مارفل تنتصر.. 10 أفلام حققت عشرة مليارات دولار في 2018
حسام فهمي
يسدل الستار على عام 2018 السينمائي، وتتوجه أنظار محبي السينما لما هو قادم من أيام لمتابعة حصاد العام، بين أفلام حازت على إشادات نقدية وأفلام حققت أرقاما قياسية في شباك التذاكر.
لكن الملاحظ هذا العام هو التفوق النوعي لأفلام الأبطال الخياليين من حيث الإقبال الجماهيري، فاحتلت هذه الأفلام معظم المراكز الأولى في قائمة أكثر عشرة أفلام تحقيقا للإيرادات على مستوى العالم، وهي موضحة في الصورة التالية، طبقا لموقع "بوكس أوفيس موجو" (Box Office Mojo):
وبالتدقيق في هذه القائمة، سنجد أن هذه الأفلام مجتمعة حققت ما يزيد على عشرة مليارات دولار، وأن تسعة منها تنتمي لفئة الأبطال الخياليين، بالإضافة إلى فيلم وحيد "سيرة ذاتية حقيقية"، وهو "بوهيميان رابسودي" عن قصة حياة فريدي ميركوري مغني فريق كوين، وأحد أفضل مغني الروك في التاريخ.
كما يمكن ملاحظة غياب الأفلام المستقلة وقليلة التكلفة، أو المنتجة بواسطة كتاب ومخرجين؛ عن المنافسة على هذه المليارات أمام أستديوهات هوليود العملاقة.
انتصار مارفل
احتلت أستديوهات مارفل قائمة الأفلام العشرة بأربعة أفلام من إنتاجها، ثم أستديوهات فوكس التي حظيت بفيلمين في القائمة، وفيلم واحد لكل من شركات سوني، وبارامونت، ويونيفرسال، وفيلم واحد أيضا من إنتاج وارنر بروس.
هذا هو عام الانتصار المكتمل لمارفل وأفلام سلسلة أفينجرز، والسقوط التام لوارنر بروس ودي سي وأفلام باتمان وسوبرمان و"فرقة العدالة" (Justice league). وذلك باستثناء نجاح نسبي وحيد لفيلم "أكوا مان" (Aquaman) قرب نهاية العام.
نجحت خلطة مارفل التي اعتمدت من البداية على عالم مخطط ومرتب بدقة، أشرف عليه أحد صناع عالم قصص مارفل المصورة، وهو ستان لي الذي رحل عن الدنيا هذا العام.
خلطة مارفل تعتمد بشكل رئيسي على المزج بين صراع أبطال أفينجرز الخارقين مع الشر الذي يهاجم كوكب الأرض، وبين كوميديا نابعة من سخرية ذاتية من هؤلاء الأبطال. وهكذا يحصل المشاهد على وجبة متكاملة من مشاهد القتال واللحظات الدرامية والنكات، بالإضافة إلى موسيقى البوب التي تتميز بها شخصيات "حماة المجرة" (guardians of the galaxy) ضمن عالم مارفل.
لماذا فشلت "وارنر بروس"؟
نجحت أستديوهات فوكس أيضا في الدخول إلى صراع الإيرادات، من خلال خلطة شبيهة، خاصة في عنصر السخرية والكوميديا، من خلال سلسلة أفلام ديدبول، التي خرج جزؤها الثاني هذا العام، ويعتمد ديدبول أساسا على مقوماته "كبطل مضاد" (anti hero)، أو بطل غير محقق لصفات البطولة، ويسخر ديدبول طوال أحداث الفيلم من نفسه ومن عالم الأبطال الخارقين وقواعده.
في المقابل، فشلت خلطة "وارنر بروس" و"دي سي"، رغم امتلاكهما كنزا غنيا من قصص عالم دي سي المصورة، إلا أنهما لم ينجحا في استغلاله، وذلك نتيجة التخبط وعدم امتلاك بوصلة محددة ورؤية موحدة، فنجد بعض أفلام "عالم دي سي الممتد" (DCEU) قاتمة ودرامية للغاية، ويكون بعضها الآخر كوميديا وساخرا، تظهر شخصيات وتختفي أخرى دون شروح، ويتقاتل الأبطال ويتفرقون ويجتمعون دون سبب مقنع.
الاستثناء الوحيد لهذا الفشل كان فيلم "وندر وومن" 2017، وذلك نتيجة عرض حكاية مبتكرة لبطلة نسائية خارقة، ويتكرر الاستثناء بشكل أقل هذا العام من خلال نجاح جماهيري نسبي لفيلم "أكوا مان"، بسبب اعتماده على مشاهد قتال ضخمة مصممة بعناية وإبهار على مستوى المؤثرات الخاصة، بالإضافة إلى جاذبية بطل الفيلم جايسون موموا.
أبطال من نوع جديد وشرير ينتصر
بنظرة خاصة على أصحاب المركزين الأول والثاني، سنجد أن المتصدر هو فيلم "أفينجرز.. إنفينتي وور" وذلك بإيرادات تخطت ملياري دولار، يليه فيلم بلاك بانثر بإيرادات جاوزت 1.3 مليار دولار.
ويبدو تفرد "إنفينتي وور" واضحا، وذلك نتيجة عدة أسباب، أهمها: أن الفيلم جمع كل أبطال عالم مارفل في قتال يجهز له منذ سنوات ضد "ثانوس" شرير عالم مارفل الأهم، بالإضافة إلى المفاجأة غير المتوقعة من خلال إظهار أبطال الخير لأول مرة وهم منهزمون وعديمو الحيلة أمام ثانوس.
ثانوس شرير فريد من نوعه، يملك أيديولوجية وأفكارا واضحة، يمكنها اجتذاب بعض العقول بالفعل، لدرجة أننا قد تابعنا آراء وتفنيدات حقيقية لرؤيته التي تجد أن الحل لتحقيق الرخاء للمجرة لن يأتي إلا بقتل نصف أهلها.
في المقابل، فإن فيلم بلاك بانثر اكتسب قابلية نتيجة تقديمه البطل الخارق الأول القادم من أفريقيا، "عالم واكاندا السحري" الذي اجتذب الجمهور لشباك التذاكر، كما حاز على العديد من الإشادات النقدية، فحقق الفيلم ما لم يحققه أي فيلم من فئة الأبطال الخارقين من قبل، وهو الترشح للفوز بجائزة الجولدن جلوب في فئة أفضل فيلم درامي.
حقق بلاك بانثر التنوع العرقي الذي ينادي به المجتمع السينمائي الأميركي منذ فترة، والأكثر إبهارا أنه قد حققه في فيلم أبطال خارقين ممتع ومسلٍ، وهكذا جمع بين تحقيق الإيرادات الضخمة والقيمة الفنية والإنسانية العالية.