أمير قطر: سيادتنا وكرامتنا فوق أي اعتبار

أكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عقب مباحثات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده مستعدة للحوار مع جيرانها الذين يحاصرونها شريطة عدم المساس بسيادتها، فيما أكد ماكرون أن عودة الاستقرار للخليج أولوية لبلاده.

فقد قال الشيخ تميم في مؤتمر صحفي مشترك مع ماكرون في الدوحة الخميس إن موقف بلاده كان مع الحوار منذ بداية الأزمة الخليجية التي قال إن كل شعوب الخليج تأثرت بها. وأضاف أن المشاكل تحل على طاولة الحوار، مؤكدا أن قطر تريد حل المشكلة، وأنه في حال كانت الدول الأخرى تريد أيضا حلها، فإن قطر مستعدة شريطة ألا يكون ذلك على حساب سيادتها وكرامتها.

وعبر عن أسفه لأن دولا شقيقة حاصرت بلاده في شهر رمضان، مشيرا إلى أن من حق الشعب القطري أن يعرف سبب الحصار. وفي ما يتعلق بمحاربة الإرهاب، أكد الشيخ تميم أن بلاده ملتزمة بمحاربته منذ اليوم الأول، وقال إن بلاده اتخذت إجراءات بهذا الشأن، وحققت في كل الادعاءات، واصفا بعض التقارير الإعلامية التي تتضمن مزاعم ضد قطر بغير الصحيحة.

وأشار أمير قطر إلى حضوره الخميس أول اجتماع تنسيقي بشأن مكافحة الإرهاب بين بلاده وفرنسا خلال زيارة ماكرون الذي كان وصل صباح اليوم إلى الدوحة وزار قاعدة العديد التي يوجد فيها جنود فرنسيون. وفي هذا الإطار تم توقيع خطاب نوايا لمكافحة الإرهاب المتضمن خريطة طريق بشأن تعزيز التعاون بين الدولتين.

من جهته، قال الرئيس الفرنسي في المؤتمر الصحفي المشترك إنه بحث مع أمير قطر الأزمة الخليجية والاستقرار في الشرق الأوسط. وأضاف أن زيارته تأتي عقب القمة الخليجية التي عقدت قبل أيام في الكويت، وعبر عن أمله في حل سريع للأزمة، مؤكدا دعم بلاده للوساطة الكويتية.

وأشار ماكرون إلى الإعلان المشترك بين البلدين حول مكافحة الإرهاب، الذي يشمل تبادل المعلومات، موضحا أنه سيعزز التعاون بينهما ضد الإرهاب الذي قال إنه يحصل على تمويلات من خلال تجارة البشر في منطقة الساحل الأفريقي.

وندد ماكرون بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب اعتبار القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، قائلا إن الحل يكون من خلال المفاوضات، مشيرا إلى إمكانية أن تكون القدس "عاصمة مشتركة".

وبشأن ليبيا، قال الرئيس الفرنسي إن بلاده تدعم جهود المبعوث الأممي غسان سلامة لاستعادة الاستقرار في هذا البلد. وأعلن من جهة أخرى دعم بلاده الاتفاق النووي المبرم مع إيران في يوليو/تموز 2015، محذرا من أن التخلي عنه سينتج وضعا شبيها بوضع كوريا الشمالية.

اتفاقيات مختلفة
وقد وقّع أمير قطر والرئيس الفرنسي على عدة اتفاقيات في مجال التعاون الدفاعي والتعليم، وبلغت قيمة الاتفاقيات 12 مليار يورو (14.15 مليار دولار تقريبا).

وقال الشيخ تميم إن الاتفاقيات التي جرى توقيعها مع فرنسا ستساهم في تعزيز العلاقات بين البلدين، كما قال ماكرون إن الاتفاقيات، التي تشمل عقودا في مجال الدفاع، تعكس عمق العلاقات بين البلدين. وتحدث عن الاتفاقيات التي وقعها البلدان في مجال التعليم والثقافة، وأشار إلى أن قطر أصبحت عضوا مشاركا في منظمة الفرنكفونية.

وأفادت وكالة رويترز أن العقود التي جرى توقيعها الخميس تشمل شراء قطر 12 مقاتلة رافال إضافية من شركة "داسو" الفرنسية مع خيار شراء 36 مقاتلة أخرى، فضلا عن شراء 490 مركبة مدرعة من شركة نكستر الفرنسية.

وأضافت رويترز أن قطر ستشتري 50 طائرة إيرباص من طراز "أي 321 نيو" مع خيار لشراء 30 طائرة أخرى. ووفق الوكالة، فإن قطر منحت كونسورتيوما يضم شركة "آر أي تي بي" وشركة سكك الحديد "إس إن سي إف" الفرنسيتين عقد بناء وتشغيل المترو في الدوحة.

وكان أمير قطر استقبل الرئيس الفرنسي في زيارة تهدف لبحث سبل تعزيز وتطوير علاقات التعاون المتميزة بين البلدين وأوجه تنميتها في مختلف المجالات. وتناولت المباحثات الأزمة الخليجية والحصار المفروض على دولة قطر وجهود الوساطة الكويتية.

كما تم استعراض جهود البلدين في مكافحة الإرهاب في إطار الجهود الإقليمية والدولية الساعية لمجابهة هذه الظاهرة وتجفيف منابعها المالية ومعالجة أسبابها.

المصدر : الجزيرة + وكالات