تواصل الاقتتال بصنعاء والتحالف العربي يقصفها بكثافة

People gather at the site of an air strike in Sanaa, Yemen November 11, 2017. REUTERS/Khaled Abdullah TPX IMAGES OF THE DAY
جانب من آثار غارة شنها التحالف العربي على العاصمة صنعاء في 11 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي (رويترز)

قالت مصادر محلية للجزيرة إن طائرات التحالف العربي شنت غارات مكثفة وبصورة ملفتة على عدة مناطق في العاصمة اليمنية صنعاء، بينما أظهرت صور جديدة سيطرة مليشيا جماعة الحوثي على منزل للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح. وشهدت صنعاء لليوم الثاني على التوالي اقتتالا شرسا بين الحوثيين والقوات الموالية لصالح.

وقد شن طيران التحالف العربي غارات على شارع الستين وفج عطان وتبة التلفزيون في صنعاء التي تشهد معارك شرسة بين الحوثيين وقوات حليفهم السابق صالح.

وقال الناطق باسم جماعة الحوثي محمد عبد السلام إن طيران التحالف يساند "مليشيات الخيانة"، في إشارة إلى قوات صالح. وأضاف في تغريدات على حسابه بموقع تويتر أن "الطيران الآن يساند مليشيات الخيانة ويقصف كل موقع يتم تطهيره داخل صنعاء.. معركة الخيانة والوقوف إلى جانب العدوان تتجلى بكل وضوح لكل الشعب اليمني".

وقال إن "زعيم الخيانة توهم أن قوى العدوان سوف تستجيب لمناشدته، ولم يدرك أن المطلوب منه فقط هو أن يبيع لهم موقفا دون أي مقابل، ودفْع اليمنيين للاقتتال الداخلي لتتخلص قوى العدوان من عبء المواجهة".    

كما قصفت طائرات التحالف الذي تقوده السعودية مناطق بمحافظة صعدة، وأظهرت الصور أشخاصا ينقذون الجرحى ويتفحصون ركام المنازل المدمرة.

في ذات السياق، نشر المركز الإعلامي لجماعة الحوثي صوراً قال إنها من داخل أحد منازل الرئيس  المخلوع في صنعاء بعد السيطرة عليه.

وتـظهر الصور كشوفاً بأسماء أشخاص مستفيدين من مساعدات إماراتية في بعض المناطق باليمن.

طيران التحالف قصف الأحد مواقع في محافظة صعدة شمالي اليمن (رويترز)
طيران التحالف قصف الأحد مواقع في محافظة صعدة شمالي اليمن (رويترز)

من جانبها نقلت وكالة الأناضول عن مصدر من قوات صالح أن الحوثيين تقدموا في شارع الجزائر وسيطروا على أحياء فرعية، لكن قوات الحرس الجمهوري (التابعة لصالح) شنت هجوماً مضاداً وأجبرتهم على التراجع.

وأوضح المصدر أن قوات الحوثي تتفوق عليهم بالأسلحة الثقيلة والدبابات، في حين تفتقر قوات صالح إلى الدعم العسكري، مضيفا أن العشرات من الطرفين سقطوا بين قتلى وجرحى خصوصا في المعارك التي بدأت مع حلول الليل.

كما نقلت الأناضول عن مصدر طبي في وقت سابق أن مواجهات السبت والأحد أسفرت عن 35 قتيلاً و225 جريحاً.

وساطة إيران
من جهته، طلب صالح وساطة حزب الله اللبناني وإيران لاحتواء خلافه مع الحوثيين، بعد أيام من معارك دامية في صنعاء.

وقد أعربت الخارجية الإيرانية عن أسفها للمواجهات الأخيرة بين جماعة الحوثي وقوات  صالح ودعتهما إلى التهدئة وضبط النفس، وحثتهما على الحوار لحل الخلافات العالقة وقطع الطريق أمام من سمتهم أعداء اليمن.

وفي وقت سابق قال بيان لحزب المؤتمر الشعبي العام إن خطاب زعيمه صالح حول مواجهة الحوثيين فُسّر بشكل خاطئ. وأضاف أن صالح "يقف ضد العدوان الذي يتعرض له اليمن سواء في ظل الشراكة أو في غيابها ويرحب بأي جهود تزيل أسباب التوتر القائم مع الحوثيين وتوحد الصف الداخلي".

وكان صالح دعا السبت في تصريحات تلفزيونية إلى انتفاضة شاملة ضد الحوثيين (حلفائه السابقين)، وطالب الجنود الموالين له بالعودة إلى معسكراتهم ومواجهة مسلحي الجماعة في جميع المحافظات، كما أعلن استعداده للتفاوض مع السعودية التي تقود تحالفا يحارب قواته والحوثيين منذ أكثر من عامين ونصف.

ورد زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي على هذه التصريحات بتحميل صالح المسؤولية عن تفجر الوضع في صنعاء، ووصفه بزعيم مليشيا، واتهمه بخيانة الوطن والتواطؤ مع التحالف الذي تقوده السعودية.

المصدر : الجزيرة + وكالات