل تي.في بلس"؟ هذا هو موضوعنا الأهم، فالشركة لن تكتفي بتنظيم مشاهدتنا للشبكات الأخرى وتقف مكتوفة الأيدي بالطبع، بل قررت أن تطلق شبكتها الخاصة التي ستضم عددا من المسلسلات والبرامج التي أعلنت عن بعضها بالفعل. وهذه الشبكة لن تكون مجانية بالتأكيد، وإن لم يُعلن في المؤتمر عن تكلفة الاشتراك.

ماذا تخبئ آبل؟
بالتأكيد تعلم الشركة العملاقة في مجال الإلكترونيات أنها بصدد اقتحام مجال جديد عليها تماما، ولهذا فقد تسلحت بأسماء كبيرة، أبرزها المخرج ستيفن سبيلبيرغ الذي سيقدم حلقات جديدة من مسلسله القديم "قصص مذهلة" (Amazing Stories)، والإعلامية الشهيرة أوبرا وينفري التي حضرت بنفسها المؤتمر الصحفي لتتحدث عن برنامجها القادم الذي سيُعرض أيضا على المنصة.

الميزانية التي تخصصها آبل لإنتاج المحتوى في عامها الأول هي مليار دولار، طبقا لوول ستريت جورنال. قد يبدو هذا الرقم ضخما، لكننا سنضعه في محله الصحيح بمقارنته مع ميزانية أخرى.

هل هناك تهديد لنتفليكس؟
بداية لن تكون "نتفليكس" ضمن الشبكات التي يمكن مشاهدتها عبر تطبيق "آبل تي.في"، لكن بعيدا عن هذا دعونا نقترب أكثر من تفاصيل المنافسة.

في مقابل المليار دولار التي ستنفقها آبل، يُتوقع أن تنفق نتفليكس 15 مليار دولار على المحتوى الخاص بها خلال العام 2019 طبقا لموقع "فاريتي"، وتضم خريطتها عددا كبيرا من الأفلام والمسلسلات المنتظر عرضها تباعا خلال هذا العام، وبعضها مواسم جديدة لأعمال ناجحة ينتظرها الجمهور بشغف مثل "أشياء غريبة" (Stranger Things) و"التاج" (The Crown).

هذا الاستناد إلى أعمال أثبتت نجاحها لدى الجمهور وحصلت على العديد من الجوائز أمر تفتقده آبل بالتأكيد وستحتاج إلى الكثير من الوقت لبنائه، وهي في الواقع لم تبدأ حتى الآن في بث خدماتها، بل لم تعلن عن تاريخ محدد لبدء الخدمة واكتفت بالإشارة إلى أن البداية ستكون في خريف العام الحالي.

ليست هذه نقطة قوة نتفليكس الوحيدة، فهناك أيضا مكتبتها الضخمة من الأعمال التي تعرضها دون أن تكون من إنتاجها، وهي نقطة أيضا تفتقدها "آبل تي.في بلس" التي ستكتفي بعرض الأعمال التي تنتجها الشركة فقط.

العامل الأخير الذي يرجح كفة نتفليكس هو انتشار المنصة وسهولة الوصول إليها. تطبيق نتفليكس يمكن تحميله على أغلب أنظمة التشغيل، وعلى الحواسيب والأجهزة اللوحية والجوالات، بالإضافة إلى الشاشات الذكية، مع سهولة الدخول إلى المنصة عبر أي متصفح ودون استخدام التطبيق.

أما "آبل تي.في بلس" فسيكون متاحة عبر تطبيق "آبل تي.في" فقط، وهو متوافر لبعض أجهزة آبل، وسيصدر لبقية أجهزتها مثل "الماك" في وقت لاحق هذا العام، بالإضافة إلى طرحه لاحقا على بعض الشاشات الذكية، مع عدم وجود أي معلومات عن إتاحته لأنظمة تشغيل ويندوز أو آندرويد، ولا إمكانية الوصول إليه مباشرة عبر المتصفح، وهو ما يعني بالتأكيد عددا أقل من المشتركين ولو بنسبة ضئيلة.

منافسة في غير مصلحة المشاهد
على عكس المعتاد، لن تكون المنافسة هنا في مصلحة المشاهد، فمع تعدد المنصات التي تقدم المحتوى سيعني هذا أن المشاهد سيحتاج إلى دفع المزيد من النقود لمتابعة الأعمال التي يود مشاهدتها والتي تتناثر بين المنصات المختلفة.

مع دخول ديزني اللعبة بمنصة "ديزني بلس" المنتظر انطلاقها هذا العام أيضا سيصبح الأمر أكثر تعقيدا، فديزني تملك بالفعل مكتبة ضخمة، إضافة إلى أعمالها السنوية الجديدة -وأبرزها أفلام عالم مارفل السينمائي الممتد- التي تنوي عرض بعضها حصريا على منصتها، وهكذا سيكون أمام المشاهد خيار صعب.

مرة أخرى قد لا يكون الاختيار في مصلحة آبل، إذ إن مكتبتي ديزني ونتلفيكس بهما ما يغري المشاهد أكثر من أعمال المنصة الوليدة، لكننا ما زلنا نتابع من بعيد إذ لم تنطلق المنصة بعد، وربما عند بداية العام القادم ستكون الصورة أوضح على جميع الأصعدة.

المصدر : الجزيرة