خلال العقود الأربعة الماضية أصبحت جامعة بيرزيت، أبرز منابر التعليم في فلسطين، محورا للمقاومة للكثيرين من أهل الضفة الغربية.
للعام الرابع على التوالي، فازت كتلة الوفاء الإسلامية -الذراع الطلابي لحركة حماس– في انتخابات مجلس طلبة جامعة بيرزيت وسط الضفة الغربية، متقدمة بمقعد واحد على كتلة الشبيبة، الذراع الطلابي لحركة فتح.
وحاز القطب الطلابي التقدمي الممثل للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على 705 أصوات، وحصل على أربعة مقاعد.
وقال عميد شؤون الطلبة محمد الأحمد إن أكثر من 8400 طالب شاركوا في الانتخابات من أصل 11200 لهم حق الاقتراع، وبلغت نسبة التصويت 74%.
من جانبه، اعتبر رئيس جامعة بيرزيت عبد اللطيف أبو حجلة أن الجامعة أثبتت قدرتها على إقامة انتخابات حرة ونزيهة استقطبت اهتمام وسائل الإعلام المحلية والعالمية. واعتبر إنجاز الانتخابات فوزا للجميع وبداية لعمل جماعي منظم يخدم الطلبة والجامعة.
وتنافست أربع كتل طلابية تمثل فصائل حماس وفتح والجبهتين الشعبية والديمقراطية على 51 مقعداً تشكل مقاعد مؤتمر مجلس الطلبة للدورة القادمة. ولم تستطع كتلة الجبهة الديمقراطية الحصول على أصوات كافية للفوز بأي مقعد.
وينظر إلى انتخابات جامعة بيرزيت الواقعة قرب رام الله كمعبّر عن توجهات الشارع الفلسطيني في تأييده للفصائل الفلسطينية ومشاريعها السياسية.
ملاحقة واعتقال
وفي حديث للجزيرة نت، قال ممثل الكتلة الإسلامية يحيى ربيع إن فوزهم جاء في ظروف صعبة وتحت ملاحقة الاحتلال الإسرائيلي لعناصر الكتلة، وآخرهم رئيس مجلس الطلبة السابق عمر الكسواني الذي اختطف على أيدي قوة إسرائيلية خاصة من داخل الحرم الجامعي قبل شهرين.
وحسب ممثل الكتلة فإن 35 طالبا من عناصر وناشطي الكتلة الإسلامية معتقلون حاليا في سجون الاحتلال، ومعظمهم جرى اعتقالهم على خلفية نشاطهم الطلابي.
وفي بيان أصدرته بالمناسبة، اعتبرت حركة حماس أن فوز كتلة "الوفاء" يدلل على خيار الشارع الفلسطيني في الالتفاف على من يتبنى خيار المقاومة، "ومن يحافظ على الوحدة الوطنية وصيانة الثوابت ويرفض مشاريع تصفية القضية ورهنها للأجندة التي تتجاوز حقوق شعبنا".
وطالب البيان الأجهزة الأمنية بوقف "حملة الاعتقالات السياسية التي تشنها ضد طلبة الجامعات، التي أدت إلى أجواء غير صحية من حرية العمل الطلابي في الجامعات والمعاهد، حيث بلغت المئات منذ مارس (آذار) الماضي".
ودعا السلطة إلى تطبيق نموذج انتخابات الجامعة على الساحة السياسية الفلسطينية، والذهاب إلى انتخابات شاملة "تخرج الحالة الفلسطينية مما هي عليه الآن من ضعف وتفرد".