محاكمة مئات المتهمين بالانقلاب الفاشل في تركيا

ISTANBUL, TURKEY - JULY 24: Turkish police officers stand guarded outside the central Istanbul court during a protest against the trial of journalists and staff from Cumhuriyet newspaper on July 24, 2017, in Istanbul Turkey. Seventeen journalists and managers at Turkish opposition newspaper Cumhuriyet are facing trial on charges of aiding a terrorist organization and Turkish prosecutors are seeking up to 43 years in jail for staff from the paper, including some of Turkey's best-known journalists. Turkey is currently listed as the country with the biggest number of imprisoned journalists. Journalism organizations say more than 150 journalists are behind bars, most of them accused of terror charges and 150 media outlets have been shut down after the last year's failed coup. (Photo by Burak Kara/Getty Images)
أفراد من الشرطة أمام المحكمة المركزية في إسطنبول (غيتي إيميجز)
تنطلق اليوم الثلاثاء في تركيا محاكمة جماعية لمئات الأشخاص الذين اعتقلوا عقب محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو/تموز 2016، وذلك ضمن سلسلة من المحاكمات تعد أكبر عملية قانونية في تاريخ تركيا الحديث.

وتجري محاكمة 486 مشتبها بهم في قاعة أعدت خصيصا لهذا الغرض داخل سجن خارج أنقرة، وتتراوح التهم الموجهة إليهم بين ارتكاب الجرائم وانتهاك الدستور، إلى محاولة قتل الرئيس رجب طيب أردوغان.

ويُتهَم المشتبه فيهم بإدارة الانقلاب من قاعدة أكينجي الجوية شمال غرب العاصمة أنقرة، والتي تعتبرها السلطات المقر الذي أصدر منه المخططون الأوامر للطيارين بقصف البرلمان.

ومن بين المتهمين هناك 461 قيد الاعتقال وسبعة في حالة فرار، فيما يحاكم البقية وهم طلقاء.

ويحاكم المشتبه به الرئيسي فتح الله غولن غيابيا، في حين ينفي بشدة من مقر سكناه بالولايات المتحدة الأميركية ضلوعه في عملية الانقلاب.

ومن بين الموقوفين قائد القوات الجوية السابق أكن أوزتورك الذي يحاكم مثل عدد من المشتبه بهم في قضية أخرى تتعلق بمحاولة الانقلاب.

وتضم لائحة المتهمين الرئيسيين كذلك الأستاذ المحاضر في علم الأديان عادل أوكسوز الذي تتهمه السلطات بأنه "إمام" التخطيط، حيث قام بتنسيق التحرك على الأرض في تركيا مع غولن. وأما رجل الأعمال كمال باتماز فهو متهم بمعاونة أوكسوز.

‪استسلام جنود شاركوا في الانقلاب بتركيا‬ (رويترز)
‪استسلام جنود شاركوا في الانقلاب بتركيا‬ (رويترز)

وكان أوكسوز اعتقل عقب فشل الانقلاب قبل أن يفرج عنه ويفر، فيما يقبع باتماز في سجن سنجان.

واحتجز رئيس الأركان التركي الجنرال خلوصي أكار مع غيره من كبار قادة الجيش رهائن في القاعدة الجوية ليلة المحاولة الانقلابية، قبل أن يخلى سبيلهم صباح 16 يوليو/تموز.

محاكمات جماعية
وينظر إلى القاعدة على أنها كانت مقر المحاولة الانقلابية، حيث صدرت منها الأوامر للطائرات من طراز "أف16" التي قصفت البرلمان ثلاث مرات وحلقت فوق العاصمة.

ويمثل المشتبه بهم في أكبر قاعة محكمة تركية أقيمت خصيصا داخل مجمع للسجون في سنجان، وتتسع لـ1558 شخصا.

وتندرج المحاكمة ضمن سلسلة من المحاكمات التي عقدت في أنحاء تركيا لمحاسبة المتهمين بالمشاركة في الانقلاب الفاشل، وهي أكبر عملية قانونية في تاريخ تركيا الحديث.

وسبق أن جرت في القاعة محاكمات جماعية متعلقة بمحاولة الانقلاب، إحداها افتتحت في فبراير/شباط لـ330 مشتبها بهم اتهموا بالقتل ومحاولة القتل.

وفي مايو/أيار، جرت محاكمة 221 مشتبها بهم متهمين بقيادة عصابات مشاركة في الانقلاب الفاشل.

وتم اعتقال أكثر من خمسين ألفا متهمين بالارتباط بغولن، في حملة تطهير شنتها السلطات في أنحاء البلاد، في ظل حالة الطوارئ التي فرضت بعد المحاولة الانقلابية.

وأدت محاولة الانقلاب إلى مقتل 249 شخصا بحسب الرئاسة التركية، ولا يشمل ذلك 24 مشاركا فيها قتلوا في الليلة ذاتها.

المصدر : الفرنسية