الأسد: روسيا لا تملي علينا القرارات

الرئيس السوري يدلي بمقابلة هي الأولى منذ العام 2015 لصحيفة بريطانية هي ميل أون صنداي
بشار الأسد: كنا على وشك التوصل لمصالحة بجنوب سوريا قبل أسبوعين لولا تدخل الغرب (ميل أون صنداي)

نفى الرئيس السوري بشار الأسد أن تكون روسيا تملي عليه القرارات، وقال إن من الطبيعي أن توجد اختلافات في وجهات النظر بين الحلفاء، وهاجم الأسد في مقابلة مع صحيفة ميل أون صنداي البريطانية التدخلات الأميركية والبريطانية في سوريا، واعتبر أن الغرب يمارس "سياسة استعمارية، وهي ليست جديدة".

وقال الرئيس السوري في معرض رده على سؤال عما إذا كانت موسكو تتحكم في تحركات سوريا الدبلوماسية والعسكرية إن "سياستهم (الروس) وسلوكهم وقيمهم لا تقضي بالتدخل أو الإملاء، إنهم لا يفعلون ذلك، لدينا علاقات جيدة مع روسيا منذ نحو سبعة عقود، وعلى مدى هذه الفترة، وفي كل علاقاتنا لم يحدث أن تدخلوا أو حاولوا أن يملوا علينا شيئا، حتى لو كانت هناك اختلافات".

غير أن الأسد استدرك قائلا إنه من الطبيعي أن تكون هناك اختلافات بين مختلف الأطراف المتحالفة سواء بين روسيا وسوريا، أو سوريا وإيران أو إيران وروسيا، و"لكن في المحصلة فإن القرار الوحيد حول ما يحدث في سوريا وما سيحدث هو قرار سوري".

احتكاك روسي إيراني
وذكرت رويترز الثلاثاء الماضي أن نشر قوات روسية في سوريا قرب الحدود مع لبنان تسبب في احتكاكات مع قوات موالية لإيران، فيما بدا أنها من المرات النادرة التي تتصرف فيها روسيا دون تنسيق مع حلفاء الأسد المدعومين من إيران.

وينظر البعض لدعوات موسكو في الفترة الأخيرة لجميع القوات غير السورية بمغادرة الجنوب السوري باعتبارها تستهدف إيران إلى جانب قوات أميركية متمركزة في منطقة التنف على الحدود السورية العراقية.

وكان الدعم الروسي والإيراني حاسما في إنقاذ نظام بشار الأسد، إذ استعادت قوات النظام والقوات المتحالفة معها في السنوات القليلة الماضية نصف مساحة البلاد.

غير أن اختلاف أهداف حلفاء نظام الأسد أصبح أكثر وضوحا في الفترة الأخيرة مع ضغط إسرائيل على روسيا لضمان ألا تمد إيران وحلفاؤها نفوذهم العسكري في سوريا وخصوصا في المنطقة القريبة من هضبة الجولان المحتلة.

التدخلات الأجنبية بسوريا
وقال الأسد في أول مقابلة مع صحيفة بريطانية منذ 2015 إنه يتوقع انتهاء الحرب السورية في "أقل من سنة"، وأكد مجددا أن هدفه هو تحرير "كل شبر من سوريا"، ويرى الرئيس السوري أن تدخل قوى أجنبية مثل بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا يطيل أمد الصراع، ويبطئ التوصل إلى حل في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في جنوب غرب سوريا.

وأوضح الرئيس السوري قائلا "كنا على وشك التوصل إلى مصالحة في جنوب سوريا قبل أسبوعين فقط، لكن الغرب تدخل وطلب من الإرهابيين عدم المضي في هذا المسار كي يطيل أمد الصراع بسوريا"، وتطلق دمشق وصف "الإرهابيين" على جميع فصائل المعارضة لحكم الأسد.

وحذرت إسرائيل مرارا من أنها لن تقبل وجودا إيرانيا راسخا في سوريا، ونسب إلى إسرائيل ضربات جوية عدة استهدفت مواقع للنظام السوري في السنوات الماضية، وأعلن الشهر الماضي شن ضربات إسرائيلية غير مسبوقة على مواقع قيل إنها تدار من قبل طهران في سوريا.

ونفى بشار الأسد أن تكون موسكو على علم مسبق بالضربات الجوية الإسرائيلية رغم التعاون الوثيق بين تل أبيب وموسكو، وقال في مقابلته مع الصحيفة "روسيا لم تقم إطلاقا بالتنسيق مع أي جهة ضد سوريا سواء سياسيا أو عسكريا، فهذا تناقض".

وأضاف الرئيس السوري "كيف يمكنهم مساعدة الجيش السوري في تحقيق التقدم، وفي الوقت نفسه يعملون مع أعدائنا على تدمير جيشنا؟".

المصدر : وكالات