مأساة الغوطة.. خروج المسلحين ومحنة المدنيين

قال التلفزيون السوري اليوم الجمعة إن جماعات من المعارضة المسلحة في مناطق جنوب الغوطة الشرقية وافقت على الانسحاب إلى محافظة إدلب شمال غربي سوريا مع عائلاتهم، بينما يتواصل إجلاء مقاتلي حركة أحرار الشام ومدنيين من مدينة حرستا غربي الغوطة.

وذكر التلفزيون الرسمي أن الاتفاق يتضمن مغادرة نحو سبعة آلاف شخص من بلدات زملكا وجوبر وعربين وعين ترما التي تقع داخل جيب محاصر في الغوطة، وتسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.

وكان فصيل فيلق الرحمن أعلن الخميس وقفا لإطلاق النار في مناطق سيطرته جنوب الغوطة لفتح المجال أمام مفاوضات نهائية للتوصل إلى حل ينهي المعاناة.

وقُتل ليلا في مدينتي زملكا وعربين أكثر من خمسين شخصا جراء قصف عنيف لطائرات روسية بقنابل النابالم الحارقة.

‪دفعة ثانية من مهجري مدينة حرستا بالغوطة الشرقية غادرو إلى إدلب‬ (رويترز)
‪دفعة ثانية من مهجري مدينة حرستا بالغوطة الشرقية غادرو إلى إدلب‬ (رويترز)

ويأتي إعلان الاتفاق في وقت تتواصل فيه عملية إجلاء مقاتلي حركة أحرار الشام ومدنيين من مدينة حرستا المعزولة في غرب الغوطة الشرقية. وكانت قد وصلت دفعة أولى من 1580 شخصا بينهم أكثر من 400 مقاتل معارض ليلا إلى محافظة إدلب في شمال غرب البلاد.

وانطلقت في حرستا الجمعة عملية خروج الدفعة الثانية من المهجرين. وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن أول حافلة تقل 64 شخصا، من ضمنهم تسعة مسلحين و17 امرأة و31 طفلا، قد غادرت حرستا، حسب الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الجماعة المعارضة والنظام السوري بوساطة روسية.

ويأتي ذلك بعد مغادرة 30 حافلة تقل 1580 شخصا، من ضمنهم 413 مسلحا، حرستا إلى إدلب مساء أمس الخميس، في إطار خروج دفعة أولى من المسلحين وعوائلهم من المدينة.

وتشن قوات النظام منذ 18 فبراير/شباط هجوما عنيفا على الغوطة الشرقية، بدأ بقصف عنيف ترافق لاحقا مع هجوم بري سيطرت خلاله على أكثر من 80% من هذه المنطقة.

وتمكنت قوات النظام من تقطيع أوصال الغوطة الشرقية إلى ثلاثة جيوب هي دوما شمالا تحت سيطرة فصيل جيش الإسلام، وبلدات جنوبية يسيطر عليها فصيل فيلق الرحمن، إضافة إلى حرستا التي تسيطر حركة أحرار الشام على الجزء الأكبر منها.

وخلال سنوات النزاع، شهدت مناطق سورية عدة بينها مدن وبلدات قرب دمشق عمليات إجلاء لآلاف المقاتلين المعارضين والمدنيين بموجب اتفاقات مع القوات الحكومية إثر حصار وهجوم عنيف، أبرزها الأحياء الشرقية في مدينة حلب في نهاية عام 2016.

المصدر : الجزيرة + وكالات