الحكومة اليمنية تدرس طرد الإمارات من التحالف

نقلت وكالة أسوشيتد برس الأميركية عن مسؤول يمني أن حكومته تدرس بعث رسالة إلى الأمم المتحدة تطالب بطرد الإمارات من التحالف العربي، فيما قال مصدر يمني للجزيرة إن الاجتماع الأول بين اللجنة السعودية والحكومة اليمنية بأرخبيل سقطرى اليمنية انتهى دون نتائج، وذلك عقب نشر الإمارات المئات من قواتها في الجزيرة دون موافقة الحكومة اليمنية.

وأضاف المصدر أن اللجنة السعودية غادرت سقطرى بالفعل، وأن الحكومة اليمنية أبلغت اللجنة السعودية بضرورة مغادرة القوات الإماراتية الأرخبيل.

وفي وقت لاحق، قالت الحكومة اليمنية إن الإجراء العسكري الإماراتي في جزيرة سقطرى غير مبرر، وإن ما حدث يعد انعكاسا لحالة الخلاف بين الشرعية والإمارات وخللا في العلاقة بينهما, وأن تصحيحه مسؤولية الجميع.

وقال البيان إن ثلاث طائرات عسكرية إماراتية تحمل عربات مدرعة ودبابات وأكثر من خمسين جنديا وصلت سقطرى، وإن القوة الإماراتية قامت بالسيطرة على منافذ مطار سقطرى ومينائها وإبلاغ الموظفين بانتهاء مهمتهم.

وقالت الحكومة اليمنية إنها أوضحت للوفد السعودي أن الاستيلاء على المطار والميناء لا يدخل في إطار مفهوم التعاون، وأن استمرار الخلاف بين الشرعية والإمارات قد أثر سلبا على الشارع اليمني.

وكانت وكالة أسوشيتد برس نقلت عن مسؤول يمني طلب عدم كشف اسمه أن الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي تدرس بعث رسالة إلى الأمم المتحدة تطلب فيها إنهاء المشاركة الإماراتية في التحالف العربي، الذي تدخل عام 2015 لدعم الشرعية بعد سيطرة الحوثيين وقوات الرئيس السابق الراحل علي عبد الله صالح على مقاليد السلطة في صنعاء.

وردا على سؤال عما إذا كانت تحركات أبو ظبي في سقطرى نوعا من الاحتلال، قال المسؤول اليمني "ماذا يمكن أن نسمي ذلك؟".

الرئيس هادي
وأشارت وكالة الأنباء الأميركية إلى أن مسؤولين بمكتب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، قالوا إن اقتراح بعث رسالة للأمم المتحدة تطالب بإنهاء دور الإمارات في التحالف لم يلق ترحيبا من الرئيس هادي الذي يتخوف أن يثير الأمر غضب السعودية. وقد طلب المسؤولون في مكتب هادي عدم الكشف عن هويتهم لأنهم غير مخولين بالحديث للإعلام.

وعقب سيطرة الحوثيين وقوات صالح على الحكم في صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014، طلب الرئيس اليمني في رسالة إلى الأمم المتحدة السماح للتحالف العربي -الذي تقوده السعودية- بالتدخل في اليمن عسكريا لإعادة الشرعية، وهو ما وافقت عليه المنظمة في قرار تحت رقم 2216.

وفي سياق متصل، ذكر مصدر يمني أن الحكومة اليمنية أبلغت اللجنة السعودية بضرورة مغادرة القوات الإماراتية سقطرى التي تبعد نحو 350 كلم عن السواحل الجنوبية لليمن في المحيط الهندي، وأضاف أن الحكومة لديها أوامر رئاسية بالبقاء في سقطرى حتى إنهاء المشكلة.

undefined

وكان مصدر حكومي يمني قال في وقت سابق إن قوات إماراتية احتلت مطار سقطرى وميناءها أثناء وجود مسؤولي الحكومة، معتبرا ما قامت به الإمارات في سقطرى عملا عدائيا. ونشرت الإمارات -وهي عضو أساسي في التحالف- في الأيام القليلة الماضية قرابة ثلاثمئة جندي ودبابات ووحدات من المدفعية في سقطرى، التي ظلت منذ اندلاع الحرب اليمنية بعيدة عن جبهات القتال بين قوات الحكومة والتحالف، وبين الحوثيين وقوات صالح.

بن دغر
وقد التقى رئيس الحكومة اليمنية أحمد عبيد بن دغر اللجنة السعودية بقيادة اللواء أحمد عبد الرحمن الشهري فور وصولها إلى أرخبيل سقطرى الجمعة، للاطلاع على الإجراءات العسكرية التي اتخذتها الإمارات حديثا في الجزيرة.

وقد خرجت في مدينة حَديبو العاصمة الإدارية لمحافظة أرخبيل سقطرى مظاهرة نسائية مؤيدة للرئيس هادي والحكومة الشرعية، ومنددة بسيطرة القوات الإماراتية على المطار وإشعال أزمة في الجزيرة المسالمة. وجابت المظاهرة شوارع المدينة، ووصلت إلى أمام مقر إقامة رئيس الحكومة وأعضائها، ورفعت المشارِكات الأعلام الوطنية اليمنية وصور الرئيس هادي ولافتات كتب عليها "سقطرى يمنية".

يشار إلى أن الخلاف بين الحكومة اليمنية والإمارات بدأ يتفاقم منذ عام، بعد إقالة الرئيس هادي محافظ عدن (جنوبي اليمن) عيدروس الزبيدي المحسوب على الإمارات، في حين اتهم عدد من وزراء الحكومة في الأشهر الماضية القوات الإماراتية بدعم ما أسموها الجيوش المناطقية خارج إطار الدولة.

المصدر : أسوشيتد برس + الجزيرة