درع الفن الأصيل.. كتارا تكرم رمز الأغنية القطرية صقر صالح

تكريم الفنان صقر صالح بدرع الفن الأصيل
صقر صالح (يسار): عندما يحصل الفنان على تكريم أو احتفاء يعلم أن رسالته التي عمل من أجلها حققت مرادها (الجزيرة)

عماد مراد-الدوحة 

"أنا قطري يالي تعرفوني.. أنا الكرم مرسوم في عيوني"، حققت أغنية "أنا قطري" للفنان صقر صالح شهرة واسعة في ثمانينيات القرن الماضي، فحينها كان يتربع صوت صقر على الساحة الغنائية في قطر بصوته العذب وأغانيه المختارة بعناية فائقة.

وللفنان القطري صقر صالح مسيرة طويلة مع عالم الأغنية امتدت لقرابة الأربعين عاما قدم خلالها عشرات الأغاني التي ما زالت محفورة في ذاكرة الأغنية القطرية، مما دفع مؤسسة الحي الثقافي "كتارا" إلى منحه درع الفن الأصيل تكريما له على مسيرته الطويلة في عالم الفن.

ويعد صقر صالح رمزا من رموز الأغنية المحلية في قطر وقامة فنية لها أثرها وبصمتها في مسار الأغنية بالبلاد، ورغم انقطاعه لقرابة ثلاثة أعوام قرر صالح العودة مجددا العام الماضي من بوابة صوت الخليج ليقدم العديد من الأعمال الجديدة. 

حافز قوي
ويعتبر صالح في مقابلة مع الجزيرة نت أن التكريم من قبل مؤسسة كتارا كان له وقع إيجابي كبير في نفسه، معربا وهو يحتبس دموعه أن هذا التتويج منحه حافزا قويا على مواصلة مشواره الفني، وتقديم أفضل ما لديه من موهبة وابداع فني، فالفنان -وفقا له- "عندما يحصل على تكريم أو احتفاء يعلم أن رسالته التي عمل من أجلها قد حققت مرادها".

وأرجع الفنان صقر صالح نجاح مسيرته الفنية الطويلة إلى اهتمام الدولة بأبنائها وتشجيعهم على التميز والإبداع، مثمنا دور كل من أسهم في تكريم مسيرته الفنية التي امتدت لأكثر من أربعة عقود حافلة بحب الوطن وتتبع نجاحاته.

صقر صالح -الذي بدأ مسيرته الفنية في سن مبكرة بدعم وتشجيع أسرته وأصدقائه- يرى أنه واجه صعوبات كبيرة في بداية رحلته الغنائية، إلا أن العزيمة والإصرار وحب الفن كانت العوامل التي واجهت كل الصعوبات وتغلبت عليها، فضلا عن مساندة العديد من عمالقة الفن في تلك الفترة.

ويوضح أن للفنان رسالة تجاه مجتمعه لا بد أن يؤديها، وأنه حاول طوال مسيرته أن يلتزم بتلك الرسالة التي تعتمد على رفع الذوق العام للأغنية والمساهمة في انتشار الأغنية المحلية، وأن يكون الفن مرآة للواقع بأن يلقي الضوء على الأحداث التي تجري في البلاد. 

رصيد كبير
رصيد صقر صالح زاخر بالأعمال، فقد تعامل مع معظم الملحنين والشعراء المحليين القدامى والجدد إلا أن أغاني "أنا لولا الهوى"، و"أنا قطري"، و"البارحة" هي من العلامات الرئيسية في حياة صقر الفنية، ويعتبر أن تلك الأغاني الثلاث هي الأقرب إلى قلبه.

وخلال حفل التكريم الذي أقامته كتارا أمس الأربعاء وسط حضور كبير من أهل الفن في البلاد، قال مدير الحي الثقافي كتارا الدكتور خالد السليطي إن منح الفنان صقر صالح درع الفن الأصيل جاء تقديرا لإبداعه المتفرد وعرفانا بعطائه المتميز وتتويجا لمسيرته الفنية الحافلة بالنجاح.

وشدد السليطي على أن الفنان صقر صالح يأسر قلب كل من يستمع إلى شدوه العذب الذي سيظل خالدا في ذاكرة أجيال عديدة من أبناء قطر والخليج، مشيرا إلى أن كتارا حملت على عاتقها مسؤولية رعاية الآداب والفنون واحياء التراث، وتشجيع المبدعين على اكتشاف مواهبهم من خلال المنابر العديدة التي هيأتها المؤسسة، وتمتد حدود مسؤوليتها لتشمل تكريم المبدعين الذين أثروا حياتنا بكل ما هو جميل ونبيل في شتى مجالات الابداع.

وخلال الحفل عرض فيلم وثائقي يتضمن مسيرة الفنان صقر صالح وأهم المحطات في حياته، مع إلقاء الضوء على أبرز أغانيه.

المصدر : الجزيرة