المغرب يقرر منع مسيرة احتجاج مقررة بالحسيمة

Thousands of protesters shout slogans during a demonstration in the northern town of Al-Hoceima against official abuses and corruption, Morocco June 1, 2017. REUTERS/Youssef Boudlal
آلاف المتظاهرين في مسيرة احتجاجية بمدينة الحسيمة بداية يونيو/حزيران الماضي (رويترز)

قررت السلطات المغربية أمس الاثنين حظر مظاهرة احتجاج مقررة بعد غد الخميس في الحسيمة معقل حركة الاحتجاج في منطقة الريف شمالي المملكة، وقال منظمو المظاهرة إن دعوتهم للاحتجاج هدفها دعم معتقلي احتجاجات الحسيمة.

وقالت وكالة المغرب العربي للأنباء الرسمية إنه "تقرر عدم السماح بتنظيم مسيرة احتجاجية بمدينة الحسيمة بناء على ما تتوفر عليه السلطة الإدارية المحلية من صلاحيات قانونية واضحة في هذا الشأن".

ونقلت الوكالة عن السلطات المحلية قولها في بيان إن الدعوة إلى المظاهرة تمت دون احترام الإجراءات القانونية المعمول بها، إذ لم تتوصل السلطة المحلية المختصة لأي إشعار في الموضوع، إضافة إلى أن "التنسيقيات" التي تقف وراء هذه الدعوة "لا تتوفر على الصفة القانونية التي تخول لها تنظيم المظاهرات، وهو ما يعد مخالفة صريحة للقانون".

وأوضحت السلطات أنه "بعد تقييم الظروف المحيطة بالمسيرة المرتقبة تبين أنه من شأن تنظيمها المس بحق السكان المحليين في أجواء أمنية سليمة، ولا سيما مع تزامن الدعوة المذكورة مع الموسم الصيفي".

وكان ناصر الزفزافي -وهو أحد قادة الحراك في منطقة الريف والموقوف منذ نهاية مايو/أيار الماضي- أطلق الدعوة إلى هذه المظاهرة قبل اعتقاله. وعلى الرغم من أن الأغلبية العظمى من قادة الحركة الاحتجاجية بالريف اعتقلوا فإن الدعوة للتظاهر استمرت في الانتشار عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

دواعي المسيرة
وتقول الجهات الداعية لمسيرة الحسيمة إن دعوتها للتظاهر السلمي هدفها "المطالبة بالإفراج عن موقوفي الحراك والاحتجاج على القمع، وإبقاء جذوة الاحتجاج ضد السلطة مشتعلة"، وكانت السلطات اعتقلت 176 شخصا على خلفية احتجاجات الريف، حكم على 120 منهم بالسجن لمدة بلغت في حق البعض عشرين سنة، والبعض الآخر يحاكم في حالة سراح مؤقت.

وكانت المواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن في الحسيمة تكثفت في ليالي رمضان الماضي، إذ كانت الشرطة تحاول كل مساء تقريبا تفريق تجمعات لدعم المعتقلين.

ومنذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي تشهد الحسيمة وعدد من مدن وقرى منطقة الريف احتجاجات متواصلة للمطالبة بـ"التنمية ورفع التهميش ومحاربة الفساد".

وبدأت الاحتجاجات في أعقاب مصرع تاجر السمك محسن فكري الذي قتل طحنا داخل شاحنة لجمع النفايات أثناء محاولته منع السلطات مصادرة أسماكه، وتوقفت مع بداية يوليو/تموز الحالي.

وتراجعت حدة التوتر مع سحب قوات الشرطة من الأماكن العامة في الحسيمة وامزورين بقرار من ملك المغرب محمد السادس، في مؤشر على تهدئة الوضع المتوتر، غير أن الاحتجاجات لم تغب تماما، إذ استمر تنظيم تجمعات عفوية لشبان على شاطئ الحسيمة.

المصدر : الجزيرة + الفرنسية