تجنبا لأسئلة الصحفيين.. الرئاسة التونسية تكتفي ببيان عن زيارة بن سلمان

Prince of Saudi Arabia Mohammad bin Salman al-Saud in Tunis- - TUNIS, TUNISIA - NOVEMBER 27: (EDITORIAL USE ONLY – MANDATORY CREDIT -
الباجي قايد السبسي (يمين) خلال استقباله محمد بن سلمان (الأناضول)

قالت وكالة رويترز للأنباء إن الرئاسة التونسية ألغت المؤتمر الصحفي في ختام المباحثات التي أجراها الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في قصر قرطاج، واكتفت بدعوة المصورين فقط.

وعلى عكس التقاليد المعمول بها في مثل هذه الزيارات انتهى اللقاء ببيان رئاسي، وهو ما اعتبره مراقبون محاولة للتهرب من أسئلة الصحفيين التونسيين بخصوص الزيارة التي أثارت جدلا كبيرا في تونس.

وقال مدير مكتب الجزيرة في تونس لطفي حجي إن حالة من الغضب سادت الصحفيين التونسيين لمنعهم من تغطية الزيارة في مقابل إتاحة الأمر لوسائل الإعلام السعودية.

وأضاف المراسل أن هذا المنع فسر بأنه ضغط من الجانب السعودي، لافتا إلى أن تونس لم تشهد في السابق ضجة إعلامية أو شعبية أثناء زيارة مسؤول عربي كما شهدت ذلك خلال زيارة الأمير محمد بن سلمان.

فتح تحقيق
وأوضح حجي أن بيان الرئاسة التونسية سعى لإقناع الرأي العام المحلي بأهمية الزيارة من خلال التركيز على نقاط، من بينها أن الوفد السعودي ضم أمراء ورجال أعمال ومسؤولين كبارا، وأنه ناقش موضوع الاستثمار والتعاون في مجالات عدة.

في هذه الأثناء، أكدت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين أن المدعي العام بالمحكمة الابتدائية في تونس العاصمة أذن للشرطة العدلية بفتح تحقيق في الدعوى القضائية التي رفعتها ضد ولي العهد السعودي.

وكانت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين رفعت دعوى قضائية ضد الأمير محمد بن سلمان واتهمته بانتهاكات لحرية التعبير والصحافة وانتهاك حقوق الإنسان في اليمن وفقا لتقرير الأمم المتحدة.

وقبيل وصوله لتونس أمس الثلاثاء تظاهر تونسيون في شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة تعبيرا عن رفضهم الزيارة، في حين طالب حقوقيون بإلغائها متهمين محمد بن سلمان بالتورط في مقتل خاشقجي وارتكاب جرائم ضد الإنسانية في اليمن.

استقبال بالمنشار
ورفع المحتجون شعارات من قبيل "تونس ليست للبيع"، و"الشعب يريد طرد بن سلمان"، كما رفعوا أعلام تونس والجزائر وموريتانيا ومصر وفلسطين.

وحمل محتجون آخرون منشارا للتنديد بقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وحملوا أيضا أعلاما يمنية.

وكان رئيس الحكومة التونسية الأسبق حمادي الجبالي قال إن زيارة محمد بن سلمان لتونس -سواء كانت بطلب منه أو بدعوة من الدولة التونسية- هي إهانة للشعب التونسي وثورته التي قامت على قيم الحرية والعدالة وحقوق الإنسان.

وبرر الجبالي موقفه بالقول إن ما أقدم عليه محمد بن سلمان من تعد صارخ على القيم الإسلامية والإنسانية في بلاده وخارجها -وآخرها جريمة القتل والتمثيل بالصحفي جمال خاشقجي- يحتم عدم الترحيب به على أرض تونس الثورة.

وتأتي زيارة بن سلمان ضمن أول جولة خارجية بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده في إسطنبول الشهر الماضي.

وبينما يتوقع مشاركة الأمير محمد بن سلمان يوم الجمعة المقبل في قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين تقدمت منظمة هيومن رايتس ووتش بشكوى ضده، مطالبة سلطات الأرجنتين بملاحقته بداعي جرائم حرب في اليمن وحالات تعذيب لرعايا سعوديين واحتمال ضلوعه في جريمة قتل خاشقجي.

المصدر : الجزيرة + وكالات