متحدث حوثي: الإمارات دبرت "الانقلاب" وورّطت صالح

لقاء اليوم- محمد عبد السلام
عبد السلام قال إن الإمارات توسطت بين صالح وولي العهد السعودي (الجزيرة-أرشيف)

قال محمد عبد السلام المتحدث باسم جماعة الحوثي في اتصال مع الجزيرة إن دولة الإمارات هي مهندسة ما سماه الانقلاب الخطير في صنعاء، وهي التي ورطت الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح وتسببت في مقتله.

وذكر عبد السلام أن ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد قال في لقاء جمعه بمسؤولين فرنسيين ذهبوا إليه للتوسط في أزمة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، لا تقلقوا من موضوع الحريري فهناك مفاجأة كبيرة جدا في اليمن ستغير وجه المنطقة، حسب روايته.

وأضاف في الاتصال الذي جرى مساء الاثنين أن لدى الأجهزة الأمنية التابعة للحوثيين وثائق لمراسلات سرية عبر أجهزة مشفرة بين صالح وبين الإمارات وروسيا ومصر والأردن.

وقال أيضا إن الإمارات توسطت بين صالح وبين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وإن صالح تلقى رسالة من بن سلمان قبل ثلاثة أشهر وصلت إليه عبر المخابرات الإماراتية. وأضاف أن لقاءات جرت في أبو ظبي بتنسيق مباشر بين صالح والسعودية لتنفيذ ما سماه انقلابا.

أربعة مطالب
وأوضح أن صالح طلب من السعودية أربعة مطالب، هي رفع اسمه من قوائم العقوبات وإزالة القيود المفروضة على أمواله وتأمين مستقبل سياسي واضح له ولأولاده ومطالب أخرى لوجستية، في مقابل الانقلاب على الحوثيين وحزب التجمع اليمني للإصلاح.

وعن الاتصالات المذكورة مع روسيا، قال المتحدث باسم الحوثيين إن صالح قدم نفسه للروس باعتباره الأقدر على مكافحة الإرهاب في اليمن، وطلب منهم أن يعملوا داخل مجلس الأمن لإخراجه من قوائم العقوبات، بالإضافة إلى تبادل المعلومات بين الجانبين.

وقال عبد السلام إن الحوثيين رغم علمهم بهذه المعطيات لم يكونوا يتوقعون أن يصل إلى ما وصلوا إليه وأن يعمل على تسليم العاصمة إلى ما سماها قوى العدوان، مضيفا أن صالح قطع كل الخطوط ولم يترك مجالا للحوار.

وامتنع المتحدث عن الادلاء بمعلومات عن ملابسات قتل صالح على يد الحوثيين، لكنه قال إن جثمانه ربما يكون في أحد مستشفيات صنعاء.

وعن العلاقة مع حزب المؤتمر الشعبي العام الذي كان يتزعمه صالح، قال عبد السلام إن في الحزب كثيرا من "الشرفاء القادرين على إدارة الدفة سياسيا"، لكنه توعد "من يعتدي من المؤتمر الشعبي" بأن الحوثيين سوف يوقفونه عند حده، حسب قوله.

الساعات الأخيرة
من جانبه، روى عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي، محمد البخيتي، تفاصيل الساعات الأخيرة التي سبقت مقتل صالح. وقال في لقاء مع الجزيرة إن الحوثيين خيّروا صالح ومن معه عبر وسيط، بين تسليم أنفسهم أو الإقامة الجبرية مقابل صون حياتهم وكرامتهم لكنهم رفضوا بالمطلق، ما أدى لطريق مسدود انتهى بمقتله عندما حاول الفرار.

وأضاف أن هدف الحوثيين لم يكن قتل صالح وإنما إنهاء دوره السياسي لأنه تسبب في فتنة، وفق قوله.

إفشال مؤامرة
وكان زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي وصف مقتل صالح باليوم التاريخي والاستثنائي، وقال إنه جرى إفشال ما دعاها مؤامرة كبرى شكلت تهديدا جديا لليمن.

وفي كلمة وجهها في وقت سابق من مساء الاثنين، قال عبد الملك الحوثي إن السعودية والإمارات لن تنعما بالأمن والاستقرار ما دامتا تواصلان ما دعاه النهج العدواني تجاه اليمن، كما نصح الدول الأجنبية بعدم الاستثمار في الدولتين.

المصدر : الجزيرة