"أنت سمين للغاية".. الممثلون الذكور يشتكون من معايير هوليود الجسمانية

superman (imdb/Clay Enos/Warner Bros)
هنري كافيل يقول إنه اضطر للقيام بتمارين قاسية جدا من أجل الحصول على شكل أفضل لاقتناص دور سوبرمان (مواقع التواصل)

ياسمين عادل

يبدو أن هوليود تنوي أن تستمر طويلا في فرض معاييرها الجسمانية على النجوم الذكور، واشتراط خضوعهم لها وإلا فلن يحصلوا على الأدوار حتى لو كانوا مناسبين لها فنيا.

فبعد شهور من تصريح الممثل الأسكتلندي ريتشارد مادن خلال حواره مع مجلة فوغ البريطانية، بأن الممثلين الذكور أيضا يتعرضون للضغط في ما يخص أوزانهم وشكل أجسادهم، تشجع آخرون ليعلنوا عن استيائهم، وعلى رأسهم النجم هنري كافيل الذي صرح بأن الرد الذي حصل عليه حين تقدم لتجربة أداء من أجل دور "جيمس بوند" كان "أنت سمين للغاية لتؤدي دور بوند".

ومع أن الرد كان صادما ومؤلما فإنه شعر بالامتنان لإخباره تلك الحقيقة التي جعلته يدرك أن عليه القيام بحمية غذائية والاهتمام بشكل جسده إذا ما أراد الحصول على أعمال جيدة، خاصة أن جزءا لا يتجزأ من أفلام هوليود صار يعتمد على ظهور الأبطال دون قمصانهم في الكثير من الوقت لاستعراض عضلاتهم.

هكذا اضطر كافيل للقيام بتمارين قاسية جدا من أجل الحصول على شكل أفضل لاقتناص دور "سوبرمان" في فيلم "الرجل الفولاذي" (Man of Steel) ومن ثم باقي السلسلة، قبل أن يضطر للجوء إلى تمارين أكثر مشقة من أجل دوره في المسلسل الفانتازي الذي سيعرض هذا الشهر على نتفليكس "الساحر" (The Witcher).

هوليود تقسو على نجومها
أما النجم دانيال كريغ الذي اشتهر بأداء دور العميل السري جيمس بوند منذ 2006 -وآخرها سيكون العام القادم- وفيلم "لا وقت للموت" (No Time to Die) المقرر عرضه في أبريل/نيسان 2020، فوفقا لما نشر بصحيفة الغارديان فإنه كان يقوم بتمارين لمدة 12 ساعة يوميا للحصول على أحدث أدوار جيمس بوند.

كذلك شارك نجم أفلام الحركة والإثارة دوين جونسون -أو كما يعرفه العالم بـ"الصخرة" أو "ذا روك"- جمهوره في حوار معه نشر مؤخرا، قائلا إن بنيته يراها الكثيرون رائعة، حتى أن صناع فيلم "جومانجي: مرحبا بكم في الأدغال" (Jumanji: Welcome to the Jungle 2017) قرروا استغلال ذلك وإضافته بشكل كوميدي في أحد المشاهد.

ففي ذلك المشهد يتحول الممثل والمغني أليكس وولف -في أول الفيلم وبعد أن دخل لعبة جومانجي- من هيئته الضعيفة جسميا إلى هيئة جونسون، فإذا به يشعر بالفرح والفخر مع كل هذه العضلات والبنية الجسدية القوية.

غير أن تلك البنية -بحسب ما ذكر جونسون لغارديان- ليس من السهل الحصول عليها، إذ تتطلب منه ساعات طويلة من التمارين اليومية، مما يجعل التحضير للأدوار أشبه بتعريض الجسد لعقاب ذاتي ويومي في منتهى القسوة من أجل الحصول على الشكل الأنسب للدور.

اللياقة البدنية مقابل الموهبة
هذا الأمر ترتب عليه مشاركة الكثير من النجوم جمهورهم بأنظمتهم الغذائية وخطة تمارينهم الرياضية، ولعل أشهرها كانت الخطة اليومية للنجم مارك وولبيرغ التي نشرت العام الماضي، بل إنهم يشاركون صورا التقطت لهم أثناء التدريب عبر منصات التواصل الاجتماعي، حتى باتت مثل تلك الصور تتصدر أغلفة المجلات الكبرى مثل "صحة الرجال" (Men’s Health) و"لياقة الرجال" (Men’s Fitness) كجزء من العملية الترويجية.

كذلك باتت تمارين النجوم الرياضية الوقود والأساس للكثير من المواقع المعنية باللياقة البدنية، لا النجوم أمثال جونسون وكافيل وكريغ فحسب الذين يتصدرون بطولة أعمال تعتمد على الحركة والمغامرة، بل حتى الممثلين الذي يلعبون أدوارا رومانسية أو كوميدية مثل زاك إيفرون وكيفين هارت، وبشكل ما صار على الجميع أن يكونوا في صالة الألعاب الرياضية من الخامسة صباحا معظم الأيام.

وهذا يبدو محبطا ليس لهؤلاء النجوم وحدهم، بل لصناعة السينما أيضا، لأن من المؤسف أن يحصل النجوم على الأدوار الكبرى والمصيرية -سواء في حياتهم أو بالنسبة لتاريخ السينما نفسه- بناءً على أجسادهم ومدى لياقتهم، لا عن استحقاق فني وموهبة تليق بأن تسلط عليها الأضواء فتخرج للنور.

يذكر أن النجم دواين جونسون سيتواجد على الشاشة من خلال الجزء الثاني من سلسلة المغامرات "جومانجي" الذي سيحمل اسم "جومانجي: المستوى التالي" (Jumanji: The Next Level)، ويشاركه بطولته جاك بلاك وكيفن هارت. وقد بدأ عرض الفيلم اليوم الأربعاء في مصر، أما في الولايات المتحدة الأميركية فسوف يعرض بداية من 13 ديسمبر/كانون الأول الجاري.

أما أحدث أعمال النجم هنري كافيل فهو المسلسل الفانتازي "الساحر"، وهو أحد أكثر الأعمال المنتظرة على نتفليكس هذا العام، ومن المقرر عرضه في 20 ديسمبر/كانون الأول الجاري. وتدور أحداثه في قرية خيالية يتصارع فيها الأقزام (Dwarfs) مع الجنيين (Elfs) طوال الوقت، وفي الوقت نفسه هناك صياد نجح في تطوير قدرته السحرية والخارقة في سبيل التصدي للوحوش التي يكتظ بها العالم.
المصدر : الجزيرة