ديزني تعيد ذكريات الطفولة.. رهانات "اللايف أكشن" في 2020 تستحق الانتظار

رهانات ديزني في اللايف أكشن لعام ٢٠٢٠
صناع فيلم "مولان" ينوون المزج بين القصة الأصلية والأسطورة الصينية القديمة (مواقع التواصل)

ياسمين عادل

بعد مليارات الدولارات التي جنتها ديزني خلال العام الحالي والأعوام القليلة السابقة إثر تحويلها أفلام الرسوم المتحركة القديمة إلى نسخ حية من فئة "اللايف أكشن"، سواء مع معالجات جديدة أو الحبكات القديمة نفسها، وتقديمها بتقنيات ومؤثرات مبهرة، اتسعت خطة ديزني لتمتد وتشمل أفلاما أخرى بل وأجزاء جديدة. وهذه هي أهم الأفلام التي ستعرض بين عامي 2020 و2021.

فيلم "مولان"
فيلم "مولان" (Mulan) أحد أكثر الأفلام المنتظرة لديزني منذ إعلانها نية إعادة طرحه، ليس فقط للنجاح الكبير الذي حققته نسخة الرسوم المتحركة خلال التسعينيات، سواء فنيا بترشحه للأوسكار أو جماهيريا لشهرته العريضة وحبكته النسوية السابقة لزمانها، وإنما كذلك بسبب المعالجة الجديدة التي ستتضمنها النسخة الحديثة. 

ينوي صناع الفيلم المزج بين القصة الأصلية والأسطورة الصينية القديمة، وهو ما يضمن للجمهور نتيجة جديدة ومشوقة، خاصة في ظل الميزانية الضخمة التي خصصت للعمل. واستكمالا للتجربة النسوية، يأتي العمل من إخراج المخرجة وكاتبة السيناريو نيكي كارو، أما البطولة فأسندت للمثلة والمغنية ليو يي فاي. 

هل تخسر ديزني الرهان؟
حققت النسخة الحية من فيلم "كتاب الأدغال" عام 2016 نجاحا ساحقا، فمن جهة صنف العمل من قبل بعض النقاد كأفضل فيلم عائلي لسنة إنتاجه، بينما أشاد آخرون بالتقنيات المستخدمة من غرافيك ومؤثرات بصرية وصوتية، معتبرين أن العمل تفوق على نسخة الرسوم المتحركة. ومن جهة أخرى، حقق العمل نجاحا جماهيريا منقطع النظير، حتى إنه جنى أكثر من 966.5 مليون دولار.

لكل ما سبق كانت مسألة إنتاج جزء ثان من الفيلم تبدو محسومة، فإذا كان القائمون على ديزني يستثمرون نجاح الرسوم المتحركة التي صدرت قبل عشرات السنوات، ألن يستثمروا نجاح الأعمال القريبة؟

الجزء الثاني من الفيلم تقرر إصداره في أكتوبر/تشرين الأول 2020، وهو فيلم مغامرة من إخراج جون فافريو، تدور أحداثه بعد نهاية الجزء الأول بخمس سنوات، حيث نشهد ماوكلي وقد بلغ الخامسة عشرة بينما يسوقه القدر لخوض مغامرة جديدة ليست في الحسبان، فهل يستطيع هذا الجزء مواكبة نجاح الجزء الأول أم تخسر ديزني الرهان؟

تسامح أم إرضاء للجمهور؟
في يوليو/تموز الماضي، أعلنت شركة ديزني عن بعض تفاصيل فيلمها القادم "حورية البحر الصغيرة" (The Little Mermaid) التي صدمت الجمهور، فبعد الاتهامات التي طالت ديزني بالعنصرية أثناء التجهيز لفيلم "مولان" وهو ما أسفر عن اختيارها ممثلة صينية لدور البطولة، قرر القائمون على ديزني اختيار الممثلة والمغنية هالي بايلي لبطولة النسخة الحية من "حورية البحر الصغيرة" التي سيبدأ تنفيذها العام القادم، على أن تعرض أواخر العام 2020 أو في 2021.

هذا الأمر اعترض عليه الجمهور، ليس لطبيعة لون بشرة البطلة السمراء وشعرها المجعد، وإنما لأنها لا تشبه بطلة الفيلم الأصلي، خاصة أن "أريل" شخصية طالما كانت محبوبة ومميزة، مستطردين عدم إيجادهم مبررا لذلك.

في المقابل، رحب آخرون بالفكرة ووجدوها مختلفة ودليلا حيا على انتهاج ديزني أخيرا مبدأ التنوع العرقي، وهو ما سيترك طابعا إيجابيا على الأجيال الجديدة التي ستشاهد العمل لأول مرة.

من الأسماء التي أعلن عن اشتراكها في العمل حتى الآن، الممثل جايكوب تريمبلاي، وإن أشيع انضمام خافيير باردم وميليسا مكارثي لكن دون تأكيد. أما الإخراج فجاء من نصيب روب مارشال، مما يجعله رابع فيلم له مع ديزني، بعد "قراصنة الكاريبي.. في بحار غريبة"، و"في الغابة" و"عودة ماري بوبينز".

إيما ستون مهووسة بالكلاب
سيدة أعمال مغرورة ولديها هوس مرضي بالكلاب, كانت تلك هي شخصية "كرويلا" بطلة فيلم "101 دالماتيانز" في الستينيات، وكذلك المسلسلات التي تناولت الحبكة نفسها التي دارت حول 101 كلب مرقط تعيش كلها سعيدة في إحدى المزارع، قبل أن يعكر صفو حياتها ظهور "كرويلا" التي تهدف إلى الاستيلاء على هذه الكلاب واستخدام فرائها في صناعة المعاطف أيا كان الثمن.

رغم أن شخصية كرويلا شريرة أساسا ولا يتفق الجمهور مع أفعالها، فإنها من الشريرات القلائل التي تمتلك كاريزما محببة وجذابة وإن اختلفنا مع مبادئ صاحبتها، بالإضافة قطعا إلى مظهرها المميز جدا.

لذا لم يكن غريبا أن يقع اختيار ديزني على تلك الشخصية لتصبح محورا لنسخة حية جديدة بعنوان "كرويلا" لا الكلاب هذه المرة، حيث يهدف العمل إلى استعراض مرحلة شبابها والعوامل التي أثرت فيها لتصبح تلك المرأة اللعينة. وقد أسند بطولة العمل إلى النجمة إيما ستون التي انتهت لتوها من تصوير دورها في الفيلم، أما الإخراج فسيقوم به كريغ غيليسبي في أول مشاريعه بعد الفيلم الحائز على الأوسكار "أنا، تونيا".

 

"بينوكيو"
بالمعدل الذي تنتج به ديزني أفلامها، وبالنظر إلى الأفلام الكثيرة المطروحة قيد التحضير، وإعلان ديزني في وقت سابق أن تصوير النسخة الحية من فيلم "بينوكيو" سيبدأ أواخر 2019 أو في 2020، سيكون منطقيا إصداره عام 2021، وهو ما يظن البعض أنه تأخر كثيرا مقارنة بباقي الأعمال التي قدمت، والتي لم ينل بعضها نفس حظ بينوكيو من الشهرة، خاصة أنه أعلن عن النية لتقديمه منذ العام 2015.

 

غير أن الانتهاء من كتابة القصة يدل على أن المياه الراكدة قد تحركت أخيرا. والمثير للاهتمام أن من انتهى من كتابتها هو المؤلف والمخرج المكسيكي غييرمو ديل تورو المعروف برؤيته الخاصة وأفكاره خارج الصندوق، والأهم تقنيته الإخراجية التي لا يشبه فيها أحدا، وهو ما يبشر بعمل مميز وعبقري، خاصة أنه سيتولى الإخراج وسيشارك بكتابة السيناريو كذلك.

يذكر أن هناك نسخة حية فانتازية من "بينوكيو" لكنها إيطالية، وستصدر في إيطاليا يوم 19 ديسمبر/كانون الأول الجاري، على أن تعرض فيما بعد في فرنسا. وهي من تأليف وإخراج ماتيو غاروني وبطولة روبرتو بينيني الحائز على الأوسكار. أما قصته فمقتبسة عن مغامرات بينوكيو التي ألفها كارلو كولودي، فهل نحن بصدد منافسة؟

المصدر : الجزيرة