وسط دعوات للوحدة وتوعد بالثأر تونس تشيع قتلى الأمن

People walk beside the ambulance transporting the coffin of Anis El Werghi, a Tunisian security forces member, who was killed in an ambush in the northwest of the country, during his funeral in Tunis, Tunisia July 9, 2018. REUTERS/Zoubeir Soussi
تشييع الضحايا كل في مسقط رأسه بعد تأبين جماعي لهم في قاعدة الحرس الوطني بالعوينة (رويترز)

واكبت الدعوة للوحدة والتوعد بالثأر تشييع تونس أمس الاثنين ستة من رجال الأمن قتلوا في هجوم مسلح قرب الحدود الجزائرية هو الأعنف منذ سنتين وتبنته "كتيبة عقبة ابن نافع" المرتبطة بتنظيم القاعدة
    
وجرى تأبين القتلى في قاعدة الحرس الوطني بمنطقة العوينة في العاصمة تونس بحضور وزير الداخلية بالنيابة غازي الجريبي، ومسؤولين وأقرباء الضحايا.
    
ونقلت جثامين القتلى من القاعدة العسكرية إلى مسقط رأس كل منهم، حيث ووريت الثرى في جنازات حاشدة شارك في كل منها مئات المشيعين. 
 
وجرى تشييع جنازة العنصر الأمني الشاب العربي القيزاني في موكب تقدمه عناصر من الأمن بسلاحهم في منطقة دوار هيشر بالحي الشعبي القريب من العاصمة الذي شهد منذ سنوات عمليات توقيف عناصر مسلحة.
    
وفي البيت الذي كان القيزاني بصدد بنائه وتجهيزه انهارت والدته الأرملة وهي تنتحب فوق النعش الذي لف بالعلم التونسي، بعد أن فقدت معيل العائلة الوحيد.
 
وعقد اجتماع أمني الاثنين في قصر الحكومة بالقصبة برئاسة رئيس الحكومة يوسف الشاهد وحضور وزيري الداخلية والدفاع الوطني وعدد من القيادات الأمنية والعسكرية.

ووفقا لبيان رئاسة الحكومة المنشور في موقعها على فيسبوك، فإن الغرض من الاجتماع هو متابعة العمليات الجارية منذ أول أمس الأحد الذي وقع فيه الهجوم "لتعقب المجموعة الإرهابية في المناطق الجبلية الحدودية إثر العملية الغادرة".    

وفي أول تعليق له على الهجوم قال رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد في بيان له "سنثأر لأبنائنا في أقرب وقت، ولن يهدأ لنا بال حتى نقضي نهائيا على الإرهابيين".

وأضاف "الحرب على الإرهاب طويلة المدى، ربحنا فيها معارك مهمة، وكسبنا جولات كبيرة، لكن بعض المجموعات اليائسة والمعزولة قامت اليوم بهذه العملية الغادرة".

‪والدة أحد الضحايا تبكي ابنها الشاب لدى تشييعه‬  (رويترز)
‪والدة أحد الضحايا تبكي ابنها الشاب لدى تشييعه‬  (رويترز)

تمشيط وتقييم
أما رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي الذي عاد مساء أمس الاثنين رجال الأمن الجرحى في المستشفى فدعا في أول تصريح علني له منذ الهجوم إلى الوحدة.
    
وقال السبسي في تصريح عبر التلفزيون "الآن نحن مسيطرون نسبيا على الوضع و"نريد من التونسيين أن يكونوا متضامنين".
    
وأضاف "دعوت لانعقاد مجلس الأمن القومي، وسنستمع للشهود وللفنيين، خاصة لآمر الحرس الوطني لنعرف بالضبط ما حصل، والتقييم الذي سنقوم به سيمكننا من تجاوز نقاط الضعف إن وجدت".

ونددت أحزاب تونسية -ومنها حزبا النهضة ونداء تونس ومنظمات ونقابات- بالهجوم، ودعا حزب النهضة إلى "التمسك بالوحدة الوطنية وتعزيزها".
    
وقال حزب نداء تونس إن معركة بلادنا ضد الإرهاب التي طالما أكدنا أنها معركة طويلة وشاقة تتطلب دعم المؤسسة الأمنية والعسكرية بعيدا عن كل التجاذبات السياسية والحسابات الفئوية الضيقة.
    
وفي محافظة سيدي بوزيد نظم العشرات من رجال الأمن وقفة احتجاجية وسط المدينة للتنديد بالهجوم، مطالبين السلطات بتزويدهم بـ"العتاد اللازم".
    
في غضون ذلك، قال الناطق الرسمي باسم الحرس الوطني العقيد حسام الدين الجبابلي إن ثلاثة جرحى من الأمنيين نقلوا إلى المستشفى العسكري في تونس، و"حالتهم مستقرة"، مؤكدا أن عمليات التمشيط والبحث التي انطلقت أول أمس لا تزال مستمرة. 
    
يذكر أن حالة الطوارئ لا تزال سارية في تونس منذ الاعتداءات الدامية التي وقعت في 2015 عندما استهدفت اعتداءات متحف باردو بالعاصمة وفندقا في سوسة مخلفة ستين قتيلا، منهم 59 سائحا أجنبيا.

المصدر : وكالات