تصاعدت حدة الخلاف بين رئيس مجلس الصحوة موسى هلال والحكومة السودانية، ما دفع محللين لترجيح عودة الصراع المسلح إلى غرب السودان، بينما قلل آخرون من هذه الاحتمالية.
عماد عبد الهادي-الخرطوم
وذكرت تلك الحكومة أن فصيلا يرفض زيارة البشير للمعسكر وآخر يؤيدها استخدما في الاشتباك بينهما أسلحة متنوعة من بينها بنادق الكلاشينكوف ورشاش الغرينوف والدوشكا وقنابل الغرنيت، ما أدى لإصابة عدد كبير من المواطنين بجروح متفاوتة، قبل أن تتدخل قوات تأمين محددة لفض الاشتباك.
واتهمت الحكومة نفسها -في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه- الحركات المتمردة في إقليم دارفور باستخدام المواطنين في معسكر النازحين لإشعال الحرب والتوتر، وقالت إنها أبلغت مسبقا رئيس بعثة القوات الأفريقية الأممية المشتركة المعروفة اختصارا (يوناميد) بـ "النوايا التخريبية" التي تخطط لها بعض الجماعات بالمعسكر لتخريب اللقاء الجماهيري بين البشير والمواطنين.
ودعا ممثل يوناميد الخاص جريمايا مامابول جميع الأطراف المعنيين بهذا الوضع لاستعادة الهدوء في أقرب وقت ممكن فـ "الحل السلمي للخلافات هو السبيل الوحيد للمضي قدما بالنسبة إلى شعب دارفور". وأكد أن الحادث وقع بعدما فرقت قوات حكومية نازحين تجمعوا احتجاجا على زيارة الرئيس السوداني لجنوب دارفور.
انتقادات مناوي
ومن جهة أخرى، أدانت الحركات المتمردة بدارفور سقوط قتلى وجرحى في المواجهات بين الأجهزة الأمنية والنازحين في المعسكر، محملة الرئيس السوداني مسؤولية الأحداث وما أسفرت عنه من ضحايا.
واتهم رئيس حركة جيش تحرير السودان مني أركو مناوي القوات الحكومية باستخدام الأسلحة الخفيفة والمدافع الثقيلة ضد المواطنين العزل من نازحي المعسكر.
وناشد مناوي في بيان له المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان إلى "التحرك بسرعة لحماية سكان معسكر كلمة من بطش مليشيات البشير" مطالبا مجلس الأمن الدولي بفتح تحقيق عاجل في الأحداث التي شهدها المعسكر.
كما حملت حركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم حكومة ولاية جنوب دارفور والرئيس البشير شخصيا المسؤولية "باعتباره شاهد عيان على جريمة قواته التي كانت تفتح النار في صدور النازحين".
وعدت الحركة في بيان لها الحادثة بأنها مواصلة "استهداف المدنيين العزل وإمعان في سياسة تفريغ المعسكرات، وإجبار النازحين على استقبال الرئيس رغم رفضهم استقباله عبر مظاهرات نددت بالزيارة نفسها".
وقال ياسر عرمان الأمين العام للحركة الشعبية-قطاع الشمال جناح مالك عقار إن "قوات الحكومة السودانية ومليشياتها المتحالفة ارتكبت مجزرة أخرى أمام أعين وآذان العملية المختلطة لـ الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في دارفور".
وأشار -في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه- إلى اعتراف قوات يوناميد بأن ثلاثة من النازحين قتلوا و26 شخصا أصيبوا، قائلا "بدلا من أن تتحمل مسؤوليتها عن حماية المدنيين، فإنها (الحكومة السودانية) تصدر فقط بيانات لتفشل بالتالي في الاضطلاع بمسؤولياتها، هذه ليست المرة الأولى".
وعزا عرمان وقوع الأحداث إلى إصرار الرئيس البشير على زيارة نازحي مخيم كلمة في استعراض للقوة على الرغم من أن النازحين تحت حماية القوات الأممية، وأبلغوا بعثة يوناميد والحكومة برفضهم زيارة الرئيس.