معرض للفن التشكيلي بالموصل.. تجاوز للصدمة

Ahmed Aldabbagh - حضور موصلي كبير في معرض الفن التشكيلي في الموصل - بعد الحرب .. معرض للفن التشكيلي في الموصل
المعرض شهد إقبالا لافتا من الفنانين والجمهور (الجزيرة)

أحمد الدباغ-الموصل

يتجول الناشط الموصلي عمر السالم في أروقة معرض الفن التشكيلي المقام في متحف الموصل الحضاري. عمر الذي كان نازحا في أربيل إبان سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على المدينة، شاهد إصدار التنظيم وهو يهدم الآثار الآشورية في قاعة البهو الملكي في المتحف في فبراير/شباط 2015.

وها هو السالم يزور اليوم المتحف والمعرض في القاعة الملكية ذاتها بعد قرابة أربع سنوات على إصدار التنظيم.

ويعتقد السالم في حديثه للجزيرة نت إن إقامة المعرض وفي هذا المكان يساهم في تحرير الفكر من الملوثات التي ألمت به ويسهم في عكس صورة بهية عن الحضارة في بلاد الرافدين.

 منحوتات لمجموعة من المعالم الأثرية في العراق بعد الحرب
 منحوتات لمجموعة من المعالم الأثرية في العراق بعد الحرب

قطع وتماثيل
عشرات اللوحات الفنية ومثلها من القطع المنحوتة والتماثيل النحاسية، تلك التي ضمتها أروقة معرض الفن التشكيلي في متحف الموصل الحضاري.

لوحات عبّر رساموها عما يجول في خواطرهم من ألم، ووثقت وجسدت المراحل التي مرت بها الموصل في خمس سنوات ماضية.

اللوحات الفينة والرسوم والخطوط القاسية جسدت مدارس فنية في الرسم، بحسب الفنان التشكيلي منهل الدباغ.

ويرى الدباغ في حديث للجزيرة نت أن الجمع بين الألوان الزاهية والخطوط القاسية في اللوحات تعكس إرادة الفنانين المشاركين في محاولة رسم مستقبل أفضل لمدينة عريقة كالموصل.

ولفت الدباغ إلى مشاركة أكثر من 32 فنانا تشكيليا من مختلف المحافظات العراقية وسبعة نحاتين إضافة إلى ست فنانين آخرين في مجال صناعة وتشكيل الفخار بما يزيد على الـ 85 لوحة فنية.

 رسامون ونحاتون في المعرض
 رسامون ونحاتون في المعرض

جهود مضنية
ويرى المنسق الأول لمعرض الفن التشكيلي "العودة إلى الموصل" محمد الهاشمي أن إقامة المعرض في قاعة البهو الملكي في المتحف، كان نتيجة جهود استمرت عاما كاملا وبتعاون ودعم من منظمات دولية ومحلية.

وعن الفكرة التي أثمرت عن إقامة المعرض في القاعة الملكية، يشير الهاشمي إلى أن هذا الاختيار مثّل النقطة الأساس لانطلاق فكرة المعرض ومن ثم العمل عليه.

توقيت إقامة المعرض والشراكات فيه كانت مقصودة بحسب الهاشمي، مشيرا إلى أن الهدف منه هو إرسال رسالة من المكان ذاته الذي دمر فيه تنظيم الدولة حضارة امتدت لآلاف السنين، وأن الموصل لا ترضى إلا أن تعود إلى أفضل مما كانت عليه وبشتى المجالات.

الجزيرة نت التقت النحات الموصلي طلال صفاوي الذي يعتقد أن المعرض جاء تحويلا من التحطيم إلى الإبداع، ومن رائحة البارود إلى العبق الفني واللوحات المعبرة عن مدى أهمية مدينة الموصل في الإرث الإنساني.

النحات طلال صفاوي اعتبر أن المعرض جاء تحويلا من التحطيم إلى الإبداع
النحات طلال صفاوي اعتبر أن المعرض جاء تحويلا من التحطيم إلى الإبداع

حضور لافت
استمر المعرض ستة أيام متتالية وانتهى في الثالث من فبراير/شباط الجاري، وشهد إقبالا فاق توقعات منظميه.

عشرات اللوحات الفنية أبهرت الجميع ومنهم الصحفية اللبنانية زينة خوري، التي أشارت إلى أن أكثر ما لفت انتباهها هو وجوه الناس الفرحة بإقامة معرض من هذا النوع في الموصل.

وترى خوري أنها أحست بمدى إصرار أهل الموصل في محاولة إعادة رونق مدينتهم وإعادتها إلى سابق عهدها.

ويرى الإعلامي محمد آل زكريا أن المعرض شهد إقبالا كبيرا فاق توقعات الجميع، وشهد حضور صحفيين عرب وأجانب.

ويعتقد آل زكريا أن البيئة الموصلية وما حدث في المدينة خلال السنوات الماضية لم يكن له مثيل منذ محاولة نادر شاه السيطرة على المدينة عام 1742.

 مجسم فني للثور المجنح في المعرض
 مجسم فني للثور المجنح في المعرض


 لوحة فنية تظهر ما حدث في مدينة الموصل القديمة
 لوحة فنية تظهر ما حدث في مدينة الموصل القديمة
‪تمثال نحاسي ومن ورائه مجموعة لوحات فنية‬  تمثال نحاسي ومن ورائه مجموعة لوحات فنية  (الجزيرة)
‪تمثال نحاسي ومن ورائه مجموعة لوحات فنية‬  تمثال نحاسي ومن ورائه مجموعة لوحات فنية  (الجزيرة)
المصدر : الجزيرة