5 نجمات مصريات تركن بصمة فنية في عالم الأمومة

كومبو يجمع أمينة رزق وهدى سلطان وعبلة كامل
أمينة رزق وعبلة كامل وهدى سلطان جسدن دور الأم بلمسات إنسانية مختلفة في الشاشة المصرية (مواقع التواصل)
إيمان محمد

الأم من الشخصيات الثرية على الشاشة؛ بتنوع توظيفها على شاشة السينما والدراما، واستطاعت العديد من الفنانات أن يتركن بصمة في هذه النوعية من الأدوار، وأشهرهن أمينة رزق وفردوس محمد وكريمة مختار وهدى سلطان وصولا إلى عبلة كامل.

أمينة رزق.. الأم التراجيدية المظلومة دائما
ربما نجاح أمينة رزق في تقديم الشخصيات التراجيدية جعلها الأكثر صدقا في تقديم شخصية الأم المظلومة التي تعاني دائما، ونجحت في تقديمها خلال سنوات طويلة؛ ففي فيلم "دعاء الكروان" جسدت الأم التي توفي زوجها ويقرر شقيقها أن يقتل هنادي دفاعا عن الشرف، في حين تهرب ابنتها آمنة مما يذهب عقل الأم التي تسير في الطرقات بحثا عن بناتها.

وفي فيلم "التلميذة" هي الأم التي تعمل خادمة فتتمرد ابنتها على هذا الوضع وتبدأ في لومها طوال الوقت، وفي "أعز الحبايب" أيضا هي الأم التي تعاني من تسلط زوجة الابن وعقوق الأبناء، وكررت الشخصية مع اختلاف القصص والحكايات في أفلام مثل "الشموع السوداء" و"غضب الوالدين" و"أرملة وثلاث بنات" و"كلهم أولادي" و"بداية ونهاية" و"أمهات في المنفى"، وغيرها من الأعمال، ولم تخرج عن هذه الصورة النمطية للأم سوى في أدوار قليلة للغاية.

فردوس محمد.. رمز الأم الحنونة والتنوع في الأداء
لا يمكن أن تنسى الفنانة فردوس محمد من ذاكرة السينما المصرية، والتي حصرتها ملامحها الشكلية في شخصية الأم، التي لعبتها بطيبة وحنان مفرط؛ فهي في أغلب أدوارها الأم الحنون، لكنها نجحت أيضا في أن تجعل هناك مساحة للتنوع والتلون في أدوار الأم، عكس أمينة رزق؛ فهي في فيلم "حكاية حب" قدمت شخصية الأم الكفيفة لعبد الحليم حافظ.

كما أنها الأم خفيفة الظل في فيلم "عفريتة إسماعيل ياسين"، كما أنها أيضا الأم الحبشية في فيلم "عنتر بن شداد"، والتي تدافع عن حق ابنها الذي يعاني من عنصرية مجتمعه، وفي "سيدة القصر" هي أيضا "الأم البديلة"، أو الخالة التي تعوض البطلة غياب الأم، وفي فيلم "ابن النيل" هي أم حميدة التي تصر على زواج ابنها من الفتاة التي يخطئ معها.

فكل شخصية قدمتها فردوس محمد كانت تحرص على أن تكون لها تفاصيلها الخاصة، فبجانب الحنان المتدفق الذي يظهر بوضوح في أدائها، فهي أيضا القوية التي لا تقبل الخطأ.

كريمة مختار.. الأم الواقعية سينما ودراما ومسرح
بواقعية شديدة، استطاعت الفنانة كريمة مختار أداء شخصية الأم بشكل مختلف تماما وبعيد عن أمينة رزق وفردوس محمد، اللتين سبقتاها لهذه الشخصية، ولكن هذا السبق لم يقلل من تفرد كريمة مختار في هذه المساحة، حتى أصبحت الأم الأشهر منذ أواخر الستينيات وحتى أوائل الألفية الثانية.

كريمة مختار توشحت بروح الكوميديا أيضا في أعمال مثل مسرحية "العيال كبرت"؛ فهي الأم الساذجة الحنونة التي يقرر زوجها الزواج بأخرى، وأيضا في فيلم "رجل فقد عقله"، حيث تعاني من زوجها متعدد العلاقات، ويحاول ابناها "إكرامي وعادل إمام" لفت نظرها لتهتم بنفسها، وأيضا في فيلم "يارب ولد" لتقدم الأم التي تكبر بناتها ويتزوجن ويصر الزوج على أن تحمل مجددا كي ينجب ولدا.

وبعيدا عن الكوميديا، جسدت كريمة مختار الشهيرة "بماما نونة"، وهي شخصية الأم التي لعبتها في مسلسل "يتربى في عزو"، أنماطا وصورا متنوعة للأم؛ فهي الأم التي تعاني من عقوق ابنها في فيلم "وبالوالدين إحسانا" للمخرج حسن الإمام، وفي "الحفيد" هي الأقرب للأمهات في المنازل والصور الواقعية، التي تزوج بناتها وتقف إلى جوارهن في الحمل والولادة، وهي الأم الطيبة الحنونة في "نحن لا نزرع الشوك"، والأم التي يتركها ابنها في الشارع في فيلم "ساعة ونص"، والأم التي تساعد أولادها بسبب بخل زوجها في "البخيل وأنا".

هدى سلطان.. وتد الأمومة
نقلة فنية في مشوارها الفني حققتها الفنانة هدى سلطان، التي كانت واحدة من أيقونات الزمن الجميل، لتصبح واحدة من أشهر الأمهات في الدراما، لكن هي الأم "الوتد" أو "فاطمة تعلبة" في المسلسل الشهير الذي قدمته عن رواية خيري شلبي، فهي الأم صاحبة الدور الرئيسي في المنزل التي تربي الذكور والإناث وصاحبة القرار والهيبة التي يعمل لها الجميع ألف حساب، فهي صاحبة نظرية "العود المنفرد يسهل كسره أما حزمة الأعواد لا يستطيع أحد كسرها"، ولم تتخل عن الأم القوية في مسلسل "أرابيسك" و"الليل وآخره"، فهي الأم صاحبة الشخصية القوية التي تسعى دائما لأن يكون أبناؤها على قلب واحد.

عبلة كامل.. العفوية واستلهام روح الشخصية من حياتها
في مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي" أضافت عبلة كامل لشخصية "فاطمة كشري" من أمومتها في الواقع، فكانت تتحدث إلى بطل المسلسل محمد رياض ابنها الأكبر وتنصحه مستخدمة أسلوبها الحقيقي وتربيتها لبناتها في حياتها، وهي النموذج الأقرب للأمهات المصريات.

فمعروف أن عبلة كامل من مدرسة الأسلوب العفوي، فلا تلجأ للتصنع أو التمثيل بقدر ما تحاول أن تقدم الشخصية بطريقتها، وعبلة في السنوات الأخيرة سحبت البساط من أغلب النجمات؛ لتصبح الأيقونة الجديدة للأم على الشاشة في السينما والتلفزيون، فقدمت الأم الكوميدية في "سيد العاطفي" و"اللمبي" و"كلم ماما"، وخرجت من عباءة الكوميديا في "سلسال الدم" لتقدم دور "نصرة" التي تسعى لتحقيق العدل والدفاع عن الحقوق، وفي فيلم "عودة الندلة" هي الأم التي تسعى لاستعادة ابنها الذي تربيه امرأة أخرى.

المصدر : الجزيرة