الجيش المصري يحول أرض الفيروز لمدينة أشباح

حصلت الجزيرة على صور حصرية من داخل سيناء (شمال شرقي مصر) توثق عمليات نسف منازل ومدارس بالمتفجرات، في إطار عملية الجيش المصري الشاملة التي بدأت قبل شهر.

وكشفت شهادات من داخل سيناء عن تجريف الجيش للأراضي واقتلاع أشجار الزيتون وشن حملة اعتقالات واسعة للرجال وعشرات السيدات.

ورغم التعتيم الإعلامي المفروضِ من السلطات، حصلت الجزيرة على صور حصرية توثّق غيضا من فيض مما يجرى في العملية العسكرية الشاملة بسيناء.

وكشفت الصور نسف منازل بالديناميت في مناطق شمال سيناء، ويقول الأهالي إن الجيش هدم عشرات المنازل دون إخطار قاطنيها الذين فروا مجبرين، وحلم العودة ربما يكون مستحيلا.

ولم تسلم المدارس أيضا، فوفقا لشهود عيان هدم الجيش عددا من المدارس في غرب ووسط رفح، منها مدرسة الرسم والوفاق والإمام علي ومدرسة المقرونتين وغيرها.

وبالتوازي مع القصف المدفعي وتهجير السكان وتجريف الأراضي واقتلاع أشجار الزيتون، لا تكف مروحيات الجيش عن التحليق على مستويات منخفضة سعيا لإحكام القبضة الأمنية. ومع شدة القصف على مناطق الأحراش وبلعا والمهدية والظهير والتومة والمقاطعة وغيرها، نزح مواطنون باتجاه الغرب وتمركزوا على أطراف رفح، ومنهم من اتجه ناحية الشيخ زويد.

شهر من العملية الشاملة في سيناء وقبلها خمسة أعوام ما انفك الجيش خلالها يؤكد أنه أحكم السيطرة، لكن الأرقام تتحدث عن مقتل نحو أربعين ضابطا ومجندا خلال العملية الأخيرة فقط التي بدأت الشهر الماضي.

وفي ظل عدم توفر مصدر مستقل للمعلومات في شمال سيناء، تبقى الحقيقة أسيرة روايتَيْ الجيش وبعض الأهالي.

هو إذن حصار كامل تفرضه الدولة على أهالي سيناء، وتبقى هذه الصور التي حصلت عليها الجزيرة وتخرج بشق الأنفس، شاهدة على تحوّل أرض الفيروز إلى مدينة أشباح.

المصدر : الجزيرة