عودة لم تكتمل.. لماذا غاب نجوم الطرب في التسعينيات؟

شريف حلمي-القاهرة

"حيران"، "يا ليلة"، "أهل الهوى"؛ كلها عناوين أغان وألبومات للعديد من النجوم في فترة التسعينيات، حققت نجاحا كبيرا وقت إصدارها وتصدرت مبيعات أشرطة "الكاسيت"، قبل أن يختفي هؤلاء النجوم طوال سنوات ماضية، تخللتها محاولات للعودة مجددا، لكن الرياح جرت بما لا تشتهي السفن، ولم يستطع هؤلاء المطربون فرض أنفسهم مرة ثانية في الساحة الغنائية.

عودة محي المرتقبة
يأتي في مقدمة هؤلاء الفنان محمد محي الذي أعلن مرارا عن نيته العودة بألبوم جديد، لكنه دائم التأجيل، فمنذ سنوات كثيرة أعلن محي عن اعتزامه طرح ألبوم جديد، ليشوّق جمهوره لعودته، ثم تراجع لينتج عن ذلك غياب امتد أكثر من عشر سنوات منذ طرح آخر ألبوماته "مظلوم" عام 2008، والذي لم يحقق النجاح المنتظر طبقا لمصادر من الشركة المنتجة "هاي كواليتي"، كما أنه كان قد طرحه بعد غياب أربع سنوات إثر ألبومه "قادر وتعملها" الذي حقق نجاحا كبيرا وقت صدوره طبقا لمصادر من الشركة المنتجة "فري ميوزيك"، ليكون إجمالي الألبومات التي أصدرها محي في الألفية هما ألبومان فقط.

اكتفى محي طوال عشر سنوات ماضية بطرح أغان منفردة، منها "زمن الكبار" عام 2010 في فيلم "الكبار" بطولة عمرو سعد، ودويتو "الراوي" 2013 مع فريق بلاك تيما الغنائي، و"القوافي" عام 2014، و"الخوف" عام 2015، ودويتو "أنت الوحيد" مع المطربة أسما.

محي ما زال يؤكد أنه سيعود بألبوم جديد، حيث قال في تصريح خاص إنه يحضر له منذ فترة طويلة، وإن سبب ابتعاده خارج عن إرادته، خاصة أنه يتشوق لرؤية جمهوره من جديد والمنافسة في سوق الأغاني، مشيرا إلى أنه كان حريصا على التواجد حتى بأغان منفردة، ودائما ما يتلقى استفسارات من محبيه عن موعد عودته.

ومن المقرر أن يضم الألبوم الجديد الذي يعد به جمهوره منذ عامين 18 أغنية، تعاون فيها محمد محي مع شعراء وملحنين مميزين، إضافة إلى قيامه بتلحين بعض الأغاني.

غياب منافس "الهضبة"
ومن النجوم الذين اشتاق لهم الجمهور أيضا "محمد فؤاد" الذي لم يطرح أي ألبوم منذ صدور "بين إيديك" عام 2010، لكن عند مقارنته بألبومات التسعينيات نجد أن المقارنة تظلم الألبوم الأخير، فالانتشار الملحوظ بشدة لألبوماته السابقة لم يتحقق لـ"بين إيديك" طبقا لما يؤكده موزعو هذا السوق، خصوصا أن فؤاد بهذه الألبومات كان يخلق منافسة قوية مع النجم عمرو دياب.

ورغم غياب فؤاد فإن حظه في الألفية الجديدة كان أكثر من محي، إذ طرح طوال 18 عاما ستة ألبومات، كما كان حريصا على التواجد في السينما والتليفزيون بعدة أعمال هي "رحلة حب"، و"هو فيه إيه"، و"غاوي حب"، ومسلسل "أغلى من حياتي"، كما أن له مسلسلا مؤجلا منذ سنوات بسبب مشاكل إنتاجية بعنوان "الضاهر".

لا تزال هناك محاولات من فؤاد للعودة من جديد بألبوم غنائي كان من المقرر أن يطرحه خلال الأيام الماضية، قبل أن يتم تأجيله لظروف خاصة، إذ يؤكد المطرب -في تصريحات خاصة- أنه سيطرحه في أوائل عام 2019، وأن التأجيل جاء بسبب رغبته في عمل حملة دعائية مميزة تتناسب مع عودته.

هشام عباس
لم يطرح هشام عباس أي ألبوم جديد منذ ما يقرب من عشرة أعوام، إذ كان آخر ألبوماته "ما تبطليش" عام 2009، ويحاول عباس العودة من جديد، إذ أشار في تصريح خاص إلى أنه انتهى من تسجيل أغنيات ألبوم جديد يضم 14 أغنية، تعاون فيه مع الشعراء: أيمن بهجت قمر وأمير طعيمة وشادي نور وغيرهم، ومع الملحنين محمد يحيى ومحمد النادي وبلال سرور وغيرهم.

يشير عباس إلى أن غيابه لم يكن بإراداته بل بسبب الأوضاع التي شهدتها البلاد طوال السنوات الماضية، مؤكدا أنه كان ينوي طرح ألبوم غنائي عام 2011، وحالت الأوضاع والأحداث السياسية وقتها دون صدوره، لكن عودته بالألبوم الجديد ستكون قوية، على حد تعبيره.

غياب بسبب الاكتئاب
أما مطرب "أصعب حب" خالد عجاج فقد عاد مؤخرا ولكن بأغنية منفردة بعنوان "صاروخ" لم تحقق المرجو منها، إذ لم تتجاوز نسبة الاستماع لها على موقع يوتيوب 319 ألف مشاهدة في أسبوعين.

توقف عجاج عن طرح الألبومات منذ أن أصدر "بنت الحتة" عام 2011، ليتوقف رصيد ألبوماته عند رقم 10 طوال 18 عاما. ويقول في تصريح خاص عن سبب ذلك الغياب إنه يأتي لشعوره بالاكتئاب بعد عدم تحقيق ألبومه الأخير النجاح المنتظر، إذ تأثر بما شهدته البلاد وقتها، خصوصا أن "بنت الحتة" كان من إنتاجه الخاص.