أزمة إنسانية حادة بالصومال وشمال نيجيريا

تتفاقم الأزمات الإنسانية في منطقة الساحل والقرن الأفريقي بفعل الجفاف الذي يضرب مناطق واسعة من الصومال وبفعل الحروب في شمالي نيجيريا، مما يدفع بمئات الآلاف من النازحين إلى الخروج بحثا عن المأوى والطعام.

ففي الصومال يعيش النازحون الفارون من الجفاف الذي يضرب إقليمي بَاي وبَاكُول جنوبي غربي البلاد وضعا صعبا في مخيمات نزوح تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة.

ومع تفاقم أزمة الجفاف وقلة المساعدات، يخشى كثيرون أن يسوء الوضع أكثر خصوصا مع انتشار الكوليرا وأمراض أخرى.

ويهدد الجفاف الذي يجتاح الصومال -وهو الأعنف من نوعه منذ عقود- نصف سكان البلاد، كما أن أكثر من مليوني صومالي بحاجة إلى مساعدات عاجلة وفق منظمات الإغاثة الدولية.

ويقول مراسل الجزيرة من بيداوا جامع نور إن ما بين 100 و120 أسرة تصل يوميا إلى البوابة الجنوبية لبيداوا، ويتجمعون في منطقة لا يتوفر فيها ما يحتاجونه من ماء وطعام ودواء ومأوى، خاصة أن معظم النازحين هم من الأطفال والنساء وكبار السن.

ورغم محاولات المنظمات الدولية والمحلية المساعدة -حسب المراسل- فإن حجم الكارثة يفوق طاقتها خاصة المحلية، في وقت تشتكي الهيئات الدولية قلة التمويل التي طالبت بأكثر من 800 مليون دولار دون أن تحصل على أكثر من 30% من هذا المبلغ.

وخلص المراسل إلى أن الوضع سيتجه نحو الأسوأ إذا لم ينزل المطر أو يقع تدخل كبير خلال أيام، خاصة وأن الجموع التي تقطن في الأكواخ المنتشرة في المنطقة تحتاج طعاما عاجلا وأغطية وأدوية لن يغني عنها نزول المطر.

وفي السياق، يواجه النازحون في ضواحي العاصمة الصومالية أوضاعا معيشية قاسية، على الرغم من المساعدات التي تقدمها لهم الحكومة الصومالية، وذلك بسبب تزايد أعداد النازحين.

أزمة إنسانية أخرى
وفي أزمة إنسانية أخرى، تطالب الأمم المتحدة المانحين بزيادة الدعم لتتمكن من إنقاذ ملايين البشر في بحيرة تشاد من خطر الجوع، كما يقدر برنامج الغذاء العالمي عدد المحتاجين للمساعدات الغذائية في شمالي شرقي نيجيريا بنحو أربعة 4.5 ملايين شخص.

ويقول السكان الذين حصلوا على المساعدات من المنظمات الإنسانية، إن كميات الطعام المقدمة إليهم قليلة جداً.

وأفاد مراسل الجزيرة في نيجيريا فضل عبد الرزاق في مقابلة مسجلة بأن شمالي شرقي البلاد يخضع لقانون الطوارئ بسبب الأوضاع الأمنية، الأمر الذي يزيد من حجم الأزمة.

ومما يزيد المعاناة في هذه المنطقة أن حكومات الدول المحيطة ببحيرة تشاد تحظر إرسال المشتقات النفطية والمواد الغذائية إلى المناطق التي يسيطر عليها المسلحون، مما يجعل القادمين من هذه المناطق يشتكون من شظف العيش هناك، خاصة أنه يتم التحقيق مع كل القادمين من مناطق سيطرة بوكو حرام.

وتصنف الأمم المتحدة منطقة بحيرة تشاد، التي يعيش فيها نحو سبعة عشر مليون شخص، منطقة كوارث.

المصدر : الجزيرة