إدلب السورية على موعد جديد مع المجازر

ارتفعت إلى خمسين قتيلا حصيلة ضحايا غارات يرجح أنها روسية على بلدة زردنا في إدلب شمالي غربي سوريا لتستعيد هذه المحافظة أجواء الرعب والمجازر بعد أشهر ساد خلالها هدوء نسبي.

ووقعت الغارات الجوية مساء الخميس بعيد الإفطار، واستهدفت أحياء سكنية وسط البلدة، وكان من بين القتلى نحو عشرين طفلا وامرأة. كما أصيب نحو ثمانين بجروح متفاوتة الخطورة. وقال الدفاع المدني إن ثلاثة من عناصره قتلوا عندما كان يُجْلون الجرحى من المنطقة المستهدفة.

وقد اتهمت المعارضة السورية وناشطون القوات الروسية باستهداف المنطقة، في حين نفت وزارة الدفاع الروسية استهداف أي مناطق في ريف إدلب، وتحدثت عن اشتباكات وقعت في البلدة بين هيئة تحرير الشام وجماعات مسلحة أخرى.

وإدلب مشمولة باتفاق خفض التصعيد، وهي تعيش منذ أشهر هدوءا نسبيا منذ بدأ الجيش التركي ينشر نقاط مراقبة فيها بموجب الاتفاق المذكور، وكانت تعرضت قبل ذلك لموجات عنيفة من القصف الجوي.

وقال مراسل الجزيرة ميلاد فضل إن الغارات وقعت بعد نحو ساعة ونصف الساعة من موعد الإفطار، وإن جلّ القتلى من الأطفال والنساء، مؤكدا أنه لا توجد أي مقار عسكرية بالبلدة، وأن كل الضحايا من المدنيين. وأوضح أن غارة أولى استهدفت منطقة سكنية مخلفة عددا من الضحايا، وحين تجمع الأهالي لإسعاف المصابين وانتشال القتلى عادت الطائرة المهاجمة لتقصف المنطقة نفسها.

وتابع المراسل أن مراصد المعارضة أكدت أن الطائرة روسية خرجت من مطار حميميم في ريف اللاذقية، لكنه أشار إلى أن طريقة الاستهداف ربما تكون هي نفسها التي اتبعها طيران النظام السوري سابقا في إدلب على غرار ما وقع قبل نحو عام في بلدة أرمناز.

undefined

جريمة حرب
وقد طالبت منظمة العفو الدولية (أمنستي) روسيا وسوريا بإنهاء الهجمات المباشرة على المدنيين والهجمات العشوائية فورا، ووصفت الهجوم على قرية زردنا بأنه جريمة حرب، والأكثر دموية في إدلب هذا العام.

ودعت المنظمة إلى إجراء تحقيق مستقل في الضربة الجوية التي قالت إن طائرات روسية نفذتها على إدلب، مطالبة بتقديم المسؤولين عن جرائم الحرب إلى العدالة.

وقالت إن الطائرات الروسية نفذت هجوما في قرية زردنا بإدلب، مما أسفر عن عشرات القتلى. واعتبرت المنظمة الهجوم المتعمد على المدنيين انتهاكا للقانون الإنساني، ووصفته بجريمة حرب.

وأشارت العفو الدولية إلى تقارير تفيد بأن الهجوم كان ضربة مزدوجة، إذ تبع الهجوم الأول بالطائرات هجوم ثان استهدف عمال الإنقاذ وآخرين هُرعوا لمساعدة المصابين.

المصدر : الجزيرة