حرب كلامية بين واشنطن والقيادة الفلسطينية

المندوب الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور
مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور أكد أن كرامة الشعب الفلسطيني لا تُلغى بالتهديد أو الترهيب (الجزيرة)

تصاعدت حدة الحرب الكلامية بين الإدارة الأميركية والقيادة الفلسطينية على خلفية تهديد الرئيس دونالد ترمب بتجميد المساعدات للفلسطينيين، وقول السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نكي هيلي إن بلادها لن تسعى لاسترضاء القيادة الفلسطينية.

فقد قال المندوب الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور إن "العالم يشهد الآن إهانة الشعب الفلسطيني وطمس هويته"، مشددا أن "كرامة الشعب الفلسطيني لا يمكن إلغاؤها بالتهديد أو الترهيب أو العمل العقابي".

ووصف منصور القرار الأميركي اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل بالقرار "الاستفزازي والباطل واللاغي لتعارضه بشكل مباشر مع ميثاق وقرارات الأمم المتحدة بشأن هذه المسألة"، مشيرا إلى أن القيادة الفلسطينية تصدت بشجاعة لقرار ترمب.

وفي مقابلة مع الجزيرة، قال منصور إن ما جاء على لسان المندوبة الأميركية هيلي هو خطاب عدائي ضد الشعب الفلسطيني.

من جانبه، اعتبر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أن تصريحات ترمب غير مسؤولة، وتؤكد عدم أهليته لرعاية أي عملية سلمية، مشيرا إلى أن إزاحة القدس عن طاولة المفاوضات تعني إزاحة السلام.

وقال عريقات إن قضية القدس لم تُزح عن طاولة المفاوضات، وإنما أزيحت الولايات المتحدة خارج الإجماع الدولي.

من جهته، قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن الولايات المتحدة لن تكون ضمن أي مفاوضات مستقبلية إذا كانت القدس خارج إطار التفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

ودعا أبو ردينة الإدارة الأميركية إلى "التراجع عن قرارها والاعتراف بدولة فلسطين والقدس الشرقية كعاصمة لها، واحترام قرارات مجلس الأمن وقرارات الشرعية الدولية"، مؤكدا أن هذا ما يعتبره الفلسطينيون "أساس أي مفاوضات قادمة".

كما أكدت عضوة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي أن "عدم لقاء ظالمك ليس دليلا على عدم الاحترام، بل هو دليل على احترامك لذاتك".

‪ترمب قال خلال لقائه نتنياهو في دافوس إن قضية القدس يجب إزالتها من طاولة المفاوضات‬  (رويترز)
‪ترمب قال خلال لقائه نتنياهو في دافوس إن قضية القدس يجب إزالتها من طاولة المفاوضات‬ (رويترز)

تهديدات أميركية
وجاءت الردود الفلسطينية تعليقا على تصريحات أدلى بها ترمب الخميس خلال لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على هامش منتدى دافوس الاقتصادي بسويسرا، وقال فيها إن القضية الأكثر صعوبة هي قضية القدس، لكن هذه القضية يجب إزالتها من طاولة المفاوضات.

وأكد ترمب أنه فخور بقراره بشأن القدس، معلنا أن السفارة الأميركية ستُنقل إليها في وقتٍ ما من العام المقبل. وأضاف أن مزيدا من أموال المساعدات للفلسطينيين قد تُجمَّد، وأن هذه الأموال باتت الآن على طاولة المفاوضات.

وخلال جلسة لمجلس الأمن بشأن الأوضاع في الشرق الأوسط، قالت المندوبة الأميركية نكي هيلي إن بلادها ملتزمة بجهود دفع عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، غير أنها لن تلاحق أي مسؤول فلسطيني من أجل ذلك.

واعتبرت هيلي أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد أهان الرئيس الأميركي خلال كلمته أمام اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

المصدر : الجزيرة + وكالات