أفلام المهمشين.. أفضل 5 أعمال ناقشت قضايا الفقراء

السعي للسعادة
فيلم "السعي للسعادة" مقتبس من القصة الحقيقية لرائد الأعمال كريس غاردنر (مواقع التواصل)

لمياء رأفت 

يعرض في الوقت الحالي فيلم "طفيلي" (Parasite) في بعض بلدان العالم عرضا محدودا، واستطاع الفيلم أن يصبح مثار الحديث مرة أخرى، بعد حصوله على جائزة السعفة الذهبية من مهرجان كان السينمائي منذ شهور قليلة.

واحدة من أهم مزايا الفيلم هو تناوله الذكي للغاية للتفاوت الطبقي، ونمو الرأسمالية حتى سحقت الطبقات المهمشة والفقيرة، ولكنه ليس الفيلم الأول في القرن الحادي والعشرين الذي يعيد تناول هذه المعضلة الاقتصادية والاجتماعية معا.

مشروع فلوريدا
فيلم "مشروع فلوريدا" أنتج عام 2017، وهو من إخراج سين باكر، وبطولة ويليام دافو وبروكلين برينس، وعرض لأول مرة في مهرجان كان السينمائي عام 2017، ثم عرض تجاريا في أكتوبر/تشرين الأول من العام ذاته، واعتبره معهد الفيلم الأميركي واحدا من أفضل عشر أفلام في ذلك العام، وترشح بطله دافو لجائزة الأوسكار والغولدن غلوب والبافتا عن دوره هذا.

تدور أحداث الفيلم على بعد أقدام من مدينة ديزني، لكن يعيش أبطاله في الصورة السلبية (النيغاتيف) من هذه المدينة الخيالية، فنتعرف على الفتاة الصغيرة موني، ووالدتها العاطلة هالي اللتين تعيشان في الموتيل الفقير الملون باللون الوردي.

تحاول الفتاة وأمها كل يوم اكتساب العيش بطريقة مختلفة، شريفة كانت أو غير شريفة، في ذات الوقت الذي تشاهدان فيه زوار مدينة فلوريدا القادمين لبعثرة أموالهم يمينا ويسارا.

السعي للسعادة
فيلم أميركي من إنتاج عام 2006، مقتبس من القصة الحقيقية لرائد الأعمال كريس غاردنر، الذي عاش مشردا في الشوارع لمدة عام، وهو من إخراج غابرييل موتشينو، وبطولة ويل سميث وابنه جيدن سميث، وترشح سميث الكبير إلى جائزة الأوسكار والغولدن غلوب عن دوره هذا.

كريس بطل الفيلم يسحقه المجتمع الرأسمالي، ولا يستطيع بيع الأجهزة الطبية التي اشتراها بكل ما يمتلك من مال، فتتركه زوجته التي لا تستطيع احتمال فقره أكثر من ذلك، والأدهى أنها تترك له ابنه الصغير، ليصبح الاثنان مشردين في المدينة بعدما فقدا حتى المأوى، وأمله الوحيد أن ينجح في وظيفة غير مدفوعة الأجر حتى يستطيع أن يعيَّن بأجر ثابت، ويظل لمدة عام كامل يعيش هو وابنه مشردين في شوارع المدينة القاسية، لا يجدان حتى المساعدة أو المراعاة من زملائهم في الفقر، وقد جرد الأخير الجميع من معالم الإنسانية.

روما
فيلم المخرج ألفونسو كوارون الذي عرض عام 2018 وحاز على جائزة الأسد الذهبي من مهرجان فينيسيا السينمائي، وعلى أوسكار أفضل فيلم بلغة أجنبية، وأفضل مخرج وأفضل مصور -فاز بكلتيهما كوارون الذي صور الفيلم بنفسه- وترشحت بطلتاه لأوسكار أفضل ممثلة في دور رئيسي ومساعد.

تدور أحداث الفيلم في حي روما الأرستقراطي في مكسيكو سيتي، وفيه نتعرف على الخادمة كليو التي تعمل في منزل إحدى الأسر التي تفقد عائلها بعدما يهجر المنزل بحثا عن حب جديد.

تعيش كل من كليو وربة المنزل أزمة كبيرة، فالأولى هجرها حبيبها بعدما حملت منه طفلا غير شرعي، والثانية أصبحت تحمل على كاهلها عبء الأسرة بأطفالها الثلاثة وأمها، كل ذلك على خلفية من المدينة التي تشتعل بسبب الأزمات السياسية والاقتصادية الطاحنة.

آسف لإزعاجك
فيلم أميركي من إنتاج عام 2018 إخراج وتأليف بوتس رايلي، عرض لأول مرة في مهرجان صندانس السينمائي، وحظي بإعجاب النقاد بسبب أسلوبه المختلف وطاقمه.

يصنع الفيلم مزيجا من الكوميديا والخيال العلمي والواقعية، حيث تدور أحداثه حول شاب فقير من أصول أفريقية، يعيش في مرآب منزل عمه، ولكنه يكاد يفقد هذا المسكن المتواضع بعدما يضطر العم إلى بيع المنزل تسديدا لديونه، فيحاول الشاب إنقاذ الموقف عن طريق الحصول على وظيفة في مجال التسويق عبر الهاتف، ويكتشف أنه حتى يستطيع بيع المنتجات يجب عليه أن يتخلى عن صوته الذي يشي بأصوله السمراء، وأن يتكلم مثل البيض.

وبالفعل يجرب ذلك ويبرع فيه، ويترقى في الشركة، لكن عندما يصعد إلى الأدوار العليا يكتشف أن المؤسسة تعتمد على مجهود الموظفين الفقراء -مثلما كان في السابق- لتعيش حياة الرفاهية.

ذئب وول ستريت
فيلم كوميديا سوداء أميركي، من إنتاج عام 2013 و إخراج مارتن سكورسيزي، وهو مقتبس عن قصة حقيقية كتبها جوردان بيلفورت في كتاب بالاسم ذاته، والفيلم من بطولة ليوناردو دي كابريو وجونا هيل ومارغوت روبي.

عرض الفيلم أول مرة في مهرجان نيويورك السينمائي، وحصد نجاحا تجاريا كبيرا ليصبح أعلى أفلام المخرج إيرادا في تاريخه، وترشح لخمس جوائز أوسكار.

تبدأ أحداث الفيلم بجوردان السمسار الفقير في البورصة، الذي لا يمتلك سوى قدرة عظيمة على الإقناع، ولكنه سريعا ما يكتشف أن هذه القدرة يمكنها أن تخرجه من فقره للأبد.

وبالفعل يقنع مجموعة من زملائه بفتح شركة للمضاربة في البورصة بأسهم الشركات الصغيرة للغاية، وعن طريق عمليات الاحتيال يودّع الفقر.

يتناول الفيلم الفارق الرهيب بين الفقر الذي عاش فيه جوردان وعائلته وزملاؤه في البداية، ثم الغنى الفاحش الذي قد يصل إليه مضاربو البورصة بفضل مواهب مثل القدرة على الإقناع والبلاغة.

المصدر : الجزيرة