حزلقوم في السعودية.. هل يعود الفن المصري إلى زمن المقاولات؟

حزلقوم
ظهرت شخصية "حزلقوم" في فيلم أحمد مكي "لا تراجع ولا استسلام" عام 2010 (مواقع التواصل)

حسام فهمي-القاهرة

ما الذي يدفع فنانا مصريا ناجحا لخوض تجربة أولى له على المسرح خارج جمهورية مصر العربية؟ سؤال يبدو منطقيا، خصوصا وأننا نتحدث هنا عن الفنان المصري أحمد مكي، وهو وبلا شك أحد أكثر الممثلين الكوميديين المصريين شعبية. 

يبدو الأمر مثيرا للتساؤل إذن حينما تنتشر الأخبار عن لعب مكي بطولة مسرحية تحمل اسم "حزلقوم" سيتم عرضها خلال فعاليات موسم الرياض الترفيهي، الذي يقام بمدينة الرياض بالمملكة السعودية خلال شهري أكتوبر/تشرين الأول الجاري ونوفمبر/تشرين الثاني المقبل. 

الخبر أعلن عنه عن طريق منظمي موسم الرياض وعلى رأسهم رئيس هيئة الترفيه السعودية تركي آل الشيخ، واحتفى به عقب ذلك أحمد مكي من خلال نشر صورة له في زي "حزلقوم" على صفحته الرسمية على موقع إنستغرام.

 
 
 
View this post on Instagram
 
 

#ahmedmekky #7azal2om #elkebeer #kenia #africa #nature #flight #fly #smile #fun #happiness #positivevibes #positivity

A post shared by mekky (@mekkystyle) onOct 13, 2019 at 7:16am PDT

مكي وهنيدي والفخراني
مكي بالطبع ليس الفنان المصري الوحيد المشارك في فعاليات موسم الرياض، فبالإضافة له يظهر مرة أخرى الفنان المصري محمد هنيدي من خلال مسرحية "3 أيام في الساحل"، بالإضافة للفنان المصري الكبير يحيى الفخراني من خلال مسرحية "الملك لير".

الفارق الأهم هنا أن هنيدي والفخراني لهما، ومع الفارق، تجارب سابقة في المسرح، كما أن المسرحيات الحالية التي ستُقدم في الرياض قُدمت بالفعل من قبل داخل مصر للجمهور المصري، ولدى هنيدي والفخراني بالفعل مسرحيات لها نص وفريق عمل ومؤلف ومخرج، على الجانب الآخر يبدو وجود مكي غريبا ومفاجئا، كما لو كان غير مرتب له.

ترفيه الرياض
يبدو الأمر كما اعتدنا منذ قدوم تركي آل شيخ إلى مصر ثم رحيله عنها، مرتبطا بصورة معينة يرسم هذا الرجل ملامحها، وهي افتخاره بجلب الأشهر والأغلى إلى النادي الذي يملكه أو الفعاليات التي ينظمها حاليا بغض النظر عما سيقدمونه، وهو ما يستند بالأساس إلى عقلية تفرغ الرياضة من روحها التنافسية وتفرغ الفن من قيمته بوصفه محتوى ينتظر منه تقديم نقد اجتماعي أو سياسي، حسب ما يرى منتقدو آل الشيخ.

ولعل ما يؤيد ذلك أن آل الشيخ استقدم عددا من المسرحيات يرى نقاد أنها خالية من أي محتوى جدي أو تجريبي من أعمال "مسرح مصر" الذي يقدمه أشرف عبد الباقي ورفاقه.

زمن فن المقاولات
ما نخشاه إذن هو أن تكون مشاركة مكي مؤشرا آخر على عودة زمن فن المقاولات، وهو الاسم الذي أطلقه عدد من النقاد الفنيين على الأفلام التي تم إنتاجها بغزارة خلال الثمانينيات حينما غزت أموال النفط دول الخليج، وأصبحت معها أفلام الفيديو تجارة رابحة، مما أدى في النهاية لصنع عدد ضخم من الأفلام العربية الرديئة المستوى، بلا سيناريو تقريبا، فقط لملء أكبر عدد ممكن من شرائط الفيديو.

تورط في هذه المأساة عدد كبير من الفنانين المصريين، حيث تم إغراؤهم بأموال المنتج، التي تم تسويقها بوصفها مكسبا سريعا وسهلا، في المقابل بقي هذا الإنتاج الرديء يطاردهم كنقطة سوداء في تاريخهم الفني حتى اليوم.

يبدو الأمر شبيها بما يحدث الآن حينما نشاهد مكي يأتي وبشكل مفاجئ بشخصية "حزلقوم" التي قد ظهرت في الأساس في فيلمه "لا تراجع ولا استسلام" في عام 2010، من تأليف شريف نجيب وإخراج أحمد الجندي.

ثم عاد مكي واستخدمها مجددا في المواسم الأخيرة من مسلسله الرمضاني الناجح "الكبير أوي"، ليلقي بها دون تحضير إلى خشبة مسرح سعودي دون أن يتم الإعلان عن مؤلف أو مخرج أو فريق عمل للمسرحية. 

لا عيب إذن في أن تقدم مسرحياتك في أي مكان، لكن الأهم هو أن تهتم بقصة مسرحيتك وفريق عملك، المسرح هو الكلمة، والأموال لا يمكنها تغيير هذه المعادلة.

المصدر : الجزيرة