صواريخ التحالف تلاحق الفارين من الحديدة

يواصل آلاف السكان النزوح من مدينة الحديدة غربي اليمن جراء المعارك الدائرة على أبوابها وغارات التحالف الإماراتي السعودي التي استهدفت مجددا نازحين مما أسفر عن قتلى وجرحى.
وفي ظل القتال الدائر عند الأطراف الجنوبية لمدينة الحديدة وسعي القوات الحكومية للسيطرة على الميناء بإسناد جوي من التحالف، تستمر قوافل النازحين في مغادرة الحديدة إلى محافظات شمالية على غرار صنعاء وحجة والمحويت وأخرى جنوبية مثل تعز وعدن.
ومؤخرا تحدثت الأمم المتحدة عن نزوح 5200 عائلة من محافظة الحديدة جراء الهجوم الذي تشنه قوات يمنية يدعمها التحالف الإماراتي السعودي، وهناك تقارير عن ارتفاع عدد النازحين من الحديدة إلى نحو خمسين ألفا، في حين يعاني نحو نصف مليون من سكان المدينة ومحيطها من ظروف قاسية خاصة مع انقطاع الخدمات الأساسية كالكهرباء ومياه الشرب النقية.
وقال عاملون في مجال الإغاثة إنّ المتطلبات الإنسانية للنازحين كبيرة جدا، وإنه لم تقدّم أي جهة دولية أي مساعدات باستثناء منظمة اليونيسف وجهات محلية.
 
في الأثناء، قالت مصادر محلية للجزيرة إن خمسة نازحين قتلوا اليوم في غارة للتحالف على حافلة بمدينة الحديدة، بينما نقلت وكالة سبأ الخاضعة للحوثيين عن مصدر أمني أن 11 آخرين قتلوا في الغارة التي استهدفت حافلة تقل نازحين على الطريق بين مديريتي الجراحي وزبيد.
وتأتي هذه الغارة بعد يوم واحد من مقتل تسعة مدنيين بينهم نساء وأطفال وإصابة عشرين آخرين، في قصف لطائرات التحالف السعودي الإماراتي على حي البريد السكني في عَمران شمال محافظة صنعاء.
وكشفت المصادر عن سقوط قتلى وجرحى من مسلحي الحوثي في الغارات التي استهدفت مبنى إدارة أمن محافظة عمران ومؤسسة الاتصالات في المحافظة.
 

مساعي التسوية

سياسيا، يجري المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث اليوم محادثات في عدن مع الرئيس عبد ربه منصور هادي سعيا لإرساء حوار بين أطراف الصراع يؤدي إلى تسوية سياسية تنهي الحرب المستمرة في البلاد منذ مارس/آذار 2015.
وكان غريفيث زار مؤخرا صنعاء والتقى مسؤولين في الحكومة الخاضعة للحوثيين، لكن المحادثات لم تسفر عن تقدم.
 
وفي الرياض، تحدث وزير الخارجية اليمني خالد اليماني أمس عن "مقترح على الطاولة" لكنه شدد على ضرورة انسحاب الحوثيين من الساحل الغربي.
 
ونُقل عن الحوثيين مؤخرا أنهم أبدوا استعدادا لتمكين الأمم المتحدة من الإشراف على عائدات ميناء الحديدة، لكنهم رفضوا في المقابل تسليمه أو المدينة، بينما جددت الإمارات اليوم القول إن الحل رهين انسحاب الحوثيين من الحديدة.
وقال مسؤول أميركي إن واشنطن تحث الإمارات والسعودية على القبول بالمقترح المتمثل في إشراف الأمم المتحدة على الميناء.
من جهتها، قالت الخارجية الفرنسية اليوم إن باريس ستحتضن غدا الأربعاء اجتماعا للخبراء الدوليين بشأن الوضع الإنساني في اليمن، وأكدت أن الهدف هو تفقد الأوضاع الإنسانية في اليمن، وإيجاد حلول مناسبة، وشددت على رفع كل العراقيل التي تحول دون وصول المساعدات لكل مناطق اليمن.
 
وأكدت باريس أن الوضع في ميناء الحديدة -الذي تمر عبره 80% من المساعدات الإنسانية إلى اليمن- سيحظى بمتابعة خاصة. ويأتي الموقف الفرنسي بعد مطالبة وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أمس خلال اجتماعهم في لوكسمبورغ بوقف تلك الحرب.
المصدر : الجزيرة + وكالات