مشهد يتكرر.. إجلاء مقاتلي درعا والقنيطرة

تواصلت اليوم السبت عملية إجلاء مسلحي المعارضة من محافظتي درعا والقنيطرة في جنوب سوريا باتجاه ريف إدلب بشمال البلاد، بمقتضى اتفاق بين فصائل الثورة والجانب الروسي.

وينص الاتفاق على استسلام الفصائل عمليا وتسليم أسلحتها الخفيفة والمتوسطة، وعودة المؤسسات الرسمية إلى العمل في جنوب البلاد وإجلاء المقاتلين الذين يرفضون هذا الاتفاق إلى شمال سوريا.

وتشمل عملية الإجلاء المسلحين الرافضين للتفاوض مع الحكومة السورية، وتجري بإشراف القوات الروسية والهلال الأحمر السوري.

وقدر مصدر أمني سوري عدد المسلحين المقرر إخراجهم من بلدة محجة بشمال درعا بـ 150 عنصرا إضافة إلى 250 شخصا من عائلاتهم.
 
وفي ريف محافظة القنيطرة المجاورة بدأت الاستعدادات لإجلاء الدفعة الأخيرة من مسلحي المعارضة بعد إجلاء 2767 شخصا أمس الجمعة.

وقد وصلت الدفعة الأولى من مهجَّري القنيطرة إلى مناطق سيطرة المعارضة في ريفي حماة وإدلب شمال البلاد.

تفجير المقار
وتواصل المعارضة السورية المسلحة تفجير مقار قيادتها في مدينة القنيطرة المدمرة، بمحاذاة خط وقف إطلاق النار بالجولان السوري المحتل، استعدادا لإخلاء المنطقة بالكامل خلال اليومين القادمين.

ومن المتوقع أن تعيد قوات النظام سيطرتها قريبا على معبر القنيطرة، وهو المعبر الوحيد على خط وقف إطلاق النار مع الجانب الذي تحتله إسرائيل في الجولان.

وأفاد مراسل الجزيرة بأن قوات النظام السوري وصلت لأول مرة إلى الشريط الحدودي مع الجولان السوري المحتل، بعد سيطرتها على تل الأحمر الغربي، وهو من المناطق التي كانت تسيطر عليها المعارضة المسلحة منذ عام 2011.

في هذه الأثناء، أعلن الجيش السوري انتشاره في المناطق التي أخلتها فصائل المعارضة المسلحة في القنيطرة، مشيرا إلى أن وحداته العاملة في المنطقة الجنوبية سيطرت على عدد من التلال والقرى والبلدات في المنطقة الممتدة بين ريفي درعا والقنيطرة.

في السياق ذاته، حصلت الجزيرة على صور جوية تظهر مناطق المعارضة المسلحة في "درعا البلد"، المعروفة في أوساط السوريين بـ"مهد الثورة السورية".

وتـظهر الصور حجم الدمار الهائل الذي خلفه قصف طائرات النظام للأحياء السكنية والمنشآت العامة والبنية التحتية، وخصوصا في حي المنشية الذي شهد المواجهات الأعنف بين المعارضة المسلحة وقوات النظام.

وشهد هذا الحي على مدار سنوات عشرات المحاولات العسكرية لقوات النظام من أجل السيطرة عليه، إلى أن انتهى المطاف بدخولها إليه إثر اتفاق مع المعارضة برعاية روسيا.

هجوم واسع
وكانت القوات السورية شنت هجوما واسعا في 19 يونيو/حزيران الماضي لاستعادة مناطق سيطرة الفصائل في جنوب البلاد.

وقد تمكنت من استعادة أكثر من 90% من محافظة درعا، قبل أن تباشر هجومها على محافظة القنيطرة.
 
ولا يزال هناك جيب صغير يسيطر عليه فصيل تابع لتنظيم الدولة الإسلامية في ريف درعا الجنوبي الغربي.
 
وقتل 26 مدنيا في قصف جوي عنيف استهدف الجمعة هذا الجيب، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
 
وأوضح المرصد أن معارك السبت في هذه المنطقة أوقعت 13 قتيلا في صفوف القوات الموالية للنظام، بينهم ثمانية قتلوا في انفجار سيارة مفخخة.

المصدر : الجزيرة + وكالات