"ممالك النار".. مؤرخون وسياسيون أتراك يردون على المسلسل الإماراتي

ممالك النار
قصة "ممالك النار" تدور حول سقوط دولة المماليك في مصر على أيدي العثمانيين بدايات القرن الـ16 الميلادي (مواقع التواصل)

الجزيرة نت – إسطنبول 

مرّ أكثر من عام ونصف العام على قرار مجموعة "أم بي سي" (mbc) وقف عرض المسلسلات التركية على قنواتها، وفي الفترة نفسها، كان مسلسل "أرطغرل" التركي، لا يزال يحقق نجاحا كبيرا في الأوساط العربية والإسلامية. 

في المقابل، كانت شركات إنتاج إماراتية تحاول اختلاق مسلسل تاريخي يسيء للعثمانيين من جهة، وينافس الدراما التركية التي وصل صداها إلى العالم من جهة أخرى، وقبل أيام، بدأت قنوات "أم بي سي" عرض مسلسل "ممالك النار" الإماراتي الذي تدور قصته حول سقوط دولة المماليك في مصر على أيدي العثمانيين بدايات القرن الـ16 الميلادي.

كيف يردّ الأتراك على المسلسل؟
يقول الدكتور عمر قورقماز -كبير مستشاري رئيس الوزراء التركي السابق- في تعليقه على المسلسل الإماراتي للجزيرة نت، إن المسألة ليست فقط في الهجوم على تركيا، وإنما بالهجوم على الإسلام والتاريخ الإسلامي.

ويوضح قورقماز أن هناك "دولا تتحرك من ذاتها، وهناك دول موجهة، وبما أن مسلسل "أرطغرل" التركي حصد شهرة عالية في العالم كله، أرادت الإمارات تشويه هذه السمعة"، مضيفا أن "ممالك النار" "سيكون بمثابة دعاوى تاريخية، لأن المتابعين للمسلسل سيتحققون مما يُذكر فيها، وسيكتشفون في النهاية زيف الحقائق التي يضمّها المسلسل الإماراتي".

أما المحلل التركي مصطفى أوزجان، فيرى في حديثه للجزيرة نت أن المسلسل يسيء للأتراك دولة وشعبا، مرجحا أن يكون هناك رد رسمي من الجانب التركي على خلفيته.

الإساءة للعثمانيين
ويعيد أوزجان التذكير بالاستياء الشديد الذي أبداه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ديسمبر/كانون الأول 2017، من تغريدة وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد آل نهيان، واعتبرها مسيئة للعثمانيين والأتراك، وآنذاك، انتقد أردوغان التغريدة التي تتهم فخر الدين باشا الحاكم العثماني للمدينة المنورة بين عامي 1916 و1919 بارتكاب جرائم ضد سكانها وسرقة متعلقاتهم.

ووفق المحلل التركي، فإن ما "تفعله الإمارات هو محاولة البحث عن ثغرات في التاريخ العثماني تعطيها مساحة للتزييف، لذا لا أعتقد أن المسلسل سيمرّ مرور الكرام دون أن يُحدث أزمة".

أما المؤرخ التركي وخبير العلاقات الدولية الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، فيؤكد أن إنتاج هذا المسلسل الإماراتي لتزييف التاريخ العثماني خطوة غير صحيحة، على حد تعبيره.

وأكد أن "السلطة في الإمارات تتوّهم بأنها يمكنها خداع الشعب العربي بمسلسلات زائفة. لكن نحن نقول لهم، مكتبة الشعب مفتوحة لكم وفيها أرشيف الدولة العثمانية بالكامل".

وأضاف "الدراسات التي تحكي قصة السلطان سليم وفترات كثيرة، لذا يمكن لأي أحد الرجوع إليها لمعرفة الحقيقة كاملة".

ويتابع أن سؤالا واحدا نطرحه على مؤلف المسلسل، "ما مرجعيتك في الوقائع التي سردتها؟ نحن من نملك أشهر الكتب التاريخية عن العثمانيين. فما النتيجة من تزييف الحقائق إذًا؟".

منافسة "المؤسس عثمان"
ويستعرض المسلسل فترة حكم السلطان العثماني سليم الأول والمعارك التي خاضها، كما يقدم التحولات الكبرى في تاريخ المنطقة بعد معركة جالديران بين العثمانيين والدولة الصفوية، وحتى معركة مرج دابق بين العثمانيين والمماليك.

ويتزامن توقيت عرض المسلسل الإماراتي الذي بدأ في  17 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري مع عرض المسلسل التركي "عثمان المؤسس" الذي بدأ عرضه يوم أمس الأربعاء (20 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري)، وهو ما قد يكون محاولة لمنافسة الدراما التاريخية التركية.

ويرى الكاتب التركي زكريا كورشن في مقال له بصحيفة يني شفق التركية، أن توقيت المسلسل وفكرته يدلان على أنه أُنتج فقط لمهاجمة تركيا، مثلما حصل في التعديلات التي أُدخلت على المناهج الدراسية بمصر والسعودية، والتي تصوّر التاريخ التركي بطريقة سلبية.

ويخرج المسلسل المخرج البريطاني بيتر ويبر في أول عمل له بالمنطقة العربية، بعد أن أخرج أفلاما ملحمية شهيرة، مثل "الإمبراطور" عام 2012 عن الأيام التي تلت استسلام اليابان في نهاية الحرب العالمية الثانية، وفيلم "الفتاة ذات القرط اللؤلؤي" عام 2003.

كما يشارك مجموعة من كبار الفنانين العرب في المسلسل، أبرزهم النجم المصري خالد النبوي الذي يلعب دور طومان باي، ويجسد الفنان السوري محمود نصر شخصية السلطان سليم الأول، ويلعب رشيد عساف دور سلطان المماليك قانصوه الغوري، ويشارك أيضا عبد المنعم عمايري، ومنى واصف، وديمة قندلفت، وكندة حنا، وسهير بن عمارة، ورنا شميّس، ونضال نجم.

المصدر : الجزيرة