متظاهرو البصرة يقتحمون قنصلية إيران ويحرقونها

اقتحم مئات المتظاهرين العراقيين القنصلية الإيرانية في البصرة (جنوبي العراق) وأضرموا فيها النار، في حين تجمهر الآلاف خارج المبنى، وذلك حسبما أفاد مراسل الجزيرة في العراق. وأكد الملحق الإعلامي في القنصلية احتراق المبنى بالكامل.

كما تصاعد الدخان الأسود الكثيف من مبنى محافظة البصرة مع تجدد المظاهرات المستمرة منذ أيام في وسط المدينة بمشاركة المئات الذين رددوا شعارات تدين تدخل دول الجوار في الشأن العراقي.

وتأتي المظاهرات للاحتجاج على تردي الأوضاع في المحافظة وتفشي الفساد، وسجل منذ بداية الشهر الجاري سقوط تسعة قتلى وإصابة العشرات.
     
كما شهدت البصرة مظاهرات نسائية تضامنا مع مطالب المحتجين المستمرة في مدن المحافظة التي ترفع شعارات منددة بالأحزاب السياسية، وتردي الأوضاع الخدمية.

وكانت الاحتجاجات في عموم البصرة قد بدأت سلمية، لكن الأوضاع أخذت بعدا آخر مع تصاعد المواجهات بين المحتجين وقوات الأمن.

من جهتها اعتبرت مفوضية حقوق الإنسان العراقية، أن المظاهرات التي شهدتها البصرة الليلة الماضية أسفرت عن قتلى وعشرات الجرحى.

وفي تطور لافت قرر البرلمان العراقي عقد جلسة طارئة غدا لمناقشة أزمة البصرة، في حين استنكرت المرجعية الشيعية العليا في العراق إطلاق الرصاص على المتظاهرين، كما دانت الاعتداء على القوى الأمنية.

وأعلن المكتب الإعلامي لمجلس النواب أن الرئيس المؤقت للبرلمان دعا إلى عقد جلسة للبرلمان السبت لمناقشة أزمة البصرة بحضور رئيس الحكومة.

الدعوة جاءت عقب مطالبات من جهات سياسية وأحزاب عدة إلى عقد جلسة في البرلمان والاستجابة لمطالب المتظاهرين.

تحذير
كما تزامن الإعلان عن الجلسة مع تحذير زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر (التيار المسيطر على أكبر كتلة برلمانية) من التعامل بالقوة مع المظاهرات.

ودعا الصدر رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى الإسراع في إطلاق مخصصات البصرة المالية.

أما تحالف الفتح المكون من أذرع سياسية لفصائل الحشد الشعبي (ثاني كتلة برلمانية) فقد دعا العبادي إلى الاستقالة فورا على خلفية أحداث البصرة.

من جهتها قالت الحكومة في أكثر من مرة إن مطالب المتظاهرين مشروعة، في حين ألقت باللائمة في أعمال العنف على من وصفتهم بالمندسين.

وفي الأثناء دخلت المرجعية الشيعية على خط التطورات في محافظة البصرة، وحذرت من عدم معالجة الأمور في المحافظة، في حين رفضت إطلاق الرصاص على المتظاهرين، وفي الوقت ذاته دانت الاعتداء على قوى الأمن والممتلكات الخاصة والعامة.

المصدر : الجزيرة + وكالات