السلطة الفلسطينية تعتقل صحفيين بتهمة تسريب معلومات حساسة

تصميم لشبكة قدس.. الصحفيون الخمسة المعتقلين في سجون السلطة الفلسطينية اتهموا بتسريب معلومات حساسة.
الصحفيون الخمسة حسب تصميم لشبكة قدس

ميرفت صادق – رام الله

اعتقلت الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية خمسة صحفيين من مناطق متفرقة بالضفة الغربية، بتهمة " تسريب معلومات حساسة إلى جهات معادية".

وحسب مصادر إعلامية فقد جرت الاعتقالات من مساء الثلاثاء وحتى ساعة متأخرة من الليلة الماضية ودهم جهاز المخابرات الفلسطينية منازل الصحفيين وأماكن عملهم في بيت لحم والخليل ونابلس.

وطالت الاعتقالات مراسلي قناة القدس الفضائية في منطقتي بيت لحم والخليل ممدوح حمامرة وأحمد حلايقة، ومراسل وكالة شهاب في الخليل عامر أبو عرفة الذي صادرت حاسوبه وهاتفه الجوال، ومراسل قناة الأقصى شمال الضفة الغربية طارق أبو زيد.

كما دهمت قوة من الأجهزة الأمنية منزل الصحفي الحر قتيبة قاسم من بيت لحم ولم تتمكن من اعتقاله، لكنه قام بتسليم نفسه بعد ذلك.

وأفادت مصادر إعلامية أن جهاز المخابرات استدعى أيضا الصحفي إسلام سالم من مدينة بيت لحم إلى مقره للتحقيق الأربعاء. وذكرت عائلة الصحفي حمامرة أن ابنها سيمثل أمام النيابة الفلسطينية الأربعاء.

في هذه الأثناء، نقلت وكالة الأنباء الرسمية " وفا" عن "مصدر أمني رفيع" قوله إن "الصحفيين الأربعة الموقوفين لدى الأجهزة الأمنية متهمون بتسريب معلومات حساسة إلى جهات معادية، وإن الموضوع قيد التحقيق".

ولم يعرّف المصدر طبيعة المعلومات المسربة أو الجهة التي تلقت هذه المعلومات. غير أن الأجهزة الأمنية اكتفت بالتعليق لعدد من وسائل الإعلام بأن اعتقال واستدعاء الصحفيين لا علاقة له بعملهم الإعلامي.

وظهر الأربعاء، أعلنت إذاعة راية إف أم في رام الله أن الأجهزة الأمنية التابعة لحركة حماس اعتقلت مدير مكتبها بقطاع غزة عامر أبو شباب وصادرت معدات كانت بحوزته.

نقابة الصحفيين الفلسطينيين سجلت أكثر من 90 اعتداء على الصحفيين الشهر الماضي فقط (مواقع التواصل الاجتماعي)
نقابة الصحفيين الفلسطينيين سجلت أكثر من 90 اعتداء على الصحفيين الشهر الماضي فقط (مواقع التواصل الاجتماعي)

بدورها، قالت نقابة الصحفيين الفلسطينيين إن جهودا بذلتها منعت اعتقال 15 صحفيا كانت ستطالهم الحملة الليلة الماضية. وأدانت النقابة ما وصفته بـ"الهجمة على الصحفيين "، وقالت في بيان إن ما يجري يشكل مسا خطيراً بحرية الرأي والتعبير وبالحريات العامة عموماً.

واستهجنت النقابة تبرير الأجهزة الأمنية في الضفة للاعتقالات "بتسريب معلومات حساسة إلى جهات معادية"، وقالت إنه "يشكل مساسا بكافة الصحفيين ومهنتهم السامية".

كما وصف عضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين عمر نزال الاتهامات الموجهة للصحفيين المعتقلين بأنها أخطر من الاعتقال نفسه، وأضاف أن تسريبات وصلت للنقابة تفيد أن اعتقال الصحفيين الخمسة هو محاولة للضغط من أجل الإفراج عن الصحفي فؤاد جرادة المعتقل منذ شهرين لدى أجهزة أمن حركة حماس في غزة.

وأضاف نزال "إذا صح هذا التبرير، فإن السلطة ترد على الخطأ بخطأ وعلى جريمة اعتقال صحفي بجريمة اعتقال خمسة صحفيين".

مطالبات بالإفراج
ودعت النقابة إلى الإفراج الفوري عن الصحفيين المعتقلين، وهددت بالتحلل من تفاهماتها مع الأجهزة الأمنية بشأن إجراءات استدعاء وتوقيف الصحفيين، إذا مددت احتجاز المعتقلين بطلب من النيابة، وقالت إنها ستشرع باتخاذ خطوات تصعيد.

وحملت النقابة المستويين الأمني والسياسي مسؤولية الاعتقالات، داعية إلى تجنيب الصحفيين تداعيات الانقسام وتجاذباته في الضفة وغزة. وذكّرت باستمرار اعتقال الصحفي فؤاد جراده في غزة منذ أكثر من شهرين، وتقديمه لمحكمة عسكرية.

من جانبها، طالبت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان "ديوان المظالم" جهاز المخابرات العامة بالإفراج الفوري عن الصحفيين المعتقلين ووقف ملاحقة الصحفيين على خلفية عملهم وعدم زج العمل الصحفي في الخلافات السياسية.

وحسب بيان تلقاه مراسل الجزيرة نت في غزة أحمد فياض، أكدت الهيئة في مخاطبتها لجهاز المخابرات أن "اعتقال الصحفيين يشكل مسا خطيرا بحرية الرأي والتعبير، وانتهاكاً لحقوق الصحافيين وتجاوزاً للتفاهمات التي تمت ما بين نقابة الصحافيين والنيابة العامة".

المصدر : الجزيرة