ترحيب عربي وإسلامي بقرار الأمم المتحدة

من جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة للتصويت على قرار بشأن القدس
القرار اعتبر صفعة لترمب وانتصارا للشعب الفلسطيني (رويترز)

رحبت دول وهيئات وقوى عربية وإسلامية بالقرار الذي اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة بالأغلبية لرفض تغيير وضع مدينة القدس المحتلة، ليؤكد حق الشعب الفلسطيني ويبطل قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل.

وأشادت الرئاسة الفلسطينية بموقف المجتمع الدولي الذي لم يذعن لتهديدات ترمب بقطع المساعدات عن الدول المؤيدة لذلك القرار، الذي قدمه اليمن وتركيا بالنيابة عن الدول العربية والإسلامية، وصوتت لصالحه 128 دولة من مجموع 193 دولة بالجمعية العامة.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن القرار "يؤكد مجددا وقوف المجتمع الدولي إلى جانب الحق الفلسطيني"، وتوجه بـ "الشكر لكل الدول التي دعمت القرار وعبرت عن إرادة سياسية حرة رغم كل الضغوط التي مورست عليها".

وقال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية في بيان إن القرار "انتصار للحق والعدل والتاريخ"، وإن الدول التي دعمته "عكست إرادة الشعوب الحرة في رفض الهيمنة الأميركية ومنهج البلطجة السياسية". ودعا هنية الإدارة الأميركية إلى "الانصياع للإرادة الدولية والتراجع عن قرارها".

وكذلك اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين قرار الجمعية العامة "انتصارا لصمود الشعب الفلسطيني وصفعة على وجه أميركا وإسرائيل وهزيمة لهما"، وقالت إنه يمثل "خطوة على طريق طويل في مواجهة الاحتلال".

من جانب آخر، رحبت جامعة الدول العربية بالقرار، وقالت في بيان إنه يأتي "تأكيدا للحق العربي الفلسطيني بالقدس، فضلا عن إبطاله أي أثر للقرار الأميركي".

من جهته، قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في تغريدة له، إن التصويت بهذه الأغلبية إنصاف للقضية ولحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف.

أما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فقال عبر حسابه على موقع تويتر "نرحب بموافقة الجمعية العامة للأمم المتحدة بالأغلبية الساحقة على مشروع قرار حول القدس"، وأردف "نأمل من إدارة ترمب أن تتراجع عن قرارها المؤسف الذي أكدت الجمعية العامة عدم شرعيته بشكل واضح".

وزير الخارجية التركي (يمين) ونظيره الفلسطيني يتحدثان للصحفيين عقب التصويت
وزير الخارجية التركي (يمين) ونظيره الفلسطيني يتحدثان للصحفيين عقب التصويت

جهود تركية
وأعرب وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو عن ارتياحه الكبير للقرار، وذلك في مؤتمر صحفي مع نظيره الفلسطيني رياض المالكي بمقر الأمم المتحدة في نيويورك.

وأكد جاويش أوغلو أن بلاده ستبذل مزيدا من الجهود من أجل الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين ضمن حدود عام 1967. ومن جهته رأى المالكي أن "التهديدات لم تغير شيئا، وأن القدس عاصمة فلسطين وستبقى عاصمتها في المستقبل".

وفي إيران، قال وزير الخارجية محمد جواد ظريف إن "القرار رفض واضح لعمليات التخويف العدوانية التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب".

وفي مصر، رحبت مؤسسة الأزهر بالقرار ورأته معبرا عن الإرادة الدولية الرافضة للقرار الأميركي، داعية الإدارة الأميركية إلى سحب قرارها.

من جانب آخر، قال الشيخ أحمد الريسوني نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إن تصويت الجمعية العامة لصالح قرار القدس "تعبير قوي عن دعم العالم للقضية الفلسطينية رغم تعرضها لضغوط وتهديد وابتزاز"، كما اعتبره "رسالة إلى أميركا مفادها أن إسرائيل تعيش في وضع لا شرعي".

في المقابل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان لمكتبه "نرفض هذا القرار للأمم المتحدة ونتعامل بارتياح حيال العدد الكبير من الدول التي لم تصوت تأييدا لهذا القرار".

أما صحيفة هآرتس الإسرائيلية فقالت إن تصويت الجمعية العامة بشأن القدس "توبيخ معتدل لإسرائيل وصفعة قوية على وجه ترمب".

وعلى الجانب الأميركي، قال متحدث باسم البعثة الأميركية في الأمم المتحدة "من الواضح أن كثيرا من الدول فضلت علاقتها مع الولايات المتحدة على محاولة لا جدوى منها لعزلنا بسبب قرار كان من حقنا السيادي أن نتخذه".

وقد صوتت ضد القرار تسع دول، وامتنعت عن التصويت 35 دولة، وغابت عن الجلسة 21 دولة.

المصدر : وكالات