ما جديد قرار مجلس الأمن بشأن الصحراء الغربية؟
أقر مجلس الأمن الدولي أمس الجمعة مشروع قرار قدمته الولايات المتحدة يحث المغرب وجبهة البوليساريو على الانخراط في مفاوضات لإيجاد "حل سياسي واقعي وعملي ودائم لنزاع الصحراء الغربية". وأعلن مجلس الأمن دعمه لإعادة إطلاق المفاوضات بين طرفي نزاع الصحراء الغربية، كما جدد ولاية بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء بالصحراء الغربية (مينورسو) لمدة ستة أشهر فقط عوض سنة كما هو معتاد.
بالمقابل، قالت ممثلة الولايات المتحدة إيمي تاشكو إن بلادها تريد رؤية تقدم في نزاع الصحراء الغربية متواصل منذ 27 عاما، وترغب بحصول مفاوضات في الأشهر الستة المقبلة، واعتبرت فرنسا أن قرار مجلس الأمن يسمح بتجنب خطر التصعيد.
وكانت آخر جولات التفاوض بين المغرب وجبهة البوليساريو أجريت عام 2008 برعاية أممية، وقد فشلت بسبب تباين مواقف الطرفين بشأن حل النزاع.
المنطقة الغازلة
وفي مسعى لتخفيف التوتر الأخير بشأن المنطقة العازلة بالصحراء الغربية، دعا مجلس الأمن الأمين العام الأممي أنطونيو غوتيريش للتباحث مع الأطراف المعنية لمناقشة الترتيبات العسكرية التي تمس وقف إطلاق النار الساري منذ 1991 بين الطرفين وتشرف بعثة المينورسو على احترام وقف النار.
من جانبه قال المندوب المغربي الأممي عمر هلال إنه لن تكون هناك عملية سياسية ما دامت البوليساريو تنتهك وقف النار عبر وجودها بالشريط العازل في الكركرات، ودعا الجبهة إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن والانسحاب فورا، وقال "يجب على البوليساريو الامتناع عن اتخاذ أي إجراءات مزعزعة للاستقرار مثل نقل هياكلها الإدارية إلى بئر لحلو".
بالمقابل، أكد منسق جبهة البوليساريو مع بعثة المينورسو محمد خداد أن قرار مجلس الأمن بتجديد ولاية البعثة لمدة ستة أشهر فقط "يمثل نقطة تحول بالنسبة لقضية الصحراء الغربية". وكان المجلس يمدد عادة ولاية المينورسو لمدة عام كل مرة.
وأضاف خداد أن قرار المجلس يدل على اهتمامه الكبير بحل المسألة عبر التفاوض، مشيرا إلى أن "دعوة مجلس الأمن لتنظيم جولة خامسة من المفاوضات تحت رعاية مبعوث الأمم المتحدة هورست كولر مهمة جدا، لأن المجلس يشدد على أنها يجب أن تبدأ دون شروط مسبقة وبحسن نية".
وكان مبعوث الأمم المتحدة للصحراء الغربية وعد مجلس الأمن بإجراء جولة جديدة من المفاوضات عام 2018 دون تحديد تاريخ، ومن المتوقع أن يجري كولر قريبا جولة للدفع باتجاه المفاوضات بين طرفي النزاع، ويقول دبلوماسيون إنه من المتوقع أن تعقد جولة المفاوضات نهاية العام الحالي.
وتصر الرباط على سيادتها على الصحراء الغربية واقترحت منذ سنوات منحها حكما ذاتيا كحل سياسي للنزاع، في حين تتشبث البوليساريو بإجراء استفتاء لتقرير مصير المنطقة.