قال الخبير العسكري الإسرائيلي في صحيفة “هآرتس” إن التقارب الحاصل بين مصر وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)؛ من شأنه أن يباعد فرص اندلاع مواجهة عسكرية بين إسرائيل وقطاع غزة.
فقد نظم الحراك الشبابي الفلسطيني وقفة أمام بوابة معبر رفح البري جنوب القطاع لمطالبة السلطات المصرية بفتح المعبر في كلا الاتجاهين.
وطالب المشاركون بالوقفة بفتح المعبر أمام آلاف الفلسطينيين العالقين بالقطاع، والسماح بسفر الطلبة والمرضى ممن باتوا في حاجة ماسة للعلاج بالخارج. ورفعوا لافتات تطالب بفتح المعبر بشكل عاجل لإنقاذ الوضع الإنساني المتدهور جراء الحصار.
كما نظم "اتحاد المرأة" التابع لحزب الشعب بالشراكة مؤسسة روزا لوكسمبورغ الألمانية (ثقافية تنموية) وقفة بحديقة "النصب التذكاري للجندي المجهول" غربي المدينة لافتات كتب على بعضها "لا لـ حصار غزة، المرضى يموتون، نريد العيش بكرامة".
ولم تفتح السلطات المصرية بوابات معبر رفح أمام الفلسطينيين العالقين بالقطاع سوى لعشرة أيام فقط منذ بداية العام الجاري.
نقص الكهرباء
ويخضع قطاع غزة لحصار إسرائيلي مشدد منذ عام 2007، كما يعاني من نقص حاد في إمدادات الكهرباء، حيث أعلنت سلطة الطاقة بغزة اليوم الخميس أن إسرائيل قلصت إمدادات الكهرباء إلى القطاع بنحو 45%.
وأوضحت سلطة الطاقة في بيانها اليوم أن إجمالي كميات الكهرباء المتوفرة في القطاع حاليا من جميع المصادر (محطة التوليد، الخطوط المصرية، الإسرائيلية) لا يتعدى 140 ميغاواطا من أصل خمسمئة ميغاواط هي احتياجات القطاع في مثل هذه الأجواء الحارة.
وكانت وزارة الصحة في قطاع غزة قد حذرت أمس الأربعاء من أن حياة نحو 2500 مريض في خطر، جرّاء وقف وزارة الصحة في رام الله تحويلات العلاج بالخارج.
وأضاف المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة "2500 مريض ما زالت تحتجز رام الله تحويلاتهم لدى دائرة العلاج في الخارج بانتظار توقيع مسيّس".
وأشار القدرة إلى أن المرضى أطلقوا نداء استغاثة دون مجيب، وتابع "بتنا أكثر قلقا على حياة المرضى في القطاع جراء الإجراءات التعسفية من قبل حكومة رام الله".
وصباح يوم الجمعة الماضي، حذّرت وزارة الصحة في غزة من تدهور الأوضاع الصحية للمرضى بمستشفيات القطاع، جرّاء ما قالت إنه "وقف لتوريد الأدوية والتحويلات العلاجية للخارج" من قبل الحكومة الفلسطينية.
رام الله تنفي
بدورها، نفت وزارة الصحة بحكومة الوفاق في رام الله أن تكون قد أوقفت تحويل المرضى للعلاج بالخارج، وقالت في بيان "إن نظام وآليات التحويلات الطبية للمرضى في قطاع غزة لم يطرأ عليه أي تعديل أو تغيير أو منع".
ويضطر آلاف الفلسطينيين المرضى إلى التوجه نحو المستشفيات في القدس أو الضفة الغربية، أو إسرائيل عبر معبر بيت حانون (إيريز) الخاضع للسيطرة الإسرائيلية، بعد حصولهم على تحويلة طبية تصدرها وزارة الصحة بحكومة الوفاق، ويجري على أساسها الترتيب بين الارتباط المدني الفلسطيني والإسرائيلي.
وقد يستغرق إصدار التحويلة الواحدة أسابيع كما يقول المرضى، وفي كثير من الأوقات يأتي الرفض من قبل السلطات الإسرائيلية على التحويلات العلاجية، كما تقول وزارة الصحة.
وكانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) نظمت أمس الأربعاء مسيرة بمدينة غزة رفضا للحصار وتنديدا بالقرارات والإجراءات التي اتخذتها السلطة الفلسطينية في رام الله تجاه القطاع.
وحمّل المتظاهرون رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس المسؤولية عن تداعيات الحصار المفروض على القطاع.
كما استنكروا تقليص الأدوية والمستلزمات الطبية الواردة من رام الله، وتقييد التحويلات الطبية لعلاج مرضى يعانون من أمراض خطيرة بمستشفيات القطاع.