التيار الصدري في المقدمة.. هل تقيد إيران خياراته؟

ذكرت وكالة أسوشيتد برس أن إيران تعمل على تقويض مقتدى الصدر الذي بدأ مباحثات تشكيل تحالفات برلمانية لتشكيل حكومة تركز على "سيادة العراق".

ونقلت الوكالة عن قيادي في المليشيات الشيعية -طلب عدم الكشف عن اسمه- أن طهران أرسلت القيادي في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني إلى العراق لتشكيل تحالف يواجه الصدر.

وأضاف أن "إيران لا تقبل بتشكيل كتلة شيعية تمثل تهديدا لمصالح طهران. هذا خط أحمر".

يشار إلى أن الصدر التقى زعيم كتلة "النصر" رئيس الوزراء حيدر العبادي، وبحثا تشكيل تحالف بين قائمتيهما.

وقد توافق الصدر والعبادي خلال مؤتمر صحفي مشترك في نهاية اللقاء التشاوري على انفتاحهما على كل التشكيلات السياسية التي ترغب في الانضمام إلى الحكومة المقبلة.

من جهته، قال الصدر الذي يتزعم كتلة "سائرون" إن اللقاء يوجه رسالة واضحة للعراقيين بأن الحكومة المقبلة ستكون حكومة تمثل الجميع وترعى الشعب العراقي بكامل أطيافه وذات قرار سيادي.

بدوره أكد المتحدث باسم "سائرون" لأسوشيتد برس أن سيادة العراق ستكون من "المبادئ الإرشادية" للحكومة الجديدة.

وأضاف "نحذر أي بلد يسعى للانخراط في سياسات العراق أن لا يتجاوز الشعب العراقي".

خيارات محدودة
لكن رغم أن الصدر في موقع يسمح له بترشيح رئيس وزراء وتحديد الأجندة السياسية لأربع سنوات قادمة، فإن خياراته ستكون محدودة بسبب إيران، وفق أسوشيتد برس.

وتشير الوكالة إلى أن السلطة الشيعية البارزة في الشرق الأوسط لديها خط مباشر مع سياسيين متنفذين بالعراق، وبالتالي تعمل على تعبئتهم لتشكيل كتلة تقوّض الصدر.

كما أن إيران ما زالت تملك نفوذا في كتلة "النصر" بقيادة العبادي بوجود شخصيات عراقية متحالفة مع إيران.

ووفق دبلوماسي غربي فإن حلفاء إيران السياسيين في العراق سيحاولون الضغط على تلك الشخصيات للانسحاب من كتلة العبادي، وبالتالي انهيار ائتلاف الصدر، إذا لم تكن تشكيلة الحكومة متوائمة مع طهران.

علاقة معقدة
وتقول أسوشيتد برس إن علاقة الصدر بإيران تبدو معقدة، فرغم أنه يحتفظ بصلات مع القيادة الدينية والسياسية في إيران، فإنه استنكر خلال السنوات الأخيرة تدفق الذخيرة الإيرانية للمليشيات الشيعية بالعراق، في حين كان هو يحتفظ بمليشياته "كتائب السلام" في المدينة المقدسة بسامراء شمال بغداد.

كما أن مليشيات الصدر التي كانت تسمى جيش المهدي قاتلت القوات الأميركية، واشتبكت بقوة مع منظمة بدر المدعومة من قبل إيران خلال العقد الماضي.

لكن الصدر حاليا يدعو إلى استيعاب المليشيات في القوات الأمنية، وهي خطوة ربما لا تقبل بها إيران التي تبدو أيضا منزعجة من محاولات الصدر التقرب من السعودية والإمارات.

كما أن ظهور الصدر يهدد مزاعم إيران بأنها تتحدث باسم الشيعة في العراق، وهي سابقة ربما تؤدي إلى تشجيع حركات شيعية في أماكن أخرى إلى الاستقلال، كما أنه يهدد المناصب الوزارية الهامة التي تشكل مصدر قوة ونفوذ سياسي وعسكري لإيران.

المصدر : الجزيرة + أسوشيتد برس