انهيار الهدنة بطرابلس وحكومة السراج تكلف قوة بالتهدئة

A damaged car is seen during clashes between rival factions in Tripoli, Libya, August 30, 2018. REUTERS/Hani Amara
سيارة مدمرة جراء الاشتباكات بين مجموعات مسلحة جنوب طرابلس(رويترز)

تجددت الاشتباكات بين مجموعات مسلحة جنوب العاصمة الليبية طرابلس مساء أمس الخميس، وذلك بعد ساعات فقط من إعلان وقف لإطلاق نار كان مفترضا أن ينهي اشتباكات أودت بحياة 27 شخصا، وقال أحمد معيتيق نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني إن المجلس كلف قوة عسكرية لفض النزاع بين طرفي القتال.

وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن الاشتباكات التي اندلعت منذ الاثنين الماضي بين كتيبة ثوار طرابلس ومن يدعمها من الكتائب بالعاصمة، وهي تتبع لحكومة الوفاق، وبين اللواء السابع المكون من مسلحين من ترهونة استؤنفت مساء الخميس، ولا سيما بمنطقة خلة الفرجان، وتحدث سكان عن إطلاق نيران بأسلحة ثقيلة ومدافع رشاشة.

ويتهم اللواء السابع ثوار طرابلس وكتيبة النواصي بمهاجمة نقاط تمركزه في الضاحية الجنوبية للعاصمة، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات فجر الاثنين استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.

وقال مسؤول محلي وصحافيون لوكالة الصحافة الفرنسية إن صاروخا سقط أمس الخميس على منزل بأحد أحياء ضواحي طرابلس، مما أسفر عن مقتل مراهقين اثنين، وتقول وزارة الصحة الليبية إنه منذ بدء المواجهات وحتى مساء الأربعاء قتل 27 شخصا، وأصيب 71 آخرون بجراح معظمهم مدنيون.

وأشارت مصادر طبية إلى أن عدد القتلى والجرحى مرشح للارتفاع، خاصة في صفوف المدنيين بسبب وجود حالات خطيرة.

المجلس الرئاسي
وقال نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق إن المجلس كلف قوة عسكرية في مناطق جنوب طرابلس لفض النزاع والاشتباك بين طرفي القتال، مشددا على أن "الدولة والمجلس الرئاسي لن يكونا مكتوفي الأيدي أمام هذه المواجهات".

وكلف رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج قوات من مناطق غرب ليبيا (الزنتان) ووسطها (مصراتة) بالسهر على احترام وقف إطلاق النار جنوب طرابلس، وتتمثل مهمة هذه القوات خصوصا في ضمان انسحاب مسلحي الجانبين من خطوط الجبهة، و"عودة الحياة الطبيعية" إلى الأحياء التي تأثرت بالمعارك.

وأضاف السراج، الذي يتولى أيضا منصب القائد الأعلى للجيش، إن الوحدات العسكرية المكلفة بفض النزاع ستغادر العاصمة بعد انتهاء مهمتها المقرر في نهاية سبتمبر/أيلول المقبل.

في سياق متصل، قالت سفارات إيطاليا وفرنسا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة بليبيا في بيان مشترك إنها قلقة إزاء المعارك التي شهدتها طرابلس ومحيطها، والتي تزعزع استقرار الوضع وتعرض للخطر أرواح مدنيين أبرياء، ودعت السفارات الأطراف المعنية للتعاون من أجل إعادة الهدوء، وبدء حوار سلمي.

ومنذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011، تشهد طرابلس صراع نفوذ بين مليشيات تتباين أجنداتها وولاءاتها.

المصدر : الجزيرة + وكالات