أعلن وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون من بغداد اليوم أنه سيتوجه خلال ساعات إلى إقليم كردستان العراق، في محاولة لإقناع رئيس الإقليم مسعود البارزاني بالتخلي عن الاستفتاء.
من جهته، قال المكتب الإعلامي للمحكمة الاتحادية في بيان إن المحكمة عقدت جلستها اليوم بحضور الأعضاء كافة، ونظرت في الطلبات المقدمة بوقف إجراءات الاستفتاء في إقليم كردستان وفي المناطق المشمولة بالاستفتاء".
إيقاف مبدئي
وأضاف المكتب الإعلامي للمحكمة أنه "بعد المداولة ولتوفر الشروط الشكلية القانونية في الطلبات، أصدرت المحكمة أمرا ولائيا بإيقاف إجراءات الاستفتاء المقرر إجراؤه يوم الاثنين المقبل، لحين حسم الدعاوى المقامة بعدم دستورية القرار المذكور".
وكان العبادي قد ترأس اجتماعا للمجلس الوزاري للأمن الوطني العراقي مساء أمس الأحد. وأكد المجلس رفضه إجراء استفتاء كردستان، معتبرا أنه إجراء غير دستوري ويمثل تهديدا للأمن الوطني.
وقال مدير مكتب الجزيرة في أربيل أحمد الزاويتي إن المواقف الرسمية الأخيرة من إقليم كردستان لا تزال تصر على إجراء الاستفتاء في موعده، إذ جدد رئيس الإقليم مسعود البارزاني تأكيده على إجراء الاستفتاء في رسالة إلى الجماهير المحتشدة في دهوك لاستقباله.
كما صرح رئيس حكومة كردستان نيجيرفان البارزاني في حديث للإعلام الروسي بأن الإقليم سيمضي في إجراء الاستفتاء في موعده.
حق تقرير المصير
أما عن الرؤية القانونية الكردية لقرار المحكمة الاتحادية، فقد قال عضو اللجنة القانونية في برلمان كردستان فرست صوفي لمدير مكتب الجزيرة إن موضوع حق تقرير المصير ليس من صلاحيات المحكمة الاتحادية وفقا للمادة 1 والمادة 57 من القانون الدولي الصادر من الأمم المتحدة المختص بقانون الإنسان.
لكن الزاويتي قال إن المجلس الأعلى للاستفتاء في الإقليم أبقى على ما يمكن وصفه بخط رجعة في مواجهة الضغوط الدولية لمنع الاستفتاء، فقد قال المجلس أمس الأحد إن الاستفتاء سيجري في موعده المقرر، مضيفا أن الباب سيبقى مفتوحا للتفاوض مع المجتمع الدولي.
من ناحية أخرى، أجرى الرئيس العراقي فؤاد معصوم اليوم الاثنين حوارات مع أطراف سياسية في إطار مبادرته لاحتواء أزمة الاستفتاء. وبحث معصوم القضية مع وفد تركماني ضم رئيس الجبهة التركمانية أرشد الصالحي وعضو البرلمان العراقي عباس البياتي عن التحالف الوطني الشيعي (أكبر كتلة برلمانية).
وعقد نواب التحالف الوطني الشيعي اليوم مؤتمرا صحفيا دعوا فيه إلى الالتزام بحكم المحكمة الاتحادية الذي أمر بوقف إجراءات الاستفتاء.
تحذير إيراني
وفي إيران قال أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني إن بلاده تحتفظ بحقها في ملاحقة الجماعات المعادية للثورة الإيرانية حتى خلف الحدود مع إقليم كردستان العراق.
وأضاف أن إيران ستغلق قنصليتها في كردستان العراق وتقطع العلاقات حال إعلان الإقليم انفصاله.
أما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فقد اعتبر الاستفتاء خطوة باتجاه تقسيم العراق، وقال إنه سيبحث هذا الملف مع العبادي في الأيام المقبلة، مؤكدا أن أنقرة وبغداد متفقتان في الرأي بشأن الاستفتاء.
من جانبه، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان اليوم إن استفتاء كردستان العراق سيشكل "مبادرة غير مناسبة"، داعيا إلى حوار بين بغداد والإقليم.
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من إجراء الاستفتاء، مشيرا إلى أن من شأنه صرفَ الانتباه عن دحر تنظيم الدولة الإسلامية وإعادة إعمار الأراضي المستعادة من التنظيم.