قالت مصادر أمنية عراقية إنها بدأت عملية عسكرية شمال حي الشفاء بهدف استعادة ما تبقى من المدينة القديمة بالموصل، وذلك بعد يوم من سيطرتها على أجزاء من حي الشفاء.
واصلت القوات العراقية اليوم الاثنين تقدمها في مدينة الموصل القديمة، حيث أعلنت أنها تمكنت من استعادة مناطق جديدة من تنظيم الدولة، وسط توقعات بقرب الإعلان عن سيطرتها الكاملة على الموصل.
وقال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد جودت إن قوات الشرطة التي تقاتل في المدينة القديمة للموصل من محورها الجنوبي منذ 15 يوما، تمكنت من استعادة منطقة باب السراي من سيطرة تنظيم الدولة.
وأضاف أن قوات الشرطة ما زالت تخوض مواجهات في شارع النجفي، أحد أهم شوارع المدينة القديمة، وأن المواجهات تجري حاليا في محيط الشارع حيث تم إجلاء مئات من المدنيين المحاصرين.
الخاتونية والطوالب
وفي الإطار ذاته نقلت خلية الإعلام الحربي التابعة لوزارة الدفاع العراقية عن قائد عمليات "قادمون يا نينوى" الفريق الركن في القوات الخاصة عبد الأمير رشيد يار الله، أن قطعات الجيش تمكنت اليوم الاثنين من استعادة منطقتي الخاتونية والطوالب من سيطرة التنظيم في المدينة القديمة بالموصل.
وقال بيان للخلية إنه "تم تحرير جامع بلال الحبشي وحديقة المحافظة في باب جديد، ومنطقة باب السراي من قبل الفرقة الخامسة، والجامع الأبيض من قبل الفرقة الآلية في منطقة باب السراي".
وأضاف أن قوات الشرطة الاتحادية التابعة لوزارة الداخلية تخوض معارك شرسة في المحور الجنوبي للمدينة القديمة، بعد أن "أكملت واجبها في حي الشفاء".
وأشار البيان إلى أن القوات العراقية قتلت العشرات من عناصر تنظيم الدولة، من بينهم قناصين اثنين، وعثرت على سيارة مفخخة واحدة، وفككت 23 عبوة ناسفة، ودمرت مضافة للتنظيم.
وتابع أن "القوات المشتركة عثرت على ثلاثة أحزمة ناسفة، وصاروخ قاذفة، وعتاد بي كي سي (رشاش متوسط)، كما عثرت على عشرين حاوية للعتاد الخفيف، وفجرت سبع عبوات ناسفة".
وتدور في هذه الأثناء معارك بين القوات العراقية وتنظيم الدولة في منطقة الموصل القديمة، التي تم تحرير ثلاثة أرباعها، وبتحريرها تكون الحكومة استعادت كامل الموصل التي تعد ثاني أكبر مدن العراق، وسيطر عليها التنظيم صيف 2014.
السيطرة الكاملة
وخلال حملة عسكرية بدأت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تمكنت القوات الأمنية من استعادة النصف الشرقي من المدينة، ومن ثم بدأت في 19 فبراير/شباط الماضي معارك الجانب الغربي.
ومع تقدمها داخل المدينة القديمة وتضييقها الخناق أكثر فأكثر على مسلحي تنظيم الدولة، تستعد القوات العراقية للاحتفال باستعادة الموصل. وتجمعت قوات عراقية أمس الأحد في إطار عرض عسكري احتفالي في حي الدواسة الذي يقع جنوب المدينة القديمة، وجرت استعادته في مارس/آذار الماضي.
وقال مراسل الجزيرة ناصر شديد إنه ربما يتم الإعلان خلال يومين أو أكثر عن استعادة الموصل بالكامل، وتنظيم احتفالات بهذه المناسبة.
ونقل عن مصادر عسكرية عراقية أن تنظيم الدولة لم يعد يسيطر إلا على خمسمئة متر مربع داخل المدينة القديمة، ويرجح قادة عراقيون السيطرة على آخر جيوب التنظيم في الأحياء القديمة خلال أيام، وهو ما توقعه أيضا التحالف الدولي.
بيد أن قادة من الطرفين أشاروا إلى أن المرحلة الأخيرة من استعادة المدينة القديمة قد تشهد قتالا شرسا بالنظر إلى أن مسلحي التنظيم -الذين تقدر مصادر عراقية عددهم بنحو ثلاثمئة مقاتل- يقاتلون في شوارع ضيقة لا تزال مكتظة بآلاف المدنيين.