عباس يلوذ ببوتين لمواجهة ترمب

كمبو يجمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (يكون وسط ) والرئيس الأميريكي دونالد ترمب والرئيس الروسي فلادمير بوتين
تسعى السلطة الفلسطينية لكسر احتكار الولايات المتحدة للوساطة لاستئناف عملية السلام بالشرق الأوسط. وتندرج زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لروسيا اليوم الاثنين في هذا الاتجاه، للتأكد من دعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين له في مواجهة واشنطن بعد اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل.

ونُقل لقاء عباس مع بوتين -الذي يأتي بعد أسبوعين من زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لروسيا- من منتجع سوتشي إلى موسكو، بعد تحطم طائرة ركاب أوقع 71 قتيلا أمس الأحد قرب العاصمة، حسب ما أعلنه الكرملين.

ورأى عضو مركز تحليل النزاعات بالشرق الأوسط ألكسندر شوميلين أن "عباس يسعى من خلال الزيارة للتأكد مجددا من دعم روسيا حليفة الفلسطينيين القديمة، والحؤول دون تمكن نتنياهو من إقناع موسكو بالحياد عن خطها".

وفي سياق متصل، قال مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الخارجية والعلاقات الدولية نبيل شعث إنه يجري العمل مع الشركاء الأجانب -ومن ضمنهم روسيا- لوضع صيغ متعددة لعملية التسوية مع إسرائيل.

وقال شعث في حوار لوكالة سبوتنيك إن جميع الجهود موجهة لعقد منتدى دولي على أساس رؤية توافقية للمسألة الفلسطينية، وحل الدولتين عوضا عن عملية السلام.

صيغة جديدة
وأضاف شعث أن مشاركة الأميركيين ضرورية في الصيغة الجديدة، ولكن واشنطن ستكون واحدة من السداسية أو السباعية أو الثمانية، على شاكلة ما جرى العمل به للتوصل إلى الاتفاق النووي مع إيران. واستبعد المسؤول الفلسطيني أي حوار سياسي مع واشنطن بعد اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل.

ويرفض عباس الذي اتهمته السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي بأنه لا يتحلى بالشجاعة اللازمة لإبرام اتفاق سلام مع إسرائيل؛ أيّ وساطة أميركية في عملية السلام، وتعهد السعي نحو الاعتراف الكامل بدولة فلسطين أمام الأمم المتحدة.

وكان الرئيس الفلسطيني أكد في كلمته أمام قمة الاتحاد الأفريقي في دورتها العادية الثلاثين بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أن جهود السلام تتطلب إنشاء آلية دولية متعددة الأطراف تحت مظلة الأمم المتحدة، مجددا اعتبار الولايات المتحدة طرفا منحازا إلى إسرائيل.

وطالب عباس الاتحاد الأفريقي بالمشاركة في هذه الآلية الجديدة أو في المؤتمر الدولي الذي تدعو له القيادة الفلسطينية لحل الصراع مع إسرائيل وفق قرارات الشرعية الدولية ومبدأ حل الدولتين وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

وكان المندوب الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور قال في وقت سابق إن إحياء عملية سلام متعددة الوسطاء في الشرق الأوسط يمكن أن تكون بقيادة مجلس الأمن الدولي أو "رباعية" موسعة لتشمل الصين ودولا عربية، أو عبر مؤتمر دولي، وهي كلها خيارات تنفذ بمشاركة الولايات المتحدة.

يذكر أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب قرر يوم 6 ديسمبر/كانون الأول الماضي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها، وهو ما انعكس سلبا على العلاقات الفلسطينية الأميركية.

المصدر : الجزيرة + وكالات