تامر حسني و"البدلة".. ما سر النجاح الجماهيري؟

تامر حسني بـ "البدلة"
الفيلم يقوم ببطولته تامر حسني وأكرم حسني (مواقع التواصل الاجتماعي)

شريف حلمي-القاهرة

حقق الفيلم المصري "البدلة" الذي يقوم ببطولته تامر حسني وأكرم حسني، نجاحا كبيرا وظل مكتسحا لشباك تذاكر السينما منذ طرحه في دور العرض في عيد الأضحى الماضي، رغم تباين تقييمات النقاد.

النجاح الذي حققه الفيلم لا يتوقف على اكتساحه الإيرادات الحالية وتفوقه على الأفلام المعروضة بجواره، بل صعد أيضا للمركز الأول في قائمة الأفلام الأكثر إيرادات في تاريخ السينما المصرية محققا 60 مليون جنيه حتى الآن، أي ما يعادل 3.4 ملايين دولار، ليضرب بذلك رقما قياسيا جديدا.

وحقق الفيلم كل هذا النجاح لكنه في رأي الكثير من النقاد ليس الأفضل، بل مستواه أقرب إلى المتواضع، فقد وصفه الناقد محمود مهدي بأنه فيلم سيئ للغاية، يقدم كوميديا سطحية تحاول أن تُضحك الجمهور بأي أسلوب. إذن ما الذي جعل العمل يحقق كل هذا النجاح؟

تدور أحداث فيلم "البدلة" حول "وليد" ويجسده تامر حسني الذي يقرر مع صديقه أكرم حسني "حمادة" ارتداء زي ضباط الشرطة لدى حضورهما حفلا تنكّريا، حيث يقعا في العديد من المواقف الكوميدية خصوصا مع تورطهما في قضية مجرم دولي خطير يجسد دوره ماجد المصري.

‪مشهد من الفيلم‬ (مواقع التواصل الاجتماعي)
‪مشهد من الفيلم‬ (مواقع التواصل الاجتماعي)

مصنوع للجمهور
الناقد طارق الشناوي يحلل سبب نجاح الفيلم قائلا "هذا العمل مصنوع للجمهور ويناسبهم تماما، وتنطبق عليه عبارة الفيلم الجماهيري. الفيلم تقليدي لأقصى درجة، فالمشاهد يشعر بأنه يعرفها (المشاهد)".

ونجح السيناريست أيمن بهجت قمر في أن يضع توليفة مع المخرج محمد جمال العدل تجذب اهتمام الجمهور، لم يكن لديهما طموح في أن يصنعا فيلما عظيما، فهما لم يذهبا إلى هذه المنطقة مفضليْن البقاء مع الجمهور.

ويشير طارق الشناوي إلى أن الفيلم لا يحمل عنصر المفاجأة، لكنه مليء بالجُمَل التي تجعل الجمهور يضحك، وقد تكون هذه الجُمل قديمة، لكن طريقة إلقائها مع خفة ظل أكرم حسني وتامر حسني تجعل المشاهد يضحك، وهو ما يريده الجمهور في الأساس.

يظهر ذلك في العديد من المشاهد الكوميدية في الفيلم، التي سبق تقديمها في أعمال أخرى كثيرا، فمنها مشهد ارتداء أكرم حسني جلبابا قصيرا، ونتذكر هنا أبطال المسرحية الشهيرة "العيال كبرت" خصوصا سعيد صالح ويونس شلبي، ومشهد محاولة تامر وأكرم فتح باب أحد المنازل بالقوة لكنهما يتفاجآن بأن الباب يفتحه صاحب المنزل من الداخل، مما يؤدي إلى سقوطهما على الأرض.

وأيضا مشهد إخفاق أكرم حسني في إطلاق النار، كل ذلك وغيره رأيناه في أعمال سابقة، لكن -كما يؤكد طارق الشناوي- أن الجمهور يتقبلها من بطلي الفيلم.

ويعد أكرم حسني أحد أهم أسباب نجاح فيلم "البدلة"، فهو يتمتع بموهبة كوميدية وخفة ظل، يغلفهما بشكل وأسلوب خاص به، وهو ما يؤكده طارق الشناوي الذي وصف الممثل أكرم حسني بأنه مفتاح نجاح العمل، مؤكدا أن تامر حسني كان ذكيا في ترك مساحة كبيرة لأكرم ولم يستأثر لنفسه بالقصة كلها.

وهو ما يؤكده أيضا الناقد أندرو محسن الذي أشاد بالتعاون والتفاهم التام بين أكرم حسني وتامر حسني.

‪تامر حسني بـ
‪تامر حسني بـ"البدلة"‬ (الجزيرة)

مقتبس
عامل آخر يعد من أبرز أسباب نجاح الفيلم وهو أنه مقتبس عن فيلم أجنبي بعنوان "Let’s Be Cops" الصادر عام 2014 بطولة جاك جونسون وديمون وايانز، خصوصا أن الفيلم الهوليودي حقق نجاحا كبيرا على مستوى الإيرادات، إذ بلغت 138 مليون دولار، في حين أن ميزانيته لم تتخط 17 مليون دولار، ففرص نجاح الفكرة المقتبسة من عمل سينمائي ناجح تكون كبيرة للغاية إذا تم تنفيذها بالشكل المطلوب.

وحول تامر حسني الممثل، يقول الناقد وليد سيف إنه يتمتع بحضور قوي على الشاشة الكبيرة، وقليلا ما نرى مطربا قادرا على جذب جمهور السينما، وهو يعرف تماما كيف يجسد أدوارا تناسبه دون أن يدخل نفسه في أدوار معقدة، فهو يتعمّد الظهور بشكل الشاب المشاكس خفيف الظل، مما يجعل الجمهور يصدقه تماما.

المصدر : الجزيرة