محللون: "ما خفي أعظم" أكد استهداف سياسة قطر الخارجية

قطر 96.. خبايا محاولة الانقلاب (الجزء الثاني)
تحقيق "قطر 96" كشف ضلوع ملك البحرين الحالي شخصيا في دعم وتمويل تنفيذ عمليات تخريبية داخل قطر (الجزيرة)

قال محللون وباحثون عرب وأجانب إن ما كشف عنه الجزء الثاني من تحقيق "قطر 96" التي بثته الجزيرة أمس الأحد ضمن برنامج "ما خفي أعظم" مهم للغاية ويظهر صدق الرواية القطرية عما وقع من محاولة للانقلاب على نظام الحكم في قطر في العام 1996 بمساعدة دول خليجية.

وذكر جورجيو كافييرو المدير التنفيذي لمركز تحليلات دول الخليج العربي بواشنطن في نشرة سابقة للجزيرة إن المعلومات التي كشفها تحقيق "ما خفي أعظم" مهمة جدا وتؤكد سعي دول الحصار إلى تغيير السياسة الخارجية لدولة قطر بطرق عدائية.

وقد كشف الجزء الثاني من تحقيق "قطر 96" عن ضلوع ملك البحرين الحالي الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة شخصيا في دعم وتمويل تنفيذ عمليات تخريبية داخل قطر، بعد فشل محاولة الانقلاب على نظام الحكم عام 1996، إذ كان الشيخ حمد بن عيسى حينها وليا لعهد البحرين، وكانت إحدى العمليات محاولة تفجير مبنى الجوازات في أكتوبر/تشرين الأول 1996. وآنذاك كانت السلطات القطرية قد عثرت على عبوة ناسفة لم تنفجر.

وأضاف كافييرو أن ما كشف عنه تحقيق الجزيرة يزيد من التوتر بين قطر والدول المحاصرة لها، وأن ما يجري في منطقة الخليج يمثل ضررا قد يصل إلى نقطة اللاعودة، وأشار إلى أن الهدف من حصار قطر هو إعادة الوضع الجيوسياسي لشبه الجزيرة العربية لما كانت عليه في أواسط تسعينيات القرن الماضي قبل أن تبرز السياسة القطرية المستقلة عن نظيرتها السعودية.

وشدد كافييرو على أن الحصار الحالي الذي تطبقه السعودية والإمارات والبحرين يرمي إلى الحد من استقلالية السياسة القطرية من وجهة نظر دول الحصار.

وقد عرض تحقيق الجزيرة تفاصيل جديدة في شهادات قادة محاولة الانقلاب الفاشل تعرض لأول مرة عن بعض العمليات التخريبية داخل قطر، فضلا عن الغطاء السياسي الذي وفرته الدول التي دعمت الانقلاب بمنحهم جوازات سفر رسمية.

من جهته قال الكاتب والإعلامي القطري عبد العزيز آل إسحاق إن الحقائق التي قدمتها قطر بعيد المحاولة الانقلابية الفاشلة وكشف عنها برنامج "ما خفي أعظم" أثبتت صدق الرواية القطرية.

وأضاف آل إسحاق في نشرة سابقة للجزيرة أن البراهين والأدلة التي كشف عنها بشأن حيثيات محاولة الانقلاب في قطر في العام 1996 غير موجهة لقادة الحصار، لأن عقولهم متجمدة على فكر واحد، ولكن المقصود بهذه الأدلة هو كشف الحقيقة للشعوب العربية والخليجية والشعب القطري.

وأشار الكاتب القطري إلى أن مشكلة دول الحصار مع قطر مبنية على عنصرين، الأول قبلي يتعلق بأن الأسر الحاكمة في تلك الدول لها مشكلة قديمة مع العائلة الحاكمة في قطر وتسعى للإطاحة بها، والعنصر الثاني هو الأطماع السياسية والاقتصادية.

لا للنبش بالماضي
في المقابل، شدد الأكاديمي والباحث السياسي عماد الدين الجبوري على أن أمورا خطيرة كشف عنها تحقيق الجزيرة، إلا أنه شدد على ضرورة عدم ربط الأزمة الخليجية الحالية بملف محاولة انقلاب 1996، موضحا أن نبش الماضي يؤذي جميع الأطراف ولا سيما الأمن الخليجي والأمن العربي، وهو ما يصب في مصلحة إيران وإسرائيل.

وأضاف الجبوري في مقابلة للجزيرة أن عفو قطر في العام 2010 عن السعوديين المتورطين في محاولة الانقلاب كان خطوة مهمة يجب البناء عليها، وأضاف أن التركيز الآن يجب أن يكون على المستقبل لا على الماضي بحيث تحل الأزمة الخليجية بطريقة لا تنظر إلى الماضي.

المصدر : الجزيرة