للمرة الثانية في التاريخ.. حفل الأوسكار القادم بلا مقدم

Actual Oscar statuettes to be presented during the 80th Annual Academy Awards sit in a display case in Hollywood February 22, 2008. The Oscars will be presented on February 24. REUTERS/Gary Hershorn (UNITED STATES)
الممثل الكوميدي الأميركي كيفن هارت اعتذر عن عدم تقديم حفل الأوسكار القادم (رويترز)

محمد أنيس

كان من المقرر أن يقوم بتقديم حفل الأوسكار المتوقع إقامته في 24 فبراير/شباط القادم الممثل الكوميدي الأميركي كيفن هارت، غير أنه اعتذر بشكل رسمي عن عدم تقديم الحفل في التاسع من يناير/كانون الثاني الجاري، بعد ردود فعل سلبية من الجمهور على مدار الأسابيع الماضية على خلفية مجموعة من التغريدات التي كتبها هارت عام 2012، والتي اعتبرها البعض تمييزا جنسيا. 

وتتناقل العديد من وسائل الإعلام الأميركية والعالمية قرارا تاريخيا من أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، المانحة لجائزة الأوسكار، بأن يكون حفل توزيع الجوائز المزمع إقامته في 24 فبراير/شباط القادم بلا مقدم، وهي السابقة التي تحدث للمرة الأولى منذ ثلاثين عاما. 

بدلا من قيام مضيف واحد بربط فقرات العرض معا، ستقع هذه المهمة على العديد من المقدمين من مشاهير هوليود الذين سيعتلون المسرح طوال الليل لتقديم الفقرات المختلفة وتوزيع الجوائز، ووفقا لمجلة فرايتي فإنهم سيقومون بتقديم عدد من الفقرات التمثيلية والفقرات الموسيقية. 

كما أنه من المقرر أن يشارك عدد من شخصيات فيلم "المنتقمون" (The Avengers) أيضا في هذه الفقرات.

يذكر أن شبكة "أي بي سي" (ABC) المستضيفة للحفل والناقل الحصري له، مملوكة لشركة مارفيل.

undefined

حفل بلا مقدم للمرة الثانية في تاريخ الأوسكار
إذا تم اعتماد قرار الأكاديمية بأن يكون الحفل بلا مقدم، فلن تكون هي السابقة الأولى من نوعها، فقد سبق أن شهد حفل الأوسكار 61، والذي عقد في 29 مارس/آذار 1989 طقسا مماثلا، إذ تناوب على تقديم الفقرات والجوائز مجموعة من مشاهير هوليود تربطهم علاقة أسرية في الواقع. 

لم يكن هناك مقدم للحفل يلقي الخطاب الافتتاحي، أو يقوم بربط الفقرات المختلفة، وبدلا من ذلك تتابعت الفقرات وتخلل تقديم الجوائز عدد من الفقرات الغنائية والتمثيلية، كان من بينها فقرة غنائية عن رحلة "سنو وايت" إلى عالم هوليود، التي خرجت في شكل عشوائي وسط تعجب جميع الحاضرين.

بعد الحفل قام عدد من نجوم هوليود البارزين بإرسال خطابات استهجان إلى منتج الحفل ألان كار، معبرين فيها عن استيائهم من مستوى الحفل الذي رأوا فيه إهانة للأكاديمية ولصناعة السينما ككل.

كنتيجة طبيعية اعتمدت الأكاديمية وجود مقدم رئيسي للحفل طوال العقود الثلاثة التي أعقبت هذا الحفل الكارثي، يقوم بجمع شتاته وضمان خروجه على الشكل الأمثل.

ماذا غير أزمة كيفن هارت؟
من المؤكد أن لدى الأكاديمية عددا من المرشحين المحتملين لتقديم الحفل، ولكنهم على الأغلب رفضوا العرض، ولكن ما السبب في رفض مثل هذا العرض؟

تقديم مثل هذا الحفل ليس بالأمر الهين، إذ يتطلب الكثير من التحضير، والعمل مع كتاب العرض، والإتيان بالكثير من النكات الصالحة للاستخدام، وربما تصوير عدد من الفيديوهات أو المقابلات مع عدد من النجوم والمشاهير، كل هذا العمل المضني لأسابيع طويلة يتطلب تفرغا تاما، وبالتبعية يتطلب مقابلا مجزيا. ولكن كم تدفع الأكاديمية مقابل كل هذا العمل؟

كان الممثل ومقدم البرامج الأميركي جيمي كيميل -الذي قدم النسختين الأخيرتين من حفل الأوسكار- صرح بأنه تقاضى عن حفل العام قبل الماضي 15 ألف دوﻻر.

ويعتبر هذا الرقم زهيدا بالنسبة لحجم العمل المبذول، وغير مقبول بالنسبة لأي من النجوم الكبار ممن قد تسعى الأكاديمية لاستقطابهم لجذب أكبر عدد من المشاهدين حول العالم.

لكن المقابل لم يكن السبب الوحيد، ففي مقابلة مع مجلة "إنترتنمينت" الأسبوعية، قال سيث ماكفرلان (مقدم حفل الأوسكار عام 2013) "إن هذه الوظيفة تأتي مع الكثير من الضغط والتوتر، عندما تقوم بأمر مثل هذا، تحت الكثير من الأضواء، وفي قلب تركيز الكثيرين، ستقابل بالكثير من الآراء، أنا ﻻ أستطيع أن أتذكر متى آخر مرة قرأت فيها آراء الناس حول حفل الأوسكار حيث كان الجميع مبتهجون".

ووفقا لمجلة فرايتي، فإن تقييمات حفل الأوسكار تتراجع بشكل واضح، إذ كان تقييم حفل العام الماضي هو الأسوأ منذ عشر سنوات، ولهذا تسعى الأكاديمية إلى بذل الكثير من الوقت والجهد للفوز باستحسان عدد أكبر من الجمهور، وذلك من خلال عدد من القرارات، مثل تقليص زمن الحفل إلى ثلاث ساعات فقط، بدل أربع ساعات العام الماضي، والإعلان عن جائزة مستحدثة هي "أفضل فيلم جماهيري" والتي كان من المقرر أن يتم اعتمادها هذا العام ولكن تم تأجيل القرار إلى 2020.

في سياق كهذا، يبدو أن قرار حفل بلا مقدم ليس هو القرار الأفضل، وأن على الأكاديمية أن تبحث عن مقدم أكثر قبولا لدى الفئة الأصغر من الجمهور، وأكثر لياقة للسياق المجتمعي المحتدم في أميركا على خلفية أزمات التحرش الجنسي والتعصب العرقي التي شهدتها الأعوام القليلة الماضية، للحفاظ على بريق التظاهرة السينمائية الأشهر في العالم، وضمان جذب المزيد من الجمهور من مختلف الأعراق والثقافات حول العالم.

المصدر : الجزيرة