قتلى في مظاهرات ضد الفساد بكردستان العراق

أفادت مصادر طبية وحكومية بسقوط قتلى وجرحى اليوم الثلاثاء خلال احتجاجات في إقليم كردستان العراق تطالب بإقالة الحكومة المحلية ومحاسبة المفسدين وتحسين الوضع المعيشي للسكان، في حين تعهد رئيس الوزراء العراقي باتخاذ إجراءات لحماية المواطنين في الإقليم.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر طبي قوله إن خمسة متظاهرين قتلوا وأصيب ما لا يقل عن سبعين آخرين بالرصاص خلال مظاهرة في بلدة بشمال السليمانية في إقليم كردستان العراق.

وقال المتحدث باسم دائرة الصحة المحلية طه محمد إن "المتظاهرين أشعلوا النار في مقري الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني في رابارين".

وأضاف "تبعت ذلك اشتباكات مع الشرطة التي أطلقت النار، مما أدى إلى سقوط خمسة قتلى وسبعين جريحا على الأقل".

أما وكالة رويترز فنقلت عن مسؤولين حكوميين قولهم إن الاحتجاجات أدت لمقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ثمانين آخرين خلال احتجاجات في بلدة رانية الكردية اليوم الثلاثاء، في حين أفادت وكالة الأناضول بسقوط خمسة قتلى و93 جريحا.

من جهته، تعهد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي باتخاذ إجراء إذا تعرض أي مواطن للهجوم في إقليم كردستان العراق.

وقال محافظ السليمانية هفال أبو بكر إن مطالب المتظاهرين مشروعة "ونحن نؤيد أي تجمع مدني شريطة ألا يلجأ المشاركون فيه إلى العنف والعبث بالممتلكات الخاصة والعامة".

وشدد المحافظ على عدم السماح لأي حزب أو جهة سياسية باستغلال هذه المظاهرات لأهداف خاصة أو لبث الفوضى في المنطقة.

حظر التجول
وفي ذات السياق، فرضت السلطات المحلية في مدينة جمجال التابعة للسليمانية حظرا للتجول، وأعلنت غد الأربعاء عطلة رسمية بسبب تردي الأوضاع الأمنية.

ونقلت الجزيرة عن مصادر قولها إن قوات كردية قطعت بث قنوات "أن آر تي" التي تتهمها حكومة كردستان بإشعال مظاهرات السليمانية.

المتظاهرون الغاضبون أضرموا النار في سيارات حكومية ومقرات رسمية وحزبية (رويترز)
المتظاهرون الغاضبون أضرموا النار في سيارات حكومية ومقرات رسمية وحزبية (رويترز)

وتطالب المظاهرات التي انطلقت أمس الاثنين وتواصلت اليوم الثلاثاء بإقالة الحكومة ومحاربة الفساد وتحسين الوضع الاقتصادي.

وقد أضرم المحتجون النار بـ"قائمقامية" بلدة كويسنجق الواقعة تحت هيمنة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي كان يقوده الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية أن الآلاف من سكان الإقليم تظاهروا ضد الفساد وطالبوا بتحسين أوضاعهم المعيشية، وسط تأخر صرف الرواتب واستمرار الأزمة السياسية بين بغداد وأربيل.

وتصاعدت حدة المظاهرات المعارضة في الإقليم على وقع الأزمة السياسية والاقتصادية الخانقة التي يعيشها السكان بعد إجراء الإقليم استفتاء في 25 سبتمبر/أيلول الماضي بهدف الاستقلال عن باقي العراق، مما دفع الحكومة المركزية إلى اتخاذ إجراءات عقابية للتمسك بوحدة البلاد.

ومن أبرز الإجراءات العقابية إغلاق المطارات في أربيل والسليمانية وإجبار المسافرين على المرور ببغداد قبل التوجه إلى الإقليم.

المصدر : الجزيرة + وكالات