دلالات زيارة نائب رئيس أركان جيش الإمارات لحفتر

لقاء حفتر وضباطه مع نائب رئيس الأركان والوفد المرافق له- صفحة قيادة الجيش على الفيس بوك
لقاء حفتر وضباطه مع نائب رئيس الأركان والوفد المرافق له (صفحة قيادة الجيش على فيسبوك)
فؤاد دياب-الجزيرة نت

في ظل دعم الإمارات المتواصل للواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر وعمليته العسكرية المسماة "عملية الكرامة" منذ ثلاث سنوات، أثارت زيارة نائب رئيس الأركان العامة بدولة الإمارات لحفتر تساؤلات عن هذه الزيارة ودلالات توقيتها، خصوصا أنها الأولى من نوعها.

وكان اللواء المتقاعد خليفة حفتر قد استقبل في أول أيام عيد الفطر نائب رئيس الأركان العامة بالجيش الإماراتي الفريق عيسى المزروعي في مقره بمدينة بنغازي شرقي ليبيا، حيث تركز الاجتماع على مكافحة الإرهاب وسبل تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي بين الطرفين. 

‪محمد الضراط: هذه الزيارة تأتي من باب الإعلان عن التحالفات والدعم علنيا‬ محمد الضراط: هذه الزيارة تأتي من باب الإعلان عن التحالفات والدعم علنيا (الجزيرة)
‪محمد الضراط: هذه الزيارة تأتي من باب الإعلان عن التحالفات والدعم علنيا‬ محمد الضراط: هذه الزيارة تأتي من باب الإعلان عن التحالفات والدعم علنيا (الجزيرة)

تحد للمجتمع الدولي
يقول عضو مجلس النواب محمد الضراط -الذي يقاطع جلسات المجلس- إن هذه الزيارة تأتي من باب الإعلان عن التحالفات والدعم علنيا أمام المجتمع الدولي الذي من المفترض أن يمنع أي دعم عسكري لطرفي النزاع، ويدعي اعترافه بحكومة الوفاق وفي المقابل يقدم كل الدعم للأطراف الرافضة للاتفاق.

ويضيف -في حديثه للجزيرة نت- أن الأزمة الخليجية وانكماش دور دولة قطر وعدم قدرتها على التحرك العلني وإبراز تحركاتها، ساهم في تحرك الطرف الآخر بقوة، على حد قوله.

ويتفق عضو مجلس النواب عبد المنعم بالكور المؤيد للاتفاق السياسي مع ما ذهب إليه محمد الضراط، إذ قال للجزيرة نت إن الزيارة جاءت لتأكيد دولة الإمارات على دعمها علنا لمشروع خليفة حفتر سياسيا وعسكريا. 

وكان التقرير السنوي للجنة العقوبات الدولية الخاصة بليبيا قد كشف عن خرق دولة الإمارات وبصورة متكررة نظام العقوبات الدولية المفروضة على ليبيا، من خلال تجاوز حظر التسليح المفروض عليها الذي أدى إلى تزايد أعداد الضحايا في النزاع الدائر في ليبيا. 

وعن تأثير مثل هذه الزيارات على الحوار السياسي، يرى الضراط أن الحوار أصبح من طرف واحد يحاور نفسه، مشيرا إلى أن الحوار السياسي فقد الكثير من قيمته وزخمه الشعبي بعد فشل اتفاق الصخيرات في تلبية أدنى متطلبات الحياة. 

‪صالح افحيمة: مصير ليبيا في أيادي الليبيين وحدهم متى اجتمعوا على كلمة واحدة‬ (الجزيرة)
‪صالح افحيمة: مصير ليبيا في أيادي الليبيين وحدهم متى اجتمعوا على كلمة واحدة‬ (الجزيرة)

زيارة مبررة
أما عضو مجلس النواب بطبرق صالح افحيمة المؤيد لعملية الكرامة، فاعتبر أن الزيارة مثلها مثل زيارة وزير الخارجية الإيطالي لحكومة الوفاق بطرابلس، تأتي ضمن زيارات الدعم التي يحظى بها طرفا النزاع في ليبيا، متسائلا "هل زيارة وزير خارجية إيطاليا كانت من أجل سواد عيون الليبيين". 

ويتساءل افحيمة في حديثه للجزيرة نت "إلى متى سنبقى على هذه الحال؟ طرف يتهم الإمارات ومصر وآخر يتهم قطر وإيطاليا وثالث يتهم تركيا والسودان، ألا يكفي تعليق فشلنا في تحقيق المصالحة وبناء الدولة على دول أخرى". 

ويضيف افحيمة أن مصير ليبيا في أيادي الليبيين وحدهم متى اجتمعوا على كلمة واحدة، وإلا فسيبقى الوضع على ما هو عليه والمتضرر الوحيد هو الشعب الليبي. 

‪محمد إسماعيل: هذه الزيارة تحد واضح وصريح لقرارات مجلس الأمن‬ (الجزيرة)
‪محمد إسماعيل: هذه الزيارة تحد واضح وصريح لقرارات مجلس الأمن‬ (الجزيرة)

في المقابل يبين الباحث والأكاديمي محمد إسماعيل من طرابلس أن هذه الزيارة تحد واضح وصريح لقرارات مجلس الأمن الذي يحظر توريد السلاح لليبيا والتعامل مع أجسام موازية، متوقعا أن يكون لدى الإمارات ضوء أخضر من قوى عالمية كبرى لدعم مشروع حفتر والسير في طريق الحسم العسكري. 

ويرى إسماعيل في حديثه للجزيرة نت أن تحركات الإمارات ودعمها حفتر سيقف عائقا أمام جهود المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، الذي اتفق أسلافه على أن الحوار والاتفاق السياسي هو الحل الوحيد للأزمة الليبية، بينما لم يعترف الطرف الآخر بالاتفاق السياسي ومخرجاته حتى اللحظة. 

‪نزار كريكش: الإمارات لها مشروع وشركاء وجاءت لتؤكد استمرار دعمها له‬ (مواقع التواصل الاجتماعي)
‪نزار كريكش: الإمارات لها مشروع وشركاء وجاءت لتؤكد استمرار دعمها له‬ (مواقع التواصل الاجتماعي)

أما مدير مركز البيان للدراسات نزار كريكش فيرى أن دلالات الزيارة واضحة؛ فدولة الإمارات لها مشروع وشركاء وجاءت لتؤكد استمرار دعمها له وتقف على الأموال التي تنفقها، وتطمئن على أن العمليات العسكرية مستمرة بالطريقة التي تناسبها. 

وتسبب التدخل الإماراتي -وفق مراقبين ومحللين- بفوضى عارمة داخل ليبيا، وانقسام سياسي داخل مؤسسات الدولة السيادية، وتمزيق النسيج الاجتماعي، وتدهور في الاقتصاد القومي.

المصدر : الجزيرة