طرد نهائي.. نقابة الموسيقيين التونسيين تعاقب فنانا بسبب إسرائيل

محسن الشريف
الجزيرة نت تواصلت مع الفنان التونسي محسن الشريف لمعرفة رأيه لكنه تحجج بانشغاله (التواصل الاجتماعي)

آمال الهلالي-تونس

غنى في إسرائيل، وهتف بحياة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ثم اعتذر باكيا للجمهور التونسي، وتحجج بإجباره على التطبيع الفني في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، لكن الفنان التونسي محسن الشريف عاد ليثير الجدل مجددا، بعد زيارات متكررة لإسرائيل، تصدت لها نقابة قطاع الموسيقى مؤخرا بإلغاء عضويته.

قرار وصفه رئيس النقابة مقداد السهيلي بالنهائي خلال تصريح له للجزيرة نت، مشددا على أنه لا مجال بعد اليوم للتسامح مع أي فنان تونسي "تسول له نفسه التطبيع مع الكيان الصهيوني والسفر لإحياء حفلات فنية".

طرد نهائي
وأضاف السهيلي "هذه ممارسات مشينة ومسيئة ليس فقط للفنان نفسه، بل لكل الفنانين التونسيين؛ فالرقص على جراح الشعب الفلسطيني تحت أي ظرف كان ليس من شيم الشعب التونسي المناصر للقضية الفلسطينية العادلة".

وكان بيان صادر عن المكتب التنفيذي لنقابة قطاع الموسيقى، في 11 مارس/آذار الجاري، قرر شطب محسن الشريف من قائمة المطربين بشكل نهائي.

‪مقداد السهيلي وصف ممارسات الشريف بالمسيئة لكل الفنانين التونسيين‬ (الجزيرة)
‪مقداد السهيلي وصف ممارسات الشريف بالمسيئة لكل الفنانين التونسيين‬ (الجزيرة)

وأوضحت النقابة أن هذا القرار يأتي على خلفية ما اعتبرته "ممارسات مشينة لا تشرف الساحة الفنية والثقافية التونسية من خلال تعمد الفنان ربط علاقات ودية ومهنية مع الكيان الصهيوني"، حسب البيان. 

ولفتت النقابة في البيان ذاته إلى أن الزيارات المتكررة لهذ الفنان للكيان الصهيوني تعد خرقا لالتزام تونس اللامشروط بالقضية الفلسطينية، والوقوف مع شعبها المكافح.

وحذرت النقابة الجهات الحكومية والخاصة من التعاقد أو الاتفاق مع الشريف لتشغيله في أيّ مناسبة، محملة إياها تبعات ذلك عدليا وقضائيا. 

وأكد نقيب الموسيقيين أنه في ظل غياب قانون واضح في تونس يجرم التطبيع مع الكيان الصهيوني، فقد استندت النقابة في قرارها إلى ما جاءت به توطئة الدستور التونسي التي تنص صراحة على مناصرة القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. 

وأوضح أن نقابة قطاع الموسيقى عممت منشور قرار طرد الفنان، ومنعه من ممارسة أي نشاط موسيقي خاص أو عام، على جميع الوزارات والهياكل المختصة، مثل وزارة الداخلية والخارجية والثقافة.

واعتبر السهيلي في ختام حديثه أن "محسن الشريف لم يتعظ قط من تجاربه السابقة حين غنى في الأراضي الفلسطينية المحتلة وطلب الغفران من التونسيين ومن النقابة، وأنه لن يعيد الكرة، لكنه أعادها وتمادى في ذلك".

زيارات متكررة لإسرائيل
وسبق لمحسن الشريف -الذي عرف عنه غناؤه المالوف التونسي- أن أثار جدلا قبل الثورة حين ظهر في مقطع مسرب وهو يرقص في حفل داخل إسرائيل مع شخصيات يهودية، هاتفا بحياة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو والرئيس المخلوع بن علي. 

وظهر في مقطع آخر نشر له خلال الفترة نفسها وهو يهتف خلال حفل فني في الأراضي المحتلة قائلا "إسرائيل جنة".

سبق لنشطاء أن تداولوا عبر مواقع التواصل مقطع فيديو للفنان محسن الشريف وهو يغني مع عدد من المستوطنين، معلنا إحياءه حفلا بمدينة إيلات.

تهرب من الإجابة
وتواصلت الجزيرة نت مع الفنان محسن الشريف لمعرفة موقفه من شطب اسمه من نقابة الموسيقيين، ومن مواصلة غنائه في إسرائيل، لكنه تحجج بانشغاله. 

وظهر الفنان التونسي في برنامج تلفزيوني منذ أيام، ورفض الاعتذار للشعب التونسي، ولم يُظهر أي ندم على الغناء في إسرائيل، بل أكد أن الجهات الرسمية هناك عرضت عليه اللجوء.

وسارع الشريف لنشر رسائل تعاطف من مواطنين إسرائيليين عبر صفحته على فيسبوك، كما عبر تونسيون من أصول يهودية عن تضامنهم معه.

مشروع قانون التطبيع المؤجل
ولا يوجد في تونس قانون صريح يجرم التطبيع مع الكيان الصهيوني، حيث سبق أن قدمت منظمات مدنية مناصرة للقضية الفلسطينية، ونواب معارضة مشروع قانون لتجريم التطبيع منذ سنة 2015، لكنه لا يزال في رفوف مجلس النواب.

ويتهم النائب عن الجبهة الشعبية عمار عمروسية -في حديثه للجزيرة نت- كلا من كتلة نداء تونس وكتلة النهضة في البرلمان بإسقاط هذا المشروع، وتعمد تأجيل النظر فيه.

ولفت إلى أنه رغم محاولات نواب المعارضة، وضغط الشارع التونسي خلال عدة مناسبات وأحداث تتعلق بالقضية الفلسطينية من قريب أو بعيد، فإن قانون الأغلبية داخل البرلمان لا يزال يمثل حجر عثرة في تمرير هذا المشروع.

المصدر : الجزيرة