نيران المتصارعين بالعاصمة الليبية تحصد المدنيين

Armed forces allied to internationally recognised government fight with armed group in Tripoli, Libya September 21, 2018. REUTERS/Hani Amara
مسلحون موالون لحكومة الوفاق خلال اشتباكات مع كتائب قادمة من خارج العاصمة طرابلس (رويترز)

حصدت المواجهات المسلحة في العاصمة الليبية طرابلس أرواح المزيد من المدنيين. ولم تظهر أي بوادر لانتهاء التصعيد العسكري المستمر منذ شهر تقريبا.

فقد أفاد مراسل الجزيرة في ليبيا بأن أفراد عائلة من أربعة أشخاص قتلوا الأحد إثر سقوط قذيفة عشوائية أثناء تجدد الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة بين قوات الأمن المركزي المعروفة باسم كتيبة أبو سليم الموالية لحكومة الوفاق الوطني، وبين لواء الصمود الموالي لحكومة الإنقاذ السابقة في طريق المطار جنوبي طرابلس.

كما اندلعت اشتباكات في منطقة وادي الربيع جنوبي العاصمة بين قوات اللواء السابع مشاة من ترهونة والمتحالف مع لواء الصمود وبين كتائب مسلحة أخرى من طرابلس. وأجْلت فرق الهلال الأحمر عشرات العائلات العالقة في مناطق عدة جنوبي المدينة.

وكان تسعة أشخاص قتلوا أثناء مواجهات السبت في منطقتي وادي الربيع وطريق المطار، مما رفع حصيلة الضحايا منذ بدء المعارك يوم 26 أغسطس/آب الماضي إلى 115 قتيلا وأكثر من 380 جريحا، وكثير من الضحايا مدنيون. كما أن هناك 17 مفقودا، وفق وزارة الصحة الليبية.

وتسبب القتال في الأطراف الجنوبية والجنوبية الشرقية للعاصمة الليبية في نزوح أكثر من 19 ألف شخص. وفضلا عن القتلى والجرحى، خلفت المواجهات خسائر مادية كبيرة، وشمل ذلك تضرر خزانات وقود وتوقف مطار معيتيقة عن العمل حيث تم تحويل الرحلات إلى مدينة مصراتة (200 كلم شرق العاصمة).

وكانت المعارك قد اندلعت حين هاجم اللواء السابع مشاة القادم ترهونة (65 كلم جنوب شرق العاصمة) ولواء الصمود القادم من مدينة مصراتة؛ جنوبي طرابلس رافعين شعار تطهير المدينة من حكم "المليشيات" التي يتهمونها بالفساد، لتدخل الكتيبتان في مواجهات مع كتائب أخرى موالية لحكومة الوفاق على غرار كتيبة ثوار طرابلس وكتيبة النواصي وكتيبة أبو سليم.

‪منزل متضرر من المواجهات الجارية جنوبي طرابلس‬ (رويترز)
‪منزل متضرر من المواجهات الجارية جنوبي طرابلس‬ (رويترز)

المسار الأمني
وواصلت الأطراف المتصارعة في العاصمة الليبية الاقتتال فيما بينها متجاهلة دعوات محلية ودولية لحقن الدماء والالتزام باتفاق وقف إطلاق النار المُبرم في الرابع من الشهر الحالي برعاية أممية.

وقد دعا عضو المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني محمد عماري البعثة الأممية في ليبيا إلى تفعيل المسار الأمني لحل أزمة هذا البلد.

وطالب عماري خلال لقائه في طرابلس ستيفاني وليامز نائبة رئيس بعثة الأمم المتحدة للشؤون السياسية، بألا تقتصر الترتيبات الأمنية على عدد محدود من الشخصيات الأمنية والعسكرية.

وأكد أنه ناقش مع المسؤولة الأممية إعادة تشكيل حكومة الوفاق لتشمل كل الأطراف، وقال إنها أبلغته بأن البعثة ستشكل لجنة استشارية، وستتواصل مع جميع الأطراف لإشراكها في اتخاذ القرارات الأمنية والعسكرية.

وبالتزامن دعا عمداء بلدات طرابلس ومصراتة إلى تنفيذ الترتيبات الأمنية المتفق عليها. وكانت حكومة الوفاق قد دعت الأمم المتحدة إلى اتخاذ إجراءات عملية أكثر حزما وفاعلية لحماية المدنيين ووضع حد للمعارك في محيط العاصمة طرابلس، ورأت أطراف ليبية في هذه الدعوة استدعاءً لتدخل خارجي.

المصدر : الجزيرة + وكالات