خمسون عاما من التوهج.. نجم حسن حسني الذي لا يغيب

الفنان حسن حسني(مواقع التواصل الاجتماعي)
الفنان حسن حسني (مواقع التواصل)

محمد صلاح

قال عنه المخرج داود عبد السيد إنه "ممثل مُلهِم عابر للأجيال، استطاع أن يستمر بنفس التوهج على مدار سنين طويلة". فبعد نحو 300 عمل على مدى أكثر من 50 عاما، لم يكتف الفنان القدير حسن حسني بالانفراد بالنجومية، بل اختار أن يسخرها لدعم جيل الفنانين الشبان في فترة التسعينيات، قائلا "لقد منحني عماد حمدي فرصة في سواق الأتوبيس غيرت مجرى حياتي، فلمَ لا أقف إلى جوار هذا الشباب الصاعد؟"، لتصبح مشاركته في أفلام الشباب بمثابة صك للنجومية.

في عيد ميلاده الـ88 (ولد يوم 16 أكتوبر/تشرين الأول 1931) نعرض نماذج لدور حسن حسني الرائد في صنع النجوم على مدى عقدين كاملين كان فيهما بطلا في جميع أفلام الشباب تقريبا، لم تخل أحيانا من عاطفية تسببت في بعض الهفوات.

مسرحية "عفروتو"
جمع فيها حسن حسني بين العفوية والتمكن من الأداء، وأظهر قدرا كبيرا من الحيوية والمرونة الجسدية جعلته في كامل لياقته طوال المسرحية رغم ما بذله من جهد بدني، كما بدا تلقائيا ومنسجما مع الممثلين الشباب مما فجر أقصى طاقاتهم الإبداعية، لا سيما هنيدي الذي يبدو أنه يكون في قمة تألقه أمام حسن حسني، مما يجعل المشاهد التي تجمعهما تكاد تطغى على بقية المسرحية من حيث كثافة الإضحاك.


 

فيلم "الناظر"
هذا الفيلم شكل علامة فارقة في تاريخ الكوميديا المصرية، بكرنفال من الإضحاك والمشاهد الفكاهية يصعب نسيانها بعدما تغلغلت في حياة المصريين والعرب اليومية، وهو أول فيلم يخرج ثلاثة نجوم كوميديا: علاء ولي الدين، محمد سعد، وأحمد حلمي. وقد مثل فيه علاء ولي الدين 6 شخصيات، كما شهد أول ظهور لشخصية "اللمبي" التي أداها محمد سعد، ثم أعاد تقديمها بعد عامين في فيلم جديد بنفس الاسم مع حسن حسني أيضا.

جاء أداء حسن حسني لدوره تجسيدا صادقا لرغبته في دعم الجيل الجديد من الكوميديين، فمع أنك تشعر بحضوره في كل مشهد تقريبا، فإنه لم يطغ على دور أي أحد، مما جعل الإبداع في العمل جماعيا بامتياز، ليخرج لنا فيلمًا مثاليا لا يزال الجمهور يشاهده حتى اليوم بلا ملل ويحفظ نكاته وسخرياته عن ظهر قلب، كباقة من أفلام حسن حسني التي شارك فيها نجوم الكوميديا الجدد، مثل: أحلام الفتى الطائش، وزكي شان، وعبود على الحدود، وجعلتني مجرما، وغبي منه فيه. 

"الناظر" فيلم كوميدي مصري من إنتاج عام 2000، بطولة علاء ولي الدين وحسن حسني وأحمد حلمي وهشام سليم ومحمد سعد، وعدد من الممثلين، ومن سيناريو أحمد عبد الله، وقصة وإخراج شريف عرفة. الفيلم نجح في تقديم كوميديا راقية بهدف الإضحاك من خلال تناوله للعملية التعليمية وأفكار وصراعات العاملين فيها، دون أن يتورط في الوعظ المباشر فيما يتعلق بملف التعليم ذاته، وحقق إيرادات بقيمة 12 مليون جنيه، وحصل على تقييم 7.7 على موقع "آي.أم.دي.بي".

 

فيلم "أفريكانو"
فيلم كوميدي مصري من إنتاج عام 2001، وبطولة أحمد السقا، ومنى زكي، وأحمد عيد، وطلعت زين، وحسن حسني، ومن سيناريو وحوار محمد أمين، وقصة وإخراج عمرو عرفة، تم تصويره في جنوب أفريقيا، وتميز بأسلوب إخراجي وتصويري عال أبرز جمال طبيعة جنوب أفريقيا الساحرة، ونجح في إثبات أداء أحمد السقا وقدراته في مشاهد الحركة، كما أظهر كوميديا أحمد عيد الخالية من الافتعال.

حقق الفيلم إيرادات تجاوزت 8 ملايين جنيه، ويؤخذ عليه سقطة تنطوي على سلوك عنصري يسخر من ذوي البشرة الداكنة، ففي إحدى اللقطات أثناء دخول بدر (أحمد السقا) وزوج أخته عصام (أحمد عيد) أحد البارات، شاهدا مجموعة من الفتيات السمراوات في طريقهن إلى الخروج، فقال عصام مازحا "هي الكهربا قاطعة ولا إيه؟".

وهذه من المآخذ التي تكررت في أكثر من عمل شارك فيه النجم حسن حسني فنانين شبانا، مثل فيلم "عيال حبيبة" حيث سخر رامز جلال من صورة أسرة سليمان عيد المعلقة على الحائط في منزله، قائلا "هي الشقة دي اتحرقت قبل كده؟"، وكذلك في فيلم "اللي بالي بالك" عندما قام محمد سعد في أحد المشاهد باحتضان طفلة، ظنا منه أنها ابنته، وبعدما اكتشف أنها ليست هي أبعدها قائلا لزوجته "أنتي بيضة وأنا أبيض، إزاي نخلف صباع العجوة ده". 

الباشا تلميذ
رغم الحيوية التي ظهر بها حسن حسني في هذا الفيلم والحس الطفولي الذي غلب على أدائه، بتماهيه مع الأولاد وانغماسه معهم في الاحتفال وارتدائه الملابس المزركشة، فإنه كان بداية ظهور أمارات الإرهاق عليه، من بعض الاستعجال في الأداء وعدم التدقيق في بعض التفاصيل الفنية الصغيرة المتعلقة بشخصية ضابط كبير في مكافحة المخدرات، وكذلك عدم التركيز في قوة وحبكة النهاية. كأنه في سباق مع الزمن يجعل لديه رغبة شديدة في مزيد من التمثيل تدفعه إلى الموافقة على أعمال تيماتها مستهلكة ومكررة غالبا، أو سطحية وهابطة أحيانا، مثل "بالعربي سندريلا" (2006)، و"حبيبي نائما" (2008)، و"فكك مني" (2011)، و"توم وجيمي" (2013).

وهو فيلم كوميدي مصري من إنتاج عام 2004، ومن بطولة كريم عبد العزيز، وغادة عادل، وحسن حسني، ورامز جلال، وحشد من نجوم الكوميديا، ومن سيناريو بلال فضل، وإخراج وائل إحسان. 

ورغم نهايته الضعيفة فإنه مثل فرصة جيدة لتمهيد الطريق لبعض النجوم الصاعدين مثل كريم عبد العزيز، ورامز جلال، ومحمد لطفي، وحقق إيرادات تجاوزت 7 ملايين جنيه.

المصدر : الجزيرة